الرقابة على المطاعم الشعبية... زوروني كل سنة مره!!

الرقابة على المطاعم الشعبية... زوروني كل سنة مره!!
الرابط المختصر

تشترك جميع مطاعم الشاروما التي تسببت بتسممات جماعية للمواطنين بأنها موجودة في أماكن شعبية في ضواحي المدن

وكان أخرها ما حصل في "مطعم البقعة" الذي ذهب ضحيته وفاة شاب وتسمم أكثر من 242 بسب تناولهم لوجبات شاورما فاسدة.

و في جولة على المشاغل الداخلية لهذه المطاعم تستطيع أن ترصد الواقع الصحي السيئ الذي يتم إعداد الطعام خلاله بعيدا عن أعين الرقابة التي "تغض الطرف عن بعض التجاوزات" كما أكد لنا عدد من العاملين في هذه المطاعم.
 
ففي احد المطاعم الشعبية استطعنا دخول كواليس المشغل الداخلي بحجة استخدام المرافق الصحية للمطعم واستطعنا من خلال " كاميرة الموبايل" أن نوثق الوضع الصحي للمشغل الذي يفتقر لأدنى شروط السلامة الصحية، إذ يلجأ العاملون في هذا المطعم الموجود في ضواحي مدينة عمان بفرد اللحوم على الأرض القذرة-كما هو موجود في الصورة المرفقة- ويقوم العمال بتجهيز مادة الدجاج المسحب والشاورما باستخدام أيدي قذرة  لفرز الدجاج و وضعه بأواني بلاستيكية تتراكم عليها مادة الدجاج  ورواسب القاذورات بسبب الاستخدام المتكرر لهذه الأواني دون نظافة دورية لها".
 
ومن الأمور الأخرى في هذا المشغل قذارة الأرضية والمراحيض المفتوحة على المشغل، مع وضع الخضراوات التي يحوم عليها الذباب بجانب سهلة المهملات المكشوفة، هذا الوضع دفعنا لسؤال صاحب المطعم عن معدل الرقابة الصحية عليه بعد تكرار التسممات الغذائية ليقول " مطعمنا من أنظف المطاعم في المملكة وليس بحاجة لرقابة صحية أبدا والدليل أننا لم نراهم منذ زمن"!!!!.
 
ومن التجاوزات التي تقوم بها بعض المطاعم الشعبية فيما يخص مادة الشاروما " قيام العاملين بغش مادة المايونيز" كما ذكر لنا عامل في احد هذه المطاعم رفض ذكره اسمه ويشرح العامل آلية غش هذه المادة الأساسية  لوجبة الشاورما ويقول" نقوم بغش مادة المايونيز من خلال إضافة النشا للبيض  والزيت النباتي وذلك لزيادة كثافة وحجم هذه المادة كون استخدام البيض والزيت مكلف على صاحب المحل، على الرغم من أن ذلك قد يؤدي إلى تلف هذه المادة الحساسة".
 
ويتابع هذا العامل أن " المحلات الصغيرة في المناطق الشعبية التي لا تبيع كامل سيخ الشاورما تلجأ لعرض نفس مادة الشاورما في اليوم الثاني من خلال خلطها بالشاورما الجديدة بالسر، لكي لا يخسر صاحب المطعم",
 
 
ممارسات المطاعم الشعبية دفعت عدد من المواطنين للقول إن "هذه المطاعم منسية" ويذهب إبراهيم 33 عاما من وسط البلد عمان ليدعي أن " عدد من مراقبي الصحة يغضون الطرف عن بعض المطاعم بسب رشاوي يتلقوها من هذه المطاعم وهذا أمر حصل أمامي أكثر من مره وتصل في بعض الأحيان حجم الرشوة إلى صحن حمص أو كاسة شاي  لكن في أكثر الأحيان يحصل المراقب على نقود". 


أما أيمن يروي قصة حدثت معه في احد المطاعم في وسط البلد عمان حيث تفاجأ بوجود صرصور في صحن الطعام وعندما اخبر صاحب المطعم بالحادثة، طلب منه صاحب المطعم في كل برودة أعصاب " ارميه من الصحن"!!.
 
من جهتها تقر مؤسسة الغذاء والدواء أن بعض المناطق لا يزورها مفتشي الصحة لفترات زمنية طويلة ويقول د. محمد الخريشة مساعد مدير الرقابة على الغذاء في مؤسسة الدواء والغذاء " في بعض المناطق قد لا تجد أي زيارة لمفتشي الغذاء والدواء خلال فترة زمنية طويلة، لكن هذا لا يعني انه لا توجد هناك رقابة فالجهات الرقابية لديها برامج تسير عليها فنحن نعمل بالتنسيق المباشر مع أمانة عمان من خلال 24 منطقة في محافظة العاصمة حيث قسمنا العاصمة إلى 24 منطقة، ونقوم بوضع برنامج الكتروني يختار مناطق المراقبة عشوائيا ولا يوجد تحيز  لمنطقة على حساب أخرى وكل الجهد موزع بالتساوي على هذه المناطق".
 
