"الحماية المؤقتة" تصادر حلم عائلة سورية وتزيد مأساتهم



خمس سنوات مرت على اللاجئة السورية سحر (اسم مستعار) وهي تنتظر لم شملها مع زوجها الذي غادر الأردن سنة 2014 ووصل ألمانيا في رحلة خطرة أملا بلم شمل زوجته وأطفاله بعد استقراره، لكن ذلك لم يتحقق حتى الآن.

ورغم المحاولات العديدة للم شملها، غير أن حصول زوجها على إقامة مؤقتة أو ما يسمى بـ "الحماية الثانوية" في ألمانيا، كان سببا في استمرار مأساتها والعيش على أمل اللقاء يوما ما.

 وتعيش سحر (26سنة) في شقة متواضعة بمدينة اربد مع اطفالها الأربعة، حيث حولت جزءا منها إلى مكان تستقبل فيه زبائنها اللواتي يقصدنها للرسم بالحناء، إلى جانب استثمار مهاراتها في إعداد أطباق من المطبخ السوري.

وتقول سحر، التي رفضت الكشف عن اسمها لأسباب وصفتها بالخاصة، إن مردود عملها لا يكاد يكفي لتأمين التزاماتها الأساسية، وتضطر أحيانا إلى صرف جزء من المساعدات الغذائية (الكيبونات) نقداً لسداد أجار البيت.

وتضيف "حاولت كثير ناس تستغل نقطة ضعفي بنساعدك باجرة البيت ومصروف لأولادك أو كيبون إضافي وكنت أرفض، اني مستعدة اوكل خبزة وبصلة ولا أخلي حدا يستغلني وضعي". 

ويبلغ متوسّط دخل الأسرة السنوي للاجئين في عمان وإربد والزرقاء حوالي 3 آلاف دينار أردني، في حين يبلغ ألفاً في المفرق والمخيمات، ويدفع 98% منهم ما يتراوح من 120 دينارا إلى 140 دينارا شهريا لإيجار المنزل، فيما أن 22% من الأسر السورية ترأسها نساء، وفق دراسة أعدتها مؤسسة فافو النرويجية.

وكشفت صحيفة “شتوتغارت” الألمانية في تموز الماضي، أن سلطات بلادها “تحرم حوالي 192 ألف سوري من لم شمل أسرهم في ألمانيا، في إطار تقارير تحدثت عن الطرق التي لجأت إليها الحكومة في الحد من قبول طلبات اللجوء الجديدة إليها”.

وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن “اللاجئين السوريين هم المتضرر الأكبر من القرارات الأخيرة، باعتبار أن ألمانيا وضعت قوانين جديدة للحد من عدد القادمين بغرض اللجوء، وأبرز هذه القوانين كانت تعليق لم شمل الأسرة الذي بدأ تطبيقه في آذار عام 2016.

وفي آب 2018 بدأت السلطات الألمانية تسمح للاجئين من ذوي الحماية الثانوية بتقديم طلبات لم الشمل بعد أن كانوا محرومين منها لفترة زمنية غير قصيرة.

واختارت السلطات المعنية حتى نهاية حزيران المنصرم قرابة 9.120 شخصا من ذوي الحماية الثانوية للقدوم إلى ألمانيا عبر طلبات لم الشمل، فيما أصدرت السفارات الألمانية وقنصلياتها حتى ذلك الوقت حوالي 8.760 تأشيرة دخول إلى ألمانيا، حسب بيانات وزارة الخارجية في برلين، بيد أن هذه الأرقام تبدو هزيلة مقارنة مع 30000 طلب مقدم إلى السفارات الألمانية في مختلف أرجاء العالم، وفقاً لما نشرته وكالة “DW” الألمانية.

وقال مكتب “الإحصاء الاتحادي” في ألمانيا خلال شهر تموز الجاري، إن عدد الباحثين عن الحماية في ألمانيا، من طالبي لجوء ولاجئين، وصل إلى نحو 1.8 مليون شخص، وذلك حتى نهاية عام 2018، منهم 526 ألف سوري.

يذكر أنه وفقا لإحصائية الأمم المتحدة فإن السوريين باتوا يشكلون نصف عدد اللاجئين في العالم، ثلثهم من الأطفال والمراهقين، مبينة، أنه من بين كل 10 لاجئين في العالم، هناك 4 سوريين.

أضف تعليقك