الخزافة منال النشاش تقيم معرضاً من روح رمضان

الخزافة منال النشاش تقيم معرضاً من روح رمضان
الرابط المختصر

كانت الزيارة الى بيت شقير للفن والتراث، حيث المجمع الحرفي الذي يتواجد فيه حرفيون وحرفيات يعملون في معارضهم التي هي بذات الوقت مشاغلهم، التقينا الفنانة الخزافة الأردنية منال النشاش...وعرجنا على معرضها الرمضاني الخزفي الذي أعطته عنوان (من روح رمضان).

المعرض المستمر طيلة الشهر الكريم احتوى على معروضات خزفية متنوعة ومميزة، جمعت بين دقة الرسم والطابع الفني الإسلامي، حيث صنعت منال النشاش أوان خزفية ورسمت عليها آيات قرآنية ولونتها بمهارة، كما عرضت أوان وفناجين وصحون وشمعدانات مزركشة ومبهرة.
 
وتحدثت النشاش عن معرضها بقولها "جاءت كل أفكار هذا المعرض روحانية وإسلامية لأننا كفانين نعمل طوال السنة أشغالاً تعبر عن أفكارنا فوجدت أن أعمل مجموعة من القطع خاصة بشهر رمضان".
 
ويضم المعرض حوالي 50 قطعة مختلفة الأحجام والأشكال والألوان، رسمت على مجموعة منها آيات قرآنية وعلى مجموعة أخرى أبواب وأقواس إسلامية الطابع.
 
والمختلف في هذا المعرض أن قطع كثيرة منها يمكن استخدامها في الشهر الكريم فهناك فناجين للقهوة وللشاي، وصحون للتمر ومضايف للشيكولاتة وشمعدانات طابعها إسلامي.
 
وتقول النشاش عن معرضها "في المعرض نوع من المنافسة من حيث الدقة والجماليات، قد يكون صعباً أن ننافس السوق في السعر لأن المواد لدينا مكلفة لأننا نستخدم موادا كلها مستوردة لكن المعرض جميل وبصناعة أردنية وهذا ما يجعله مميزاً".
 
قصة خزّافة أردنية
منال النشاش فنانة شابة، بدأت حياتها بشكل عادي حيث لم تتجه للعمل في الخزف الفني سوى بعد وقت متأخر وبعد إكمالها لدراسة برمجة وتحليل نظم الحاسوب، ثم التحاقها بإحدى الدورات المنظمة من قبل الصندوق الأردني الهاشمي حيث كشفت للأساتذة والمدرسين عن يد مبدعة وعين فنية، وقرأوا فيها فنانة وخزافة مستقبلية.
 
وتقول منال "كنت أحب الرسم الكاريكاتيري والتشكيل بالمواد اللينة أما الخزف فصار هواية بعد ان اخذت الدورة، وعملت بعدها في بيت البوادي لمدة 12 سنة، حتى صرت رئيسة قسم تصميم وتنفيذ ومسؤولة عن جودة الإنتاج في مجال الخزف الفني".
 
لكن منال أنهت عملها بعد ذلك في بيت البوادي وتركت الوظيفة الحكومية التي تضمن لها تأمينا صحياً ومستقبلا مهنيا مضموناً، لكنه بذات الزقت لا يخدم الطموح الذي صبت غليه في مجال الفن.
 
وبالفعل انهت النشاش عملها في بيت البوادي وانتقلت لتعمل من منزلها في مجال الخزف الفني ولتقيم معارضها الشخصية بحرية.
وبدأت بالتعاون مع المؤسسات المختلفة ومنها وزراة الثقافة، تقول منال "كانت البداية المهمة مع وزارة الثقافة في عمّان عاصمة الثقافة 2002 حيث قمت بتصميم درع مقدم للفائزين بمسابقة الشباب هو عبارة عن عمود من أعمدة جرش، فكان شيئاً جديدا وغريبا ومختلفا".
 
وتتابع النشاش "بدأت أعمل من مشغلي الصغير في البيت حيث كان لدي الفرن والدولاب الذين أستخدمهما في عملي حيث انطلقت بالعمل في المعارض الشخصية وصار عندي طلبات لقطع معينة بكميات غير انتاجية ثم ركزت على عمل معرض سنوي".
 
وعملت النشاش بعدها على عدة معارض شخصية منها : معرض في أمانة عمّان بعنوان "خزفيات رمضانية" عقب افتتاح مركز الحسين الثقافي، ومشاركة بمعرض لوزارة الثقافة بمهرجان (صحارى) بدبي، ثم معرض شخصي في المركز الثقافي الملكي وكان مجموعاته عبارة عن جداريات وصحون مشغولة بجلها بالخط العربي، فكان مستغربا أن تقوم فتاة بالعمل على الخط العربي لأن الرجال هم من يعملون فيه في العادة، فكان معرضا متميزا افتخرت منال  به كثيرا وقد كان له صدى كبير.
 
