الدموع..القاسم المشترك في صالات المطار
يتوزع المرافقون والمستقبلون على صالات المغادرين والقادمين وتتوزع مشاعر الفرح والحزن على هذه الصالات عند كل منهما قصة تحمل معان كثيرة لكن القاسم المشترك انهمار الدموع وان اختلفت المشاعر ما بين الاستقبال والوداع.
ولم تترك سخاء دموع السعادة الكبيرة بلحظة اللقاء التي تنهمر بغزارة من عيون شيخ مسن قد بللت لحيته فرحا بلقاء فلذة كبده بعد غيابه الطويل، دموع تتراقص فرحا تتسارع مع دقات قلبه المشتاقة تبث السرور والأماني في يوم العيد، بينما شاب يخرج من البوابة ويدفع بعربته المحملة بالهدايا لست الحبايب يفتش بين الوجوه باحثا عن نورها الذي يعطيه الامل والحياة، يحمل شهادة الطب محققا امنية والدته، حيث ودعته بالدموع قبل سنوات ليجد نفسه في غربة أخرى بعد أن يعلم بأنها قد ووريت التراب قبل قدومه بايام.
وأم تلوح بيديها تتفجر ألما وهي تودع فلذة كبدها الذي سيغيب عن ناظريها لفترة من الزمن ولا تعلم هل ستعيش وقت عودته ام لا وتنادي يا بني اياك ان تترك الصلاة، اتق الله ليجعل لك مخرجا من كل ضيق.
للمطار بوابات كثيرة لكنها تنقسم الى قسمين، بوابات للفرح والسعادة ونشوة اللقاء، وبوابة للحزن والالم تعلن وقت الفراق بين الاهل والاحبة والخلان وعلى عتباتها تسيل الدموع في ايام العيد لتختلط دموع الفرح والحزن وصيحات الالم والسعادة والامل والاحلام مع الحقيقة.
ام محمد تعانق ولدها الوحيد بعد عودته من السفر وهي تبكي تارة وتضحك تارة، انها لحظات لنفوس إنسانية تفقد توازنها وتتقاذفها مشاعر العاطفة.
وبشار يبكي في حضن والدته ويذهب ثم يجيء مقبلا أيادي أطفاله ويودع زوجته يشم رائحتهم ويلعن الغربة وليلها الطويل.
على عتبات بوابات المطار في العيد هرج ومرج فرح وترح مشاعر تتقاذفها أمواج العاطفة والكل مذهول من لحظة المناسبة في أيام العيد.
القادمون يبكون فرحا وعلى بواباتها حلقات دبكة واغان واهازيج فرحة بقدوم احبة بعد طول غياب، يخرج من بوابات المطار اعداد من الخريجين من مختلف التخصصات ومن دول العالم كافة وفي الانتظار جمع غفير من الاردنيين من مختلف مناطق المملكة.
يقول أستاذ علم النفس الأستاذ الدكتور محمود عطا ان حالة الفرد في حالة الخوف الشديد أو الفرح الشديد تقودها العاطفة، وفي حالة تفجرها تراه يبكي فرحا اذا كانت مناسبة سعيدة، او يبكي ألما إذا كانت المناسبة حزينة، وفي كلتا الحالتين تنهمر الدموع وتسيطر على الانسان العاطفة التي تخرجه عن حالته العادية.











































