العودة لنظام الفترتين

الرابط المختصر

بعد ان كان أحد اهداف وزارة التربية والتعليم التخلص من نظام الفترتين والأبنية المستأجرة عادت هذا العام بقوة قرارات تحويل المدارس, او بعضها, في العديد من مدن المملكة الى نظام الفترتين, ودخلت هذه المدارس حالة ارتباك وتأخير للعملية التعليمية لأن التحويل يعني ايضا نقل طلاب وطالبات من مدرسة الى اخرى, وأحيانا نقل معلمين ومعلمات وإرباكا للعائلات والطلاب.

بعض المدارس الصغيرة التي كان فتحها حلا لمشكلة اكتظاظ مدارس اخرى اصبحت هي الحل وتم تحويلها الى فترتين, ويصاحب كل تحويل سلسلة طويلة من المشاكل داخل البيوت والمدارس واحوال المعلمين والمعلمات, والأهم ان العودة لنظام الفترتين عودة الى الوراء خطوات وبدلا من ان نتخلص من مشكلات قائمة عدنا لبعث الحياة في مشكلات اعتقدنا اننا على طريق التخلص منها.
لا نلوم من هم في الميدان حتى من مديري التربية لكن المسؤولية الاولى على من يخطط في الحكومة والوزارة, ونقول الحكومة لأن قرارات اكبر من الوزارة فتحت ابواب مدارس التربية لأعداد كبيرة من غير الاردنيين ودون تخطيط او ترتيب, فالكرم السياسي والتضامن مع الآخر يجب ان لا يكون على حساب الذات, ويجب ان يصاحبه اعداد وتقديم المتطلبات, فالمدارس الحكومية لا ينقصها اكتظاظ, والمعلم لديه من الاعباء ما يكفيه, وهذه القرارات السياسية حملت الوزارة اعباء كبيرة وأثرت سلبيا على مسار التخلص من المشكلات.
 اما اهل القرار في الوزارة فيتحملون مسؤولية التنظيم وبخاصة ان هذا العام شهد هجرة من المدارس الخاصة الى مدارس الحكومة, وعملية الانتقال انتهت في العشرين من الشهر الماضي اي قبل دوام المعلمين بأكثر من عشرين يوما, فلماذا التأخير؟ ولماذا لم تكن هنالك توقعات ودراسات وبخاصة ان المعطيات الاقتصادية وتجارب السنوات الماضية كانت تشير الى هذا؟
 العودة الى نظام الفترتين هو الخيار الاسوأ حتى وفق خطط الوزارة, والافضل استئجار وفتح مدارس جديدة حتى لو كانت صغيرة لاستيعاب الجدد والعبء الاضافي, وعلى الحكومة ان توفر المخصصات اللازمة لهذا بدلا من ان يبقى الطلبة والمعلمون والمعلمات والاطفال حتى الساعة الخامسة مساء او ليلا في الشتاء, فضلا عن الآثار التعليمية لهذا النظام والارباك الذي يلحق به في مواسم رمضان المبارك.
 كل الخطط والاستراتيجيات التي يتم الحديث عنها في وزارة التربية لن تحقق المراد اذا كانت الظروف الطارئة قادرة على ارباك الوزارة والمعلم والطالب فمن يعجز عن مواجهة الطارئ لن يكون قادرا على التحولات الكبرى.