"الجوكر".. كيف تحول صانع الإبتسامة إلى مجرم

عُرِضت النسخة الجديدة من فلم الجوكر بعد ترقب منتظر من المشاهدين خصوصاً ان الدور الرئيس بالفلم كان من نصيب خواكين فنيكس المعروف بقدرته الهائلة التي أجمع عليها النقاد السينمائيين في تجسيد الاضطرابات النفسية بعد دوره فائق الإتقان في فيلم "ذي ماستر ".

 

الفيلم من بطولة خواكين فينكس (الذي يؤدي دور الجوكر) وروبرت دي نيرو وزازي بيتز وفرانسيس كونروي  إخراج تود فيلبيس .

وتدور أحداث الفيلم عن" أرثر " الذي يظهر في بداية الفيلم يعمل بمهنة متواضعة يحمل لوحة ترويجية لأحد المحال كُتِب عليها " كل شيء سينتهي " يسرق بعض الصبية اللوحة ليتم ضربه بها وتحطيمها لاحقا . 

 

ثم يظهر أرثر مصاب بمرض عصبي عضال (الضحك بلا سبب ) ما يبرهن المأساة التي عاشها في في طفولته وتمكن المشاهد من قراءة شخصيته قراءة خاصة . 

 

يفشل آرثر بشد ولفت انتباه الناس ويتعرض لضغوطات ومضايقات من شأنها أن تبني التكوين النفسي المضطرب لشخصيته ليتحول لعبثي منتقم على كل من جرح مشاعره وحول حياته لتعاسة ليتحول في النهاية أخيرا لرمز للفوضى والقوة الحرة .

 

وبحسب تصريحات المخرج فيليبس " ان الفلم هو فلم منفرد لانتاج شخصية ارثر والتحول الذي يمر فيه من خلال الفيلم هو تحول لإنتاج شخصية الجوكر بكل أبعادها " . 

 

وعرض الفيلم قدرة المجتمعات على تحويل انسان مسالم جدا لقاتل . ففي النسخة السابقة من فلم الجوكر بالثمانينات كان يمكنك صنع جوكر جراء القائه ببركة كيماويات أما في العام ٢٠١٩ ما كان عليه إلا أن يعاشر المجتمع ليتحول لفرد مشوه نتيجة تعرضه للاضطهاد والعنف والاستهتار بمعاناته ومرضه .

 

في احدى اللقطات يجلس "أرثر" في احد المقاهي حيث تعرض عروض كوميدية مباشرة ، يضحك ارثر حين يسكت البقية ويسكت حين يضحكون مجددا ثم يدون في دفتر ملاحظاته " يتوقع الناس من الشخص المريض ان يتصرف كما يتصرف الناس العاديون " .

 

وفي اللقطة التي قام ارثر بارتكاب أولى جرائمه بها ؛ كان يجلس بالقطار حين اصابته موجة الضحك العارمة ، حاول جاهدا ان يفهم من معه بالقطار انه مصاب بمرض الضحك الا أنهم انهالوا عليه بالضرب قبل أن يشرح ذلك فما كان منه الا ان اطلق مسدسه المحشو اتجاههم .

 

وبحجم الاشادة الضخمة بالفيلم جنت الشركة المنتجة للفيلم ”ورنر بروس“ ايرادات ضخمة من الجدل المثار حوله، وخاصة أن العنف يجذب الجمهور المعاصر، ففي الولايات المتحدة حطم ”الجوكر“ الرقم القياسي الخاص بعائدات الليلة الافتتاحية، بجمع 100 مليون دولار.

 

وحقق الفيلم حتى يوم الثلاثاء ١٠ اكتوبر إيرادات تعدت ٢٤٨ مليون و٤٠٢ الف دولار،بالإضافة لتقييم 9 على موقع" أي ام دي بي " العالمي في غضون ٦ أيام من طرحه بدور العرض .





 

وخشيت بعض صالات العرض من أعمال شغب قد تلي العرض ف حظرت ارتداء الاقنعة او طلاء الوجه مثلا سلسلة "ايه ام سي " وصالة عرض "لاندمارك "خوفًا من تكرار ما حدث في 2012 بولاية ”كولورادو“ الأمريكية، عندما فتح مسلح النار على المشاهدين أثناء عرض فيلم ”باتمان: ذا دارك نايت رايزيز“، وقتل 12 شخصًا .

 

في نهاية الفيلم يطرح تساؤل عن قصة باتمان الاصلية خصم الجوكر اللدود ان كان على حق بمعاداة الجوكر ؟ ام هي مجرد رواسب من عهد والده ..

 

أضف تعليقك