"العجلات الخضراء" مبادرة لرعاية وتعليم المصابين بالشلل الدماغي

الرابط المختصر

منذ تسع سنوات، تعمل مبادرة "العجلات الخضراء" دون كلل لجمع الأغطية البلاستيكية وعلب المشروبات الغازية، لتحقيق عدة أهداف، بدءا من زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة، وصولا إلى دعم الأطفال من ذوي الاعاقة، وبالتحديد المصابين بالشلل الدماغي، من خلال تقديم الرعاية الصحية والتعليمية لهم.

واستطاعت طوال هذه الفترة، جمع ما يقارب 40 مليون طن من الأغطية البلاستيكية، من خلال مساندة العديد من المتطوعين، الذين قاموا بجمع هذه الأغطية وتوصيلها إلى نقاط التجميع.

تشمل أنشطة المبادرة عدة مراحل، حيث يتم جمع العبوات البلاستيكية من قبل الأصدقاء والعائلات والطلبة والناشطين والعاملين في الشركات، بدءا من استخداماتهم اليومية في منازلهم وصولا إلى مواد ملقاة في الطرقات، ويتم نقل هذه العبوات بعد تجميعها، ليتم العمل على فرزها وإعادة تدويرها، ومن ثم بيعها إلى المصانع، بحسب مؤسسة المبادرة رائدة صبحا. 

دعم ذوي الإعاقة 

من بين أهداف هذه المبادرة هو تقديم الدعم للأطفال المصابين بالشلل الدماغي من خلال استخدام العائدات التي يحصلون عليها من بيع المواد البلاستيكية للمصانع، لتقديم الرعاية الطبية والتعليم الضروريين لهم.

تشير الأرقام الرسمية إلى وجود مليون ونصف حالة بالأردن من ذوي الإعاقة، يعاني أغلبهم من غياب الاهتمام بالتعليم والتأهيل.

وتقول مؤسسة المبادرة رائدة  صبحا، إنها تقدم المساعدة لذوي الاعاقة من خلال الجمعية المتخصصة بهم والتي تعمل على توفير مختلف احتياجاتهم، حيث يتم اختيار الأطفال الذين يتلقون الدعم من خلال قائمة، ويتم اختيار أكثر الحالات احتياجا، وعادة ما يتم اختيار 10 أشخاص من بين 40 حالة ويتم التركيز على الحالات الأكثر فقرا.

تقدم المبادرة جلسات علاجية متخصصة حسب احتياجات كل طفل مصاب بالشلل الدماغي،  وهناك حالات صعبة تحتاج الى جلسات اضافية  تكلف مبالغ مالية كبيرة.

بالإضافة إلى ذلك، تقدم المبادرة دعما ماليا لتوفير التعليم للأطفال لضمان حقهم في التعليم، في ظل نقص المدارس المتخصصة لذوي الإعاقة المصابين بالشلل الدماغي وعدم وجود مدارس حكومية تمكنهم من الدمج بشكل كامل.

وبعد التفاعل الإيجابي من المجتمع والشباب مع هذه المبادرة، تسعى الى توسع  نطاق عملها لتشمل مختلف المحافظات في المملكة، من خلال توجيه جهود التوعوية البيئية وتقديم الدعم للأسر التي لديها أفراد معاقين، بالإضافة إلى السعي للتوسع إلى دول العربية المجاورة.

الأثر البيئي للمبادرة 

العديد من الجهات المحلية والدولية، بما فيها منظمة الصحة العالمية، تحذر من المخاطر البيئية المترتبة على تراكم البلاستيك، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 430 مليون طن من البلاستيك سنويا، في جميع أنحاء العالم، ويصمم نصف هذه الكمية للاستخدام مرة واحدة فقط. 

ومع ذلك، يتم تدوير أقل من 10 في المائة فقط من هذا البلاستيك، بينما ينتهي نحو 19-23 مليون طن في البحيرات والأنهار والمحيطات سنويا.

وتسعى مبادرة "العجلات الخضراء" وإن كانت مساهمتها بالشيء القليل، إلى زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة وتقليل التلوث البلاستيكي، وذلك من خلال تجميع وفرز المواد البلاستيكية واعادة تدويرها، ثم بيعها إلى مصانع محلية مختصة في هذا المجال بحسب صبحا.

وتوضح صبحا أن المبادرة تحمل العديد من الأهداف، من الناحية البيئية والتوعية، تعمل هذه الفكرة على التقليل من المخاطر البيئية وزيادة وعي الأفراد في المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة وأهمية العمل التطوعي، أما من الناحية الاقتصادية، الاقتصادي فإن بيع هذه المواد بعد جمعها يساهم في تحسين الوضع الاقتصادي للمصانع واستمرار عملها.

دور الحكومة

للحد من التلوث البيئي قامت وزارة البيئة في إطلاق مشروع إعادة تدوير العبوات البلاستيكية والزجاجية، بمشاركة عدة شركات معنية في هذا المجال، كمحاولة للحد من الأثر البيئي للمخلفات البلاستيكية والزجاجية، وقد تم تنفيذه خلال فترة قصيرة بجهود الوزارة. 

ويقول الناطق الاعلامي في الوزارة الدكتور أحمد عبيدات انه منذ أقل من عام ويهدف المشروع  الى جمع وإعادة تدوير العبوات التي تنشأ نتيجة الأنشطة في قطاعي السياحة والأعمال، يتم ذلك من خلال استخدام قنوات تجميع مدعمة بالأدوات والأنظمة الرقمية، مما يسهم في زيادة كفاءة هذه العملية.

وتشمل مبادرات المشروع على  توزيع حاويات لجمع العبوات البلاستيكية والزجاجية في أكثر من 250 فندقا ومطعما، كما تم تثبيت ماكينات إعادة التدوير في أماكن رئيسية في عمان لتشجيع المستهلكين على التخلص من الزجاجات البلاستيكية المستعملة بشكل صحيح. بالإضافة إلى ذلك، تم تنفيذ نظام مكافأة يهدف إلى تحفيز الأفراد على إعادة تدوير نفاياتهم البلاستيكية والزجاجية، مما يشجع على المشاركة الفعالة في هذه المبادرة البيئية.