"التطبيع خيانة".. هكذا تفاعل الأردنيون مع اتفاق نوايا بين الأردن وإسرائيل لتبادل الماء والكهرباء

"التطبيع خيانة". وسم انتشر فور توقيع الأردن واسرائيل إعلان نوايا عام بين الأردن والأمارات وإسرائيل، للدُّخول في عمليَّة تفاوضيَّة للبحث في جدوى مشروع مشترَك للطَّاقة والمياه 

وانتقد مغردون اتفاق النوايا الذي وقع في دبي برعاية اماراتية وامريكية، وغرد أمين عام حزب جبهة العمل الاسلامي مراد العضايلة ناشرا صورا من توقيع الاتفاق "رهن قطاعيّ الطاقة والمياه للصهاينة خيانة لدماء #الجيش_العربي التي فاضت دفاعاً عن القدس وثرى الأردن، وتسليم بالسيادة للمحتلين".

 

 

 

 

 

 

 

بدوره أوضح مساعد أمين عام وزارة المياه والرّي، الناطق الإعلام باسم الوزارة عمر سلامة أنَّ إعلان النوايا الذي تمَّ توقيعه يعني الدخول في عمليَّة دراسات جدوى خلال العام المقبل 2022م، من الممكن أن يحصل الأردن من خلالها على ٢٠٠ مليون متر مكعب من المياه سنويَّاً، مبيِّناً أنَّ توقيع الإعلان ليس اتفاقاً لا من الناحية الفنيَّة ولا القانونيَّة؛ وأنَّ المشروع لن ينفَّذ دون حصول الأردن على هذه الكميَّة من المياه سنويَّاً. 

 

وبيَّن سلامة في تصريح صحفي أنَّ فكرة المشروع تنبع من حاجات الأردن المستقبليَّة المتزايدة لمصادر دائمة للمياه، والتي تتزايد بفعل نموّ عدد السكان، وتزايد الاعتماد عليها في الصناعة والزراعة وغيرها من القطاعات، لافتاً إلى محدوديَّة الدَّعم الخارجي للأردن، وتحمُّله لأعباء اللجوء والزِّيادة غير الطبيعيَّة للسكَّان منذ سنوات طويلة، ما تسبَّب بضغط على البنى التحتيَّة ومختلف الخدمات. 

ولفت إلى أنَّ الأردن من الدول الأكثر فقراً في المياه عالمياً، مشيراً إلى أنَّ العجز المائي يتفاقم عاماً بعد آخر، وسيصل إلى ٤٥ مليون متر مكعب خلال العام المقبل في قطاع مياه الشرب فقط. 

 

وحول كميَّات المياه التي يحصل عليها الأردن ، كشف سلامة أنَّه يحصل على ٣٥ مليون متر مكعب سنويَّاً وفقاً لمعاهدة السلام،اضافة الى ١٠ مليون متر مكعب اضافية خارج المعاهدة تم الاتفاق عليها عام ٢٠١٠ ؛ ويعتمد في باقي المصادِر على تجميع المياه، والمياه الجوفيَّة؛ حيث تبلغ حصَّة الفرد من المياه فيه (80) متراً مكعباً مقابل (500) متر مكعب كمعدَّل عالمي للفرد. 

 

اما بالنسبة لمشروع الناقل الوطني للمياه، فقد اكد انه لايزال اولوية قصوى حيث تم تأهيل ٥ ائتلافات وسيتم احالة المشروع على الائتلاف المفضل خلال العام ٢٠٢٢  ، مضيفا ان المبالغ الملتزم بها حتى الآن ٦٠٠ مليون دولار فقط. 

 

ووقَّع إعلان النوايا وزير المياه والريّ المهندس محمد النجار، ووزيرة التغيُّر المناخي والبيئة في دولة الإمارات مريم بنت محمَّد المهيري، ووزيرة الطَّاقة الإسرائيليَّة كارين الحرار، وذلك بحضور المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص لشؤون المناخ جون كيري، ووزير الصِّناعة والتكنولوجيا المتقدِّمة المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغيُّر المناخي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر.

 

"الصمت السلبي” 

 بدورها، طالبت جماعة الإخوان المسلمين الحكومة بالخروج عما وصفته بـ”الصمت السلبي” حيال قضايا حساسة وهامة لكل أردني، والمتعلقة توقيع الحكومة اتفاقية تطبيعية مع الاحتلال بمشاركة الإمارات لبناء محطة للطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء لصالح الكيان مقابل إنشاء محطة تحلية للمياه على ساحل البحر الأبيض المتوسط لصالح الأردن.

 

وأكدت الجماعة في تصريح صحفي، الاثنين، على "موقفها الراسخ برفض التطبيع مع الاحتلال الذي يمارس أبشع أنواع الإرهاب والإجرام بحق الشعب الفلسطيني إضافة إلى ممارسته كل أشكال الانتهاك والتدنيس للمقدسات والمسجد الأقصى المبارك."

وعبرت عن إدانتها ورفضها رهن قطاعات حيوية واستراتيجية كالطاقة والمياه إلى كيان معاد لا يحترم الاتفاقيات مما يعرض الأمن الوطني الأردني لمخاطر جسيمة.

ولفتت إلى أن "أي تطبيع أو تعاون مع الاحتلال هو طعنة لنضالات الشعب الفلسطيني الساعي لتحرير أرضه من الكيان الغاصب."

وأكدت الجماعة أن استمرار النهج التطبيعي مرفوض في ذاته وتوقيته ومآلاته الكارثية، لافتة إلى أن معاندة الوجدان الشعبي الأردني من شأنه أن يراكم مخزون الغضب الشعبي.

ووقعت اليوم الحكومة الأردنية والإمارات والاحتلال “إعلان نوايا عام” يفضي إلى اتفاقية لتزويد المملكة بـ200 مليون متر مكعب من المياه سنويا.

 

العرموطي:يجب محاسبة الحكومة على القرارات الارتجالية

وتعليقا على ذلك قال النائب ونقيب المحامين الأسبق صالح العرموطي إن عدم عرض الاتفاقية على مجلس النواب هو استخفاف الحكومة بالمجلس ويجب محاسبة الحكومة على القرارات الإرتجالية وأوضح أن هذا أمر غير دستوري و مخالف للمادة 33 . 

 

المادة 33 تنص على أن :-  المعاهدات والاتفاقات التي يترتب عليها تحميل خزانة الدولة شيئاًً من النفقات أو مساس في حقوق الأردنيين العامة أو الخاصة لا تكون نافذة إلا أذا وافق عليها مجلس الأمة، ولا يجوز في أي حال أن تكون الشروط السرية في معاهدة أو اتفاق ما مناقضة للشروط العلنية.

وقال العرموطي إن هذه الاتفاقية خطر على الأردن بصفتها "شرعنت" الإحتلال وجعلت الإحتلال الصهيوني مركز اقتصادي للعالم.

 

بينما تساءل النائب ينال فريحات عن علاقة جفاف السدود في الأردن مؤخرا وبين توقيع الاتفاقية مع الاحتلال قائلا "أمام مجلس النواب ورئيسه الجديد عبد الكريم الدغمي تحدٍ كبير لاجبار الحكومة على عرض اتفاقية الماء مقابل الكهرباء بين الأردن والإمارات وإسرائيل في حال توقيعها على المجلس حسب المادة ٣٣ من الدستور".

radio albalad · ينال فريحات لراديو البلد : هل كان إفراغ السدود كان متعمداً لصالح الاتفاقية مع إسرائيل

 العلاقة مع إسرائيل حساسة

  من جهته قال الوزير الأسبق الدكتور جواد العناني إن الأردن بحاجة لكميات كبيرة من المياه مبيناً أنه يتم تداول الماء والكهرباء في دول العالم عبر الحدود.وأضاف  أن مؤسسات المجتمع المدني تشير إلى أن هذه الخطوة تنطوي على مخاطر سياسية,معتبراً أن العلاقة مع إسرائيل حساسة.

ويرى العناني أنه كان يجب الإشتراط على إسرائيل بيعها الكهرباء منذ إتفاقية  الغاز, موضحاً أن إسرائيل هي أقرب نقطة علينا لشراء الماء," بدنا مياه تغطي حاجتنا هذا الصيف والطرفين بحاجة لبعضهم البعض".

وكشف عن الكفاءة العالية الموجودة في الصحراء الأردنية لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية مشيراً إلى أن هناك مشروع قائم في العقبة يسمى "الناقل" سيتم تنفيذه مبيناً أنه بحاجة إلى وقت طويل

 

أضف تعليقك