البراق يُهدِد الأقصى وتقسيمه أصبح واقعا

البراق يُهدِد الأقصى وتقسيمه أصبح واقعا
الرابط المختصر

ستفتتح سلطات الاحتلال باحتفال كبير الأربعاء، ما يسمى بـ"معهد المتحف الثالث" في حي الشرف، في أعلى الدرجات مقابل ساحة البراق الأقرب إلى المسجد الأقصى