وكشف الخريشة وجود تجاوزات كبيره فيما يتعلق بصنع الشاورما في اماكن غير صحية كالمنازل والمخازن ويقول "بعض اسياخ الشاورما تعد في المنازل او تصدر في اماكن غير مرخصه تفتقد لادنى درجات النظافة، لهذا جاءت ترخيص المشاغل لمعالجة هذه النقطة، واي شخص لا يلتزم بالاجراءات الجديدة سيكون تحت المسؤولية القانونية وستتم اجراءات رقابية شديدة على المطاعم".
 
ويلعب حجم الكادر دورا مهما في عدد جولات الرقابة وكثافتها خصوصا مع العدد الكبير من المؤسسات الغذائية المنتشرة في المملكة و حول هذا الموضوع يقول د.الخريشة"ا نتحدث في منطقة عمان عن 45 ألف منطقة غذائية ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقوم أي جهة رقابية بتغطية كل المطاعم لان الغذاء في كل مكان في كل زاوية، وعندما نتحدث 45 ألف مؤسسة غذائية هناك أيضا عدد آخر لا بأس فيه للتعلم عنه الجهات الرقابية، لهذا ولغايات ضمان الرقابة على هذا الكم الهائل من المؤسسات تم تقسيم الرقابة إلى ثلاث مستويات حسب الخطورة منها مؤسسات عالية الخطورة تتعامل مع مادة غذائية حساسة، ومؤسسات أخرى موجه نحو أشخاص حساسين كالأطفال وكبار السن  وأخرى قدرتها الإنتاجية عاليه وحسب هذه التقاسيم يتم زيارة وتكثيف الجولات على هذه المؤسسات الغذائية".
 
 
وبالنسبة للرقابة على اللاحقة على محلات الشاورما التي منحت التراخيص لمعاودة بيع هذه المادة حسب الشروط الجديدة يقول الخريشة" هناك برنامج مراقبة مكثف للمطاعم التي أخذت تراخيص بان يبقوا محافظين على هذه المعايير التي تم على ضوءها منحهم التراخيص اللازمة، حيث تم منح 36 مطعم رخصة مزاولة بيع الشاورما  بعد أن استوفت كل الشروط اللازمة، وبلغ  عدد المتقدمين  125 مطعما لم نستطيع الكشف عليها كلها حيث تم الكشف على 83 مطعما.
 
وتعتبر مشاغل الشاورما العصب الحساس الذي يؤثر على سلامة هذه المادة، ومن هنالك يجب ان تبدأ الرقابة الصحية، وحول هذا الموضوع يقول الدكتور الخريشة "في موضوع الترخيص للمشغل نفسه هناك شروط صحيه صارمه وخصوصا ما يتعلق بدرجات الحرارة، حيث طلب من محلات الشاورما ابقاء  اللحوم في درجة حرارة اما تحت الخمسة مئوي او فوق ال65 مئوي لقتل الجراثيم والبكتيريا، حيث الزمت هذه المشاغل بتوفير مكيفات هواء لضمان ابقاء الحرارة ضمن درجات معينه في هذه المشاغل، ومن الشروط الاخرى لهذه المشاغل ان يتم تخصيصها فقط لمادة الشاورما وان لا يتم التعامل مع أي مادة اخرى،اما اذا اراد اصحاب المطاعم ان يكون المشغل خارج المطعم له الحق في ذلك على ان يوفر ترخيص لهذا المشغل وان يوفر وسيلة نقل مبرده".

 
 ولا تخضع العديد من المطاعم في المناطق الشعبية لمظلة نقابة المطاعم كون هذه النقابة تعمل بناءا على نظام وليس قانون ولا تعتبر ملزمة لاصحاب المطاعم، وطالبت النقابة رئاسة الوزراء باصدار قانون يلزم المطاعم باخذ موافقة النقابة لمزاولة المهنه لضمان عدم تكرر حالات التسمم، وحول هذا يقول نقيب اصحاب المطاعم والحلويات رائد حمادة " نحن نعمل بنظام ولسنا بقانونو نحن نمثل جميع المطاعم والحلويات الاردنية ولكن نقابتنا غير ملزمه، ولهذا توجهنا للرئاسة اكثر من مره وطلبنا تشريع قانون لهذه المطاعم ليتم منح رخصة مزاولة المهنة من النقابة كون أي شخص يستطيع ان يفتح مطعم حتى لو في منزله، وهنا تكمن المشكلة حيث يقوم بعض الممارسين لهذه المهنة بفتح مطاعم دون أي خبره مطلقه اذا أعطينا هذا القانون سنقوم بفتح مركز تدريب لاصحاب المطاعم لتوعيتهم وتعليمهم كل ما يتعلق بالغذاء والسلامة الصحية".
 
 
 
ويشار إلى أن حالات التسمم بسبب تناول الشاورما تكررت هذا العام في مادبا والرصيفة واربد حيث ادخل مئات المواطنين إلى المستشفيات على أثرها، وأثبتت الفحوصات المخبرية أن جرثومة السالمونيلا في الدجاج والمايونيز هي السبب في التسمم.
 

أضف تعليقك