الحب يدفع شاب لمحاولة انتحار من برج اتصالات
3 ساعات من المفاوضات بين الأجهزة الأمنية في إربد وشاب عشريني لثنيه عن الانتحار بعد أن اعتلى منتصف ليلة أمس، برج اتصالات تجاوز ارتفاعه 60 مترا وسط مدينة إربد لتفلح الجهود أخيرا بإنزاله من دون إصابته بأي أذى، وفق مصدر أمني.
وكان الحي الجنوبي من إربد، شهد جمهرة غفيرة لمواطنين في المدينة الذين تابعوا الحادثة عن كثب، فيما كان الشاب أعلى البرج يصرخ لمناداة "حبيبته" ويتأمل إحضارها، إلا أنها لم تحضر فاكتفى أخيرا بطلب تزويده بالماء والطعام ليتناول "وجبة فضائية"، إضافة إلى "جاكيت".
واستعان ضباط الأمن الوقائي بصديق للشاب الذي تولى معهم عملية مفاوضته، وأخيرا إقناعه بالعدول عن فكرة الانتحار.
وذكر مصدر أمني مطلع، أن "صاحب الإسباقيات "كان في حالة سكر شديدة"، حين أقدم على محاولته، وعند عدوله عن الانتحار، تعرض لإصابة طفيفة، قام على إثرها رجال الدفاع المدني الذين حضروا بمنعه من محاولته، بإيصاله إلى مستشفى البشير، وإسعافه هناك".
وتزيد أعداد محاولات الانتحار سنويا في الأردن على 400 محاولة، من بينها صاحب المحاولة الأخيرة الفاشلة، بينما تبلغ حالات الانتحار الفعلي ما بين 35 إلى 40 محاولة سنويا.
ويرجع علماء اجتماع ومختصون ارتفاع ظاهرة الانتحار في الآونة الأخيرة إلى "الاكتئاب النفسي بينما يؤكد آخرون أن سببها "تفشي ظاهرة البطالة في المجتمع".
وتحذر مصادر صحية من تزايد انتشار الأمراض النفسية في المجتمع الأردني بصورة ملحوظة، حيث تتزايد الأعداد المسجلة من مراجعي العيادات النفسية العامة والخاصة.
وتقول إحصائية صادرة عن وزارة الصحة أن "عدد مراجعي العيادات النفسية التابعة للوزارة ارتفع العام الماضي ليصل إلى 23369 مراجعاً ومراجعة منهم 11622 من الذكور و11747 من الإناث وأغلبهم في الفئة العمرية من 15-45 سنة حيث بلغ عددهم حوالي تسعة آلاف مراجع".
بينما بلغ عدد الحالات النفسية والعقلية التي أدخلت للمركز الوطني للصحة النفسية العام الماضي 991 حالة. أما المركز الوطني للإدمان فارتفع عدد حالات الإدخال فيه من 121 حالة عام 2001 إلى 253 حالة العام الماضي.
وأثبتت دراسة حديثة أجراها الدكتور جمال الخطيب من القطاع الخاص لمراجعي عيادات الطب النفسي في القطاع الخاص خلصت إلى أن "40% من المراجعين للعيادات النفسية هم من الجامعيين و23% من حملة الثانوية العامة و17% أميين و8% من خريجي كليات المجتمع".