البورصات والاسبوع الاسود

الرابط المختصر

سجلت بورصات العالم الاسبوع الماضي اسوء اداء لها منذ هجمات 11 من سبتمبر 2001 على امريكا ففى عدة ايام بلغت خسائر البورصات العالمية من الولايات المتحدة الى اسيا مرورا باوروبا اكثر من 17 ترليون دولار.

في الولايات المتحدة الامركية انخفضت البورصة الى ادنى مستوى لها منذ خمس سنوات بعد نشر البنك المركزي الامريكي الارقام حول ارتفاع البطالة هناك حيث تم تسريح قرابة 500 الف موظف وعامل منذ بداية العام الحالي في اشارة واضحة الى عمق التراجع الاقتصادي الذي تعيشه الولايات المتحدة وهذا ينعكس سلبا على بقية اقتصاديات العالم.
 
ووفقا للخبراء في اسواق المال بالعالم فان نسبة الانخفاض في اسعار الاسهم وصلت بصورة اجمالية الى اكثر من 6 %  وذلك نتيجة التوقعات بان خسائر قطاع المال والاستثمار وانخفاض الاستهلاك الفردي تكون خسائر باهظة وضخمة للبنوك حول العالم.
هذه التوقعات تتمشى مع  الصورة السوداء التي رسمها الخبراء حول عام 2009 وكما قال احد المحللين في شركة ستانلى  ان المستهلك الامريكي له تاثير كبير على الركود في الصين وروسيا والهند فكلما انخفض مستوى المعيشه في امريكا ووتعمق الركود كلما كان التدهور الاقتصادي في العالم اكبر ومؤلم اكثر كلما انجرت المؤشرات الاقتصادية الى اسفل ومن المعروف ان المستهلك الامريكي يعيش حالة متدهورة منذ عام 2007.
وتزامن هذا مع اعادة "آلان غرينسبان" المدير السابق للمصرف الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تحذيره السابق، من تزايد فرص وقوع اقتصاد الولايات المتحدة ضحية الركود والانكماش، مشيراً إلى أن النمو الاقتصادي "يكاد يبلغ النقطة التي يتوقف معها اندفاعه وكان غرينسبان قد نشر كتاباً قبل اشهر توجه خلاله بالنقد الشديد تجاه الرئيس الأمريكي جورج بوش وسياساته الاقتصادية، واتهمه بأنه تسلم مدفوعات الدولة دون مسؤولية وساهم في تراكم عجز الميزانية، وأكد أن النفط كان الدافع الرئيسي لحرب العراق.
اما في البورصات العربية فان الحال ليس بافضل من اسواق العالم حيث أصيبت الأسواق الخليجية العاملة خلال الاسبوع الماضي بصدمة قوية أفقدتها توازنها، فسقط معظمها ضحية خسائر قاسية، حيث ودّع المؤشر الكويتي حاجز 14 ألف نقطة، بينما عادت السوق العُمانية إلى مستويات عام 2003، واهتزت السوق القطرية، وتراكمت الخسائر في الإمارات والبحرين.
ووفقا لارقام ليست رسمية فان خسائر البورصات في الخليج تعد بمليارات من الدولارات وعلى ضوء هذه الجولة السريعة في اداء البورصات يتضح ان البورصات لم تعد كما كانت اسهل الطرق الى الربح السريع وافضل الطرق لتجنيد الاموال بل اصبحت في ظل هذه الاجواء الاقتصادية افضل مصيدة لخسارة الاموال (تحويشة العمر) والاصابة بالذبحات الصدرية والجلطات الدماغية....
وحديث البورصة المليء بالمؤشرات مستمر !!