البقعة: بوابة الاحتجاج الشعبي على سياسات الحكومة

الرابط المختصر

أن تخرج مسيرة من داخل مخيم يعد أكبر المخيمات الفلسطينية في الأردن من حيث الكثافة السكانية والأكثر فقرا، وأن يكون هدفها شأن محلي واستياء من الحكومة..  "هي تعتبر رسالة هادئة للحكومة من صوت الناس، المطالبين بمزيد من الاحترام لحياتهم ومزيد من الحرص على حياتهم".. وفق النائب محمد عقل، أحد سكان البقعة.

"ولابد من يلتفت صاحب القرار بشكل جدي إلى حياة الناس في المراحل القادمة".
 
المسيرة:هادئة شعبيا وشديدة حكوميا
تاريخيا، مخيم البقعة والمخيمات الفلسطينية في الأردن عموما تتجه اهتماماتهم نحو السياسة "ويشعر الساكنون أن الهم الأكبر هو هم الوجود كوجود، وحقهم في الحياة والعودة إلى فلسطين..ومجتمع البقعة مجتمع فقير ويعد من أكثر المجتمعات الذي يصاب مباشرة من أسعار المحروقات المرتفعة والتجني على حياة المواطنين، ولكن لا أتوقع أن يكون البقعة الشرارة الأولى للانتفاض في مثل هذه القضايا وإنما ستكون في مناطق غير المخيمات".
 
هذه المسيرة جاءت – كما يرى أمين عام حزب العهد خلدون الناصر - بعد تراكم أخطاء الحكومة، فغير الطابع الإنساني للمسيرة الذي أخذته، فالحكومة أهملت مراقبة الغذاء والدواء وكررت عدم الشفافية في عدم إعلانها عن نتائج التقرير..كل ذلك أدى إلى تعاطف أعداد كبيرة من المواطنين مع عائلة بلال التلاوي الذي توفي من الشاورما.  
 
ولم يستبعد الناصر من تخوف الحكومة من المسيرة.."فالذي يعمل شيئا غير سوي يخاف كثيرا، وهذا على ما يبدو حال الحكومة..والمرحوم كان ضحية إهمال أجهزة وزارة الصحة ووزارة البيئة".
 
ويضيف الناصر أن المسيرة أجبرت الحكومة الإعلان عن التقرير الذي حدد سبب الوفاة، "ولا يوجد ضير من أن يكون هناك إجراءات قضائية حول تأخير تطبيق قانون المساءلة الطبية".  
 
المسيرة بوابة الاحتجاج
وأحمد يوسف، أمين عام حزب حشد، يرى أن الأوضاع وصلت إلى مرحلة الاحتقان الذي سيؤدي إلى توترات اجتماعية.."الواقع الاقتصادي لدينا مأزوم بحكم توالي ارتفاع الأسعار ثم لدينا جهاز حكومي إداري جامد، والرقابة تدنت إلى أسوأ الحدود".
 
ويضيف أن "الوازع الأخلاقي ضعف إلى أبعد الحدود لدى أصحاب المصالح بالإضافة إلى وجود صراع بين أصحاب المصالح حول النفوذ والمكاسب.. بالتالي هذا فتح الباب واسعا أمام فساد مالي وإداري يعرض يوميا الأمن الغذائي والصحي والمائي إلى أزمات متلاحقة سواء تسمم الشاورما أو تسمم المياه وبالتالي ستكون هذه بوابة الانطلاقة للاحتجاج على أي أزمة من الأزمات المتلاحقة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية  ولا استغرب مثلا أن يكون موقع مثل حوض البقعة وعين الباشا يجتمع فيه الطبقة الوسطى الفقيرة المسحوقة بوابة للمسيرات".
 
مخيم البقعة تاريخيا.. "دائما يشهد مسيرات ترتبط بالهم الفلسطيني، لكن هذه المسيرة لها نكهة خاصة، حيث تدل على اعتراض الناس على تقصير الحكومة في حياتهم، من حيث غذاؤهم ودواءهم ومياههم"..وفق النائب محمد عقل.
 
الفقر المدقع، البطالة، سوء الخدمات، يدفع الناس إلى اعتبار ساندويش الفلافل أو الشاروما هي الغذاء الرئيسي ولو لمرة واحدة في اليوم - كما يقول أحمد يوسف - وأن تتعرض هذه اللقمة إلى التسمم وإلى انعكاس صحي فسيكون داع إلى التوترات الاجتماعية رغم أن هذا المخيم له عنوان سياسي كبير وهو المطالبة بحق العودة إلى الديار والممتلكات لكن أن تصل الأمور باحتقانها وبتعريض الأمن الغذائي إلى الخطر في هذه المواقع الفقيرة فهذا يعني أن الأزمة حادة جدا وتحتاج إلى حلول جذرية بأسرع وقت على قاعدة المحاسبة ووضع الحلول الجذرية لمشكلات الفقر والبطالة.
 
التوترات الاجتماعية عنوان المرحلة
أن تتحرك مسيرة عفوية في محاولة التزوير لنتائج حالة وفاة واضحة للعيان بسبب السالمونيلا وخاصة وأن هذا المطعم أغلق لأكثر من مرة لهذه الأسباب ثم يفتح دون محاسبة ورقابة هذا أدى بالناس لأن تتحرك وتدافع عن حقوقها بالتالي فهذا مؤشر للحكومة بأن تفهم بأن التوترات عنوانها الاجتماعي...على حد قول أمين عام حزب حشد.
 
ويقول: "قد تقع أزمات سياسية واقتصادية لا يحمد عقباها وهذا ناقوس خطر يدق باب الجميع من أجل الإسراع في حلول ناجعة وجذرية لإخراج الناس من أزماتها وإعطاء القطاعات الشعبية والفئات الاجتماعية المسحوقة الحد الأدنى من حقوقها سواء كان الدفاع هو لقمة عيشها أو بفتح فرص عمل توفر فرص عمل بكرامة ولا أن يتحول السواد الأعظم لشحاذين فلابد من حلول جذرية حتى نتجنب التوترات الاجتماعية لأن الخلل كبير في معادلة التوازن الكبير ومظلة الحماية الاجتماعية للمواطن".
 
فيما يقول خلدون الناصر أن "المسؤولون" يعتقدون أن المواطن الأردني غير منضبط وفوضوي لذلك يتخوف من المسيرات ..."وما حدث في مخيم البقعة يعطي صورة عن جميع الأردنيين أينما كانوا وليس فقط في المخيمات أنهم أكثر تطورا وحضارة من حكومتهم ومن أصحاب القرار وقد آن الأوان لأن تصل الرسالة لأصحاب القرار الجالسين في مكاتبهم تحت المكيفات وقد آن الأوان أيضا لأن يصل الكلام إلى صاحب القرار الأول في المملكة الأردنية الهاشمية ويعرف أن عنده مواطن منتمي بجميع المفاهيم". 
 
والنائب محمد عقل،  يقول "أهالي البقعة شعروا بألم شديد وما أثار غضبهم هو التقارير الحكومية التي تحيد وفاته بسبب الشاورما وقالوا إنه يعاني من الأمراض..هم شعروا بالظلم وأرادوا أن يسمعوا صوتهم إلى الحكومة بشكل أفضل عن طريق التعبير السلمي".
 
د. خلدون الناصر، يؤكد أن المواطنين الذي شاركوا في مسيرة البقعة لو كانوا ضمن مسيرة لحزب لتحول إلى موافقة مسبقة ويتم رفضها.
 
وإذا لم تصل الرسالة إلى الحكومة - كما يرى أحمد يوسف - فهناك إشكالية كبيرة جدا، "فما جرى في المنشية والجنوب يجب أن يكون الرسالة القوية والحادة لتفهم الحكومة والسلطة التنفيذية أن عليها وضع برنامج إنقاذ وطني بمنحاه الوطني الاجتماعي وحلول لتحقيق الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية وعدم السماح بهذا الخلل الكبير فيها والتي هي نقطة التوازن في المجتمع".     
 

أضف تعليقك