التوجيهي ونسب النجاح: حظ أم مسألة جهد؟

التوجيهي ونسب النجاح: حظ أم مسألة جهد؟
الرابط المختصر

نسب النجاح في سنة الثانوية العامة (التوجيهي)
تتراوح كل عام ما بين متوسطة الى متدنية، أما نسب العلامات والمعدلات المرتفعة فهي
مترددة ما بين الارتفاع والانخفاض، فعلى من الحق والمسؤولية؟نجاح طالب التوجيهي مرده الى أساسياته في
التعلم، فما يصنعه هو سنواته السابقه، هذا رأي المعلم محمد الأسود والذي رأى أن نجاح
الطالب في مرحلة التوجيهي يأتي تحصيلاً للسنوات السابقة، فالطالب يبني نجاحه
وتفوقه على كل تلك السنوات، ولا يجوز أن تكون سنة التوجيهي هي السنة التي سيبدأ
الطالب بالتعلم فيها لأنها مجرد سنة للمراجعة والاستذكار".


لكن هناك الكثير من الطلبة المتفوقين دراسياً
يحرزون علامات متدينة في سنة التوجيهي فعلى من الحق؟

يجيب الأستاذ محمد الأسود "صحيح هناك
عوامل منها عوامل الخوف وعدم التركيز ربما، وقد يكون الطالب غير منظم في طريقة دراسته
مما يجعله لا يحصل على ما يريده، وفي أحيان يعزل نفسه كلياً عن المجتمع فينقلب ذلك
عكسياً عليه، والمفروض أن يكمل حياته بشكل عادي ويولي بذات الوقت دراسته أهمية
أكبر".


ويضيف الأسود "قد يحصل للطالب ردة فعل
فيكون متفوقاً طوال سنينه المدرسية، وفي سنة التوجيهي يجد نفسه وقد فقد الاهتمام
كلياً ويأس ليصبح ضحية ويقول أنا لم أعد قادرا على المضي".


على المدرسة تقع مسؤولية نجاح الطلبة ولكنها
برأي الأسود لا تتعدى 20% فقط، والباقي على الطالب نفسه، لأن المدرسة تعطيه رؤوس
الأقلام ومقدمة الطريق والمفروض منه أن يكمل ما تبقى.


بالنسبة لمديرة مدرسة الفردوس ربيحة البوريني
فهي تضع الحق على المغريات الكثيرة التي تحيط بالطالب، مثل الإنترنت والتلفاز
وغيره من الأمور التي تعد قضايا ترفيهية، لكنها تؤثر على الطالب وعلى دراسته،
وتشغل باله في أمور ثانوية غير هامة، لكنها تشير قائلة "بالتأكيد ليس جميع
الطلبة هكذا، لكن الأكثرية التي تصل الى النسبة الأعظم هكذا".


وتلوم البوريني سياسات وزارة التربية والتعليم
بقولها "هناك حق كبير على وزارة التربية والتعليم فطالب المرحلة الأساسية
ممنوع أن يرسب أكثر من عامين، وفي المقابل هناك طلبة لا ينفع أن يتجاوز مستواهم
الدراسي الصف السادس ونحن مجبرين أن ننجحهم تلقائياً، وهؤلاء حينما يصلوا الى
مرحلة الثانوية العامة (التوجيهي) تصيبهم الصدمة فلا يستطيعون تجاوزه أو النجاح
فيه بسهولة".


وتضيف "أتسائل عن أسباب الوزارة في هذه
القرارات، هل هي رغبة في غربلة الطلبة لا ندري حقيقة".


الطلبة المتفوقون برروا نجاحاتهم بالقدرة على
التركيز، وهي ما يفتقده الطالب الذي لا ينجح حتى لو كان متفوقاً طيلة أيام الدراسة،
وتقول بيان التي حصلت على معدل 90% هذا الفصل "صحيح أنني متفوقة منذ الصغر،
لكن حينما وصلت الى مرحلة التوجيهي وضعت في رأسي فكرة أنني يجب أن أحصل على علامة
ممتازة وحصلت عليها بحمد الله، أنا لم أدرس كثيراً لكنني في آخر شهر قبل
الامتحانات درست بتركيز، فالتركيز عامل مهم جداً، وهو اهم من عدد الساعات
الدراسية".


وبرأيها فالمسؤولي ة في تدني العلامات عائد الى
الطالب نفسه الذي يتحمل 80% من العبأ، وتضيف "مهما كانت المدرسة تقدم للطلاب
من شرح جيد فإذا لم يدرس الطالب ولم يركز لن يستطيع النجاح، ربما في بعض المواد
الدراسية التي تكون بحاجة الى شرح كثير يكون بعض من الحق على المدرس كالرياضيات
والفيزياء، لكن مهما كان فالطالب تقع عليه مسؤولية التركيز".


وعلى الرغم من أن ريم عابدين حصلت على معدل
92%، إلا أنها قالت "كان المفترض أن أحصل على علامة أعلى، لكن التوجيهي هو
قضية أعصاب وحظ أيضاً أكثر من كونه دراسة، فحينما أتوتر من الامتحان لا أستطيع
الإجابة عن الأسئلة التي أعرفها".


ولا توافق بيان بقولها أن "على الطالب أن
يدرس طوال السنة وليس في آخر شهر قبل الامتحانات، وبالنسبة لي فأنا أدرس صباحاً من
الساعة السادسة فجراً وحتى السادسة مساء، لكني أتوقف عن الدراسة في الليل لأنها
غير مجدية".


أسماء التيب حصلت على معدل 79% تقول بأن الحق على الأهل والإعلام والناس وتشرح
"في الأردن التوجيهي هو أزمة، والناس والأهل والمدرسة والاعلام جميعهم
يخوفونا منه، وحينما نذهب الى الامتحان نجد أجواء ارباكية مخيفة فنخاف ونتوتر أكثر،
وهذا بالتأكيد يؤثر على مقدار علامات الطالب ونجاحه أصلاً".


وتُعيد أسماء أسباب تدني نسب النجاح والعلامات
العالية هذا العام الى أن هناك خللاً في طريقة تصحيح الامتحانات، وتضيف "مثلاً
أنا كنت حينما أخرج من الامتحان أحسب العلامات التي أفقدها من الأجوبة الخاطئة لا
تزيد عن 5 الى 10 علامات، وحينما رأيت علاماتي وجدت انني فقدت أكثر مع أنني أجبت
أجوبة تماماًَ كنموذج الوزارة".

أضف تعليقك