لم يكن يخطر في بال الشاب بشير أبو صيام أن مصنعه الصغير في منطقة عين الباشا المختص باستخراج الحليب والجبن من"فول الصويا" سيلاقي كل هذا النجاح والإقبال منقطع النظير، من المواطنين في الأسواق والمولات المختلفة.

يقول ابو صيام تخرجت من الجامعة الأردنية بعد التخرج، يضيف ابو صيام، عملت في عدة مصانع ألبان وأجبان وكَوَّنْتُ خبرة جيدة في هذا المجال، ثم قمت بإنشاء مصنعي الخاص الصغير في عين الباشا بإمكانيات بسيطة جداً، وفعلا، ومنذ ذلك الوقت عام 2006 بدأت التجارب على استخلاص الحليب من حبوب الصويا المغسولة والمنقوعة، واستمرت التجارب ما يقارب الثلاثة أعوام حتى عام 2009 حين اكتملت التجارب بإنتاج التوفو(جبنة الصويا) بنوعيها: الصلبة ( Firm ) والطرية ( Soft ). وهناك نوع آخر جديد قمنا بتطويره وهو التوفو بالحبة السمراء (القزحة) والملح".

يقول تخرجت" من كلية الزراعة/قسم الاقتصاد وإدارة الأعمال الزراعية بتقدير جيد قبل عدة سنوات، وكانت فكرة إنتاج الجبن والحليب من فول الصويا تراودني دائما، وبعد أن اطلعت على أبحاث علمية عُرِضَت في سياق المواد الدراسية في الجامعة عن هذه الصناعة في بعض الدول المتفدمة خاصة في شرق اسيا راقت لي الفكرة وصممت على تنفيذها".

ويتابع: يمكن للمصنع إنتاج الحليب كمنتج قابل للاستهلاك، وهناك تجارب عديدة على إنتاج اللبن من حليب الصويا كاللبن العادي (غير المطعم) واللبن المطعم بالفواكه (الموز، الفراولة وغيرها)، وشرح أن إنتاجه وجد طريقه الى السوق المحلي، ويجري حاليا تسويقه في عدة مولات ويلاقى إقبالا من الزبائن.

ومنتجات الصويا غنية بمادة "الآيزوفلافوناز" غير المتوفرة في الحليب البقري، وتفيد في تخفيض الكوليسترول، والوقاية من نخر العظام، وتقليل الإصابة بمرض السرطان (مثل سرطان الثدي والبروستات).

ويدين ابو صيام الى والده بدعمه مادياً ومعنوياً، وللدكتور عايد عمرو، الأستاذ في قسم التغذية والتصنيع الغذائي في كلية الزراعة في الجامعة الأردنية: "كان لهذا الدعم الأثر الأساسي في استمرارية المشروع وتطوره".

وتعد منتجات الصويا مصدراً ممتازاً للبروتين عالي النوعية، ويعتبر البروتين النباتي بروتيناً كاملاً وذلك لاحتوائه على جميع الأحماض الأمينية الضرورية من أجل تلبية احتياجات الجسم، وتمتاز البروتينات النباتية بأنها تقلل من خسارة الجسم للكالسيوم عن طريق الكلى لاحتواء بروتين الصويا على كمية أقل من الأحماض الأمينية والكبريتية مقارنة مع البروتين الحيواني.

كما تعد خياراً مناسباً جداً لمرضى السكري لكونها فقيرة المحتوى من الكربوهيدرات والدهون المشبعة، مما يسمح باستهلاكها بأمان من قبل مرضى السكري.

ومنتجات الصويا غنية بهرمون الإستروجين الذي تفقده المرأة في سن اليأس. ومفيدة جداً للنساء في هذه المرحلة، كونها تخفف من الأعراض المرافقة لسن اليأس.

ولا يقف طموح ابو صيام عند حد، فهو يجرى حالياً أبحاثاً ستظهر نتائجها قريبا لاستخراج اللحوم من فول الصويا من أجل تسويق هذا المنتج في الأسواق والمولات المحلية.