الرد الإيراني المتوقع!

الرابط المختصر

تواجه إيران دائما معضلة حقيقية حين يتعلق الأمر بالرد على الهجمات العدائية الإسرائيلية أو الأمريكية، ولا سيما تلك التي تستهدف أصولها في سوريا أو لبنان؛ ودائما يتوقع المراقبون أن يكون الرد من قبل "حزب الله". لكن الأمر ليس بهذه البساطة؛ حيث تعتبر إسرائيل أن أي تصعيد من قبل "حزب الله" يمكن أن يدفع الأمور نحو حافة المواجهة المفتوحة، 

خصوصا وأن الإسرائيليين يعتقدون أن رد فعل الحزب قد يوفر ذريعة للقضاء على التهديد في المناطق الشمالية في ظل وجود الدعم الأمريكي. 

من جهة أخرى، تشكل استجابة وكلاء إيران الإقليميين تأثيرا لافتا على معادلة السلامة الإقليمية؛ إذ يمثل الحوثيون وبعض الميلشيات في العراق وسوريا خطرا لا يمكن استبعاده، ورد فعلهم قد يكون عدوانيا؛ إلا أن المؤسسة الأمنية والاستخباراتية الإيرانية تعتقد أن رد الوكلاء من خلال صاروخ أو مهاجمة مصالح إسرائيلية في البحر الأحمر أو مهاجمة القواعد الأمريكية لا يتناسب مع حجم الحدث. 

ولذلك نجد أن سياسة إيران في التعامل مع الهجمات على مصالحها تتجه نحو الحفاظ على الأهداف الاستراتيجية وعدم تعرضها لمواجهة لا تستطيع حاليا التعامل معها؛ لأنها لا تريد أن تخسر مكانتها كمحرك لعدم الاستقرار في المنطقة دون تحمل كلف ذلك. وبخصوص حادثة اغتيال رضا موسوي القيادي اللوجستي المهم في عمليات الحرس الثوري الخارجية؛ سيدرس الإيرانيون فكرة اغتيال مسؤول إسرائيلي في الخارج ردا على ذلك، وهو رد فعل يتناسب مع التفكير الإيراني؛ لكنه خيار صعب وليس مستحيلا.

*مدير عام مركز ستراتجيكس