الطيف الأردني يعبر عن نفسه بتنوع مطاعمه
الطيف الأردني واسع وممتد بصبغات عربية وغير عربية لكن هذا لم يمنع أن يعبر عن نفسه بلون واحد وبدرجات مختلفة فمثلما امتازت عمان في تنوع تياراتها وثقافاتها اختارت أن تعبر عن هذه الميزة بتنوعها الغذائي الذي يجمع ضيوفها وأبنائها على مائدة واحدة
فقلما يدخل الأردن سائح أو طالب أو حتى عامل و يشعر بالغربة، فهذه البلد تميزت باحتواء زوارها حتى على مائدة الطعام.
وعلى خلاف العواصم العربية العريقة الأخرى التي يقتصر تنوعها الغذائي على أطباقها التقليدية كدمشق والقاهرة مثلاً تزخر شوارع عمان منذ تأسيسها تقريباً من أسماء المطاعم العربية كالشامية والخليجية والمصرية وغيرها الكثير.
ومن أشهر هذه المطاعم مطعم القدس الذي تأسس عام تسعة وستين و الذي يقدم الأطباق العربية بشكل عام كما قال إحدى ملاك المطعم، "مطعم القدس تأسس في البداية من اجل أن يقدم للمواطن العربي الأكل البيتي بعيدا عن المأكولات الأجنبية فكل ما يقدمه المطعم عبارة عن أكل عربي معروف في كل بيت كالفاصوليا والملوخية والمنسف، وأسس المطعم فيما بعد فروع له أحداها في البيادر والآخر في منطقة نزال".
ومن أسباب افتتاح المطعم هو لجوء العديد من الفلسطينيين منذ عام سبعة وستين إلى الأردن و ازدياد أعداد السكان فبات من المهم تسديد احتياجاتهم.يوضح احد مؤسسي المطعم "وجود المطاعم هي حاجات الناس فالواحد لما يأتي بفكرة يدرس ما جدواها على الناس فشعرنا بعد العام 1967 بعد النكبة وبعد الاحتلال للضفة الغربية أن تعداد السكان ازداد و ظهرت الحاجه لخدمات الطعام فقررنا فتح المطعم ".
مطعم القدس الذي يملكه اردينون أصلهم من مدينه الخليل في الضفة الغربية أطلقوا عليه هذا الاسم تيمنا بالقدس لم يشتهر مثلاً بطبق الخليل الأساسي القدرة الخليلة وإنما أكثر ما يشتهر به المنسف الأردني ويعد أكثر الأطباق طلباً من المطعم؛ فالمنسف بحسب أحد أكثر المتردين على المطعم "أشهى ما يكون من مطعم القدس بجميده الكركي وسمنته البلقاوية".
المنسف الطبق الأردني الأساسي بلا منازع هو كذلك في مطعم جبري الذي أسسه عام 1935 رغم أن أصحابه أردنيون تعود أصولهم إلى دمشق. وتظهر الأطباق الأردنية والسورية والفلسطينية جنباً إلى جنب على قائمته.
مؤخراً ظهرت المطاعم العراقية بوضوح في شوارع العاصمة، أصحاب هذه المطاعم يعزون سبب وجود هذه المطاعم إلى كثرة الوافدين للأردن، كما أكد لنا سامح عبد الجبار صاحب إحدى المطاعم العراقية" كثرة الجالية العراقية الموجودين في عمان وبالأخص في منطقة الرابية، لذلك قررنا أن نفتح مطعم عراقي في الرابية ويقدم الطبخات العراقية كالاوزي والتشريب والبرياني، إضافة إلى كبب وغيرها كلها عراقية وأغلبية الزائرين عراقيين و بنفس الوقت هناك أردنيين كانوا يعيشون في العراق فيشتاقون للأكلات العراقية فيأتوا إلينا".
إنشاء مطاعم غير أردنية لم يقتصر على جنسيات عربية فهناك من الأردنيين من اتجه للاستثمار في هذا المجال كمطعم مستر كشري الذي يقدم المأكولات المصرية والذي قال لنا صاحبه انه و بعد أن عاش فترة من حياته في مصر عاد و فتح المطعم في الأردن.
هذا التنوع الغذائي الذي امتازت به عمان كان له طيب الأثر في نفوس الجاليات العربية و ضيوف الأردن ممن وجدوا فيه الراحة و ساعدهم في التغلب على بعض جوانب حياة الغربة التي كثيرا ما يواجهها المغتربون كما أكد لنا الطالب السعودي نايف الشعلان، "والله لا شك أن الطلاب المغتربين عندما يروا في البلد الذي هم مغتربين فيه مطاعن تقدم لهم الأكلات الشعبية في بلادهم مثل المندي أو المظبي شيء جميل صراحة و مريح لنا".
هذه الراحة تدلل بطريقة أو بأخرى على أن طعام عمان ربما يكون هو أقصر طريق يجمع قلوب ضيوفه وطلاب العلم به وحتى أبناءه بغض النظر عن تنوعهم واختلافاتهم.











