كما عملت عدة معارض شخصية أخرى منها معرض (حنايا) والذي تزامن مع الاعتداء الإسرائيلي على لبنان عام 2006 وقد بدت الأعمال فيه شديدة التأثر بالحرب والتفجير.
 
لم يكن العمل في مجال الخزف سهل بالنسبة الى منال النشاش لكنها أكملت المشوار فيه لحبها له، وتقول "وجدت صعوبة في البداية بالعمل في مجال الخزف لكوني فتاة أيضاً، فهو عمل متعب جدا فالطين ثقيل وعمل الحرق وانصهار المواد في درجات حرارة مرتفعة متعب ومرهق جدا، لكني دخلت مجال الخزف لأني أحبه ولم استطع إلا أن أعيش مع القطع الفنية والبحث عما هو جديد دائما ومع انه أخذني من كل شيء لكني اعتبرته كهواية وليس كمهنة".
 
جمعية صناع الحرف التقليدية
وتشغل منال النشاش منصب نائب رئيس جمعية صناع الحرف التقليدية والتي تقع بالقرب من بيت شقير حيث تقيم منال معرضها، والجمعية هيئة مسجلة لدى وزارة الثقافة، وهي الإطار الذي يضم الحرفيين العاملين المحترفين في مجال الحرف، وعمرها لم يتعد سنة حتى الآن.
 
وتقول منال النشاش "أنجزنا العديد للحرفيين مع أن مدة تأسيسها قصيرة، لكننا قمنا بالكثير من الإنجازات، ونعمل من أجل تقديم أي خدمة ممكنة للحرفيين الموجودين لدينا، وقد حققنا الكثير حتى الآن ضمن جلسات مع وزير الثقافة واليونيسكو حيث حصلنا على التأمين الصحي بعد أن صدر كتاب من وزارة الثقافة على أنه يحق لكل حرفي الحصول على التأمين الصحي".
 
وتضيف منال "كما نحاول في الجمعية أن نعمل على تأمين فرص للحرفين لتطوير منتجهم وتسويقه وأخذ دورات لتحسين مستواهم التعليمي والثقافي، والجمعية لا تستطيع القيام بهذا العمل وحدها بل بتعاون المؤسسات الأخرى وخاصة وزارة الثقافة".
 
واليوم تضم الجمعية حرفيين متخصصين في مجال الفسيفساء الحجري، خزافين وحرفيو أرابيسك للخزف ومتخصصين بالمطرزات والاشغال اليدوية وفنان في خشب الزيتون وغيرهم.
 
 
حرف جميلة.. ولكن مكلفة!
وتحدثت منال عن الصعوبات التي تواجه عمل الجمعية، "نحصل على دعم سنوي من وزارة الثقافة لكننا ندفع أجرة مقر للجمعية ومعرض دائم لمنتجات الحرفيين فيه، ونحتاج دائما للدعم المالي من أجل توفير المواد الخام للحرفيين للعمل فيها، وهي مواد مكلفة جداً".
 
"دورنا أن نبحث عن جهات لتغطية بعض النفقات أو جزء منها من خلال منح ودورات، لكننا نضطر للصرف على المواد المكلفة التي يحتاجها الحرفيين، فأنا في عملي بالخزف مثلاً أستخدم مواد مكونة من الطين والكليزات الإيطالية والتركية والإسبانية لأن المواد والطين الموجود في الأردن يحتاج الى بعض المعالجة".
 
وتمنت النشاش أن يكون هناك تعاونا مع كل الجهات المعنية من وزارة السياحة وأمانة عمان، لتسويق منتجاتهم باسعار جيدة، على الأقل لتغطية مصاريف عملهم.  
 
واقترحت "يمكن مثلا استضافة خبراء لمعالحة الطين الموجود في الأردن، أو يمكن أن تساعدنا الدولة في تسهيل إحضار الطين والمواد المختلفة مثل النحاس والذي ينقطع احيانا ونضطر لجلبه من مصر أو سوريا وهذا يزيد الكلفة، كما أن ارتفاع الأسعار للمواد من طين ونحاس وغراء وورق كل هذه المواد ارتفعت ثلاث مرات خلال السنة وهذا طبعا زاد الكلفة علينا وجعل سعر القطعة يتضاعف كذلك ".
 
وختمت حديثها "لو تحاول الدولة إدخال هذه المواد الى الأردن من دون جمارك مثلا أو من الممكن مساعدتنا في مجال تسويق المنتجات وقد كان قرار رئيس الوزراء معروف البخيت باعتماد الحرفة الأردنية هدية وطنية لكل زائر رسمي  يأتي الى الأردن، فمثل هذه البوادر تفتح المجال أمام منتجاتنا وتشجعنا للعمل بشكل اكبر".

أضف تعليقك