العنف الجامعي..تعددت الاسباب والنتيجة واحدة

العنف الجامعي..تعددت الاسباب والنتيجة واحدة
الرابط المختصر

أسباب العنف بين طلبة الجامعات عديدة منها –حسب دراسات محلية- تنامي الشعور بالعصبية القبيلة، والتنشئة الأسرية الخاطئة، وغياب الوعي عند الطلبة.

وحاولت دراسات أكاديمية تسليط الضوء على أسباب هذه المشكلة التي اعتبرها خبراء علم الاجتماع " ظاهرة" ومن احدث هذه الدراسات دراسة أعدها كل من الدكتور صلاح أللوزي ويحيي الفرحان من الجامعة الأردنية جاء فيها أن 92% يرجعون أسباب العنف الى التعصب القبلي.

ورأت الدراسة أن عدم الخوف من العقاب يأتي في المرتبة الثانية بنسبة 85%، ثم عدم استثمار وقت الفراغ 69%، وقبول طلبة بمعدلات متدنية بنسبة 48%.

واعتبر 76% من الطلبة أن التنشئة غير السوية للطلاب هي سبب العنف، بينما أرجعه 32% إلى ضعف العبء الدراسي، و55% إلى الصدمة الاجتماعية، و47% إلى عدم المعرفة بالتعامل مع الإناث.

أراء الطلاب اختلفت حول أسباب العنف الجامعي، فالطالب سمير خالد من جامعة جرش الأهلية، يؤكد على أن المسؤول الأول عن العنف الجامعي ه"و الأمن بالجامعة" وأضاف " الأمن لا يعمل على فض النزاع بالتروي بل يزيد تعقيد المشكلة سواء لأنه يقدم على ضرب الطلاب بالعصي لتفريقهم، فرجال الأمن بجامعتنا بحاجة الى التغير".

اما الطالبة سهى محمد من الجامعة الأردنية وجهت رسالة الى جامعتها قائلة " يجب وضع حد للخلافات والمشاجرات الطلابية، من خلال إشغال أوقات الفراغ بين المحاضرات للطلاب عن طريق العمل التطوعي، مما يودي الى صقل شخصياتهم ويهذب أخلاقهم وأذواقهم ويقوم سلوكهم بما يخدمون به مجتمعاتهم ومستقبل أوطانهم."

بينما اكد الطالب سليمان داوود من الجامعة التطبيقية على" أهمية تفعيل قرارات الجامعة وعد التهاون في تطبيقها بحق المخالفين " وأضاف معظم المشاكل التي تحدث في جامعتي اسبابها لا تذكر ، فأما من أجل مقعد او من أجل فتاة او من أجل العشيرة وتزداد المشاكل وقت الانتخابات" .

دراسة أخرى أصدرها مركز الدراسات الإستراتيجية الأمنية أظهرت ان أسباب العنف تعود الى التعصب القبلي أو المجتمعي والتنشئة الأسرية الخاطئة والبطالة، والظروف التي تجرى بها انتخابات مجالس الطلبة والأندية الطلابية.

الا ان الدكتور فاخر دعاس منسق حملة ذبحتونا الناشطة في الدفاع عن حقوق الطلبة، يرى "ان سبب العنف في الجامعات يعود لانخفاض مستوى الوعي الطلابي ومنع العمل الحزبي، وانتخابات مجلس الطلبة التي تعتمد على الصوت الواحد".

من جهته قال رئيس الجامعة الهاشمية الدكتور سليمان عربيات أن أهم الأسباب الكامنة وراء ظاهرة العنف في الجامعات "الظروف المادية الصعبة وعدم وجود العدالة والشعور بالإحباط والاغتراب" مضيفاً أن ما يحدث في الجامعات هو انعكاس لصورة المجتمعات المحلية وما تحمله من ارث وتقاليد اجتماعية.

وأضاف أن الظاهرة لم تنحسر رغم الإجراءات التي اتخذت فقد أخذت طريقها الى خارج الجامعات.

واشار الى ان "العلاج يكمن بضرورة الاعتراف بوجود الظاهرة ثم العمل على حلها وذلك عن طريق أطلاق الحرية الطلابية، السماح بالعمل الحزبي داخل الجامعات، تطبيق نظام القوائم في انتخابات مجلس الطلبة.

علماء الاجتماع يطالبون الجامعات بدور اكبر في معالجة ظاهرة العنف، و يدعو أخصائي علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي الجامعات بأن تقوم باستيعاب الطلاب عند حدوث المشاجرات داخل أسوارها بدل من أن تخرجهم للشارع حتى لا تزيد عملية الثأر بينهم ، وعليها أيضا أن تقوم بعملية دمج للطلاب وان توفر لهم سبل الراحة وتركز على قيم المحبة".

وقال الخزاعي " جميع مؤسسات المجتمع المدني والحكومي تتحمل مسؤولية حدوث العنف بين الطلاب، فالجامعة وحدها لن تستطيع منع أعمال العنف ".

و باتت ظاهر العنف الاجتماعي تشكل مصدر قلق للحكومة الأردنية والمجتمع على حد سواء بعد وقوع أحداث شغب في بعض الجامعات امتدت الى خارج أسوارها لتتحول الى مشاجرات عشائرية.

مما دفع رأس الهرم في الدولة الأردنية الملك عبد الله الثاني ليعرب عن رفضه لكافة مظاهر العنف والاعتداءات التي يتعرض لها المواطن الأردني معرباً عن استيائه من انتشار هذه المظاهر التي تمس كرامة المواطن وخصوصا إنها أصبحت تتكرر في الفترة الأخيرة بشكل كبير، وجاء ذلك في كتاب التكليف السامي عند تشكيل حكومة رئيس الوزراء سمير الرفاعي قبل حوالي سبعة أشهر.

أضف تعليقك