نعم أيها المواطنون الكرام ،

إنه الحل الأوحد ، وجدتها وجدتها ، ولن تضطر
الحكومات بعد اليوم الى رفع أسعار المشتقات البترولية أو الى ترشيد الانفاق الحكومي
وتخفيض مياومات الوزراء والمسؤولين والنواب وأمثالهم من المواطنين الهاي هاي. ولن
تستمعوا بعد اليوم الى غثبرة ووتوتة وإشاعات مغرضة ، حتى لو اشترت الحكومة طائرات
أباتشي مكندشة للسادة النواب.

الحل بسيط وسهل وممكن اذا تميز موقفنا من البداية بالصلابة ... علينا اولا ان نحتمل
معا آثاره السلبية لنصف عام او عام كامل على الاكثر (من الحول للحول). ثم بعدها سوف
تنهمر علينا الخيرات من كل مكان ، وسوف نحار كيف نكتسب الحسنات حيث يختفي الفقراء
وابناء السبيل ولا نعرف على من نوزع الصدقات... وربما نضطر للتبرع بها لضحايا
الكوارث العالمية في اميركا واليابان .

علينا اولا ان نعلن عزمنا على بناء
مفاعل نووي للأغراض السلمية ، لكننا ننفي اننا نرغب بشراء مفاعل نووي من فرنسا كما
اعلن رئيس الوزراء اول امس ، ونرفض استلام مفاعل نووي مستعمل قررت الصين ان تهدينا
اياه ، نرفضه تماما لأنه مجرد نفايات نووية ، ونعلن بأننا سنبني مفاعلنا الخاص
بخبرات وسواعد أردنية (وهي لعبة معروفة ادعتها جميع الدول النووية عدا اسرائيل)
ونقول بأننا شرعنا في تخصيب اليورانيوم وتقطير الماء الثقيل ، ولا بأس ان نزرع
مجسمات من الإسبست (المشع أصلا) في ارجاء الوطن محمية باسلاك شائكة ... طبعا سوف
تصورها أقمارهم الاصطناعية وطائرات تجسسهم ، مما يؤكد الظنون في اننا على قدر هائل
من الجدية في انتاج القنبلة الذرية ، ربما اكثر من كوريا الشمالية(سابقا) وإيران
حاليا .

طبعا سوف ترسل لنا اميركا (طارشا) او اكثر من طارش ، للتفاوض معنا
من اجل ايقاف البرنامج مقابل ضمانات غير مؤكدة ومساعدات متواضعة . طبعا نقف هنا
موقفا صلبا ونرفض ايقاف البرنامج الذي سوف نصر على سلميته ، وعلى حقنا في الحصول
على الطاقة ، وبأن عليهم ايقاف البرامج الاسرائيلية قبل ايقاف
برامجنا....

يهددوننا بإحالة الملف النووي الأردني الى مجلس الأمن :
البرادعي يزبد ولا يرعد ، اسرائيل ترعد ولا تزبد ، مصر تأخذ على بالها ، سوريا
تعادينا في العلن وتشجعنا بالسر .. السعودية ودول الخليج تدعو الى رأب
الصدع.

بعد سنة او اقل من المواقف الصلبة نكون قد وصلنا الى اتفاق مع اميركا
والعالم يزودوننا بموجبه بالطاقة مجانا ما دام برنامجنا النووي متوقفا (يعني الى
الأبد) ناهيك عن المساعدات المالية الهائلة .

هنا نسحب مجسمات الاسبست
وندمرها في احتفال مهيب على مرأى الاشهاد. علينا خلال هذه الفترة العصيبة فقط ان
يكون موقفنا صلبا وقويا فالعبرة في الصلابة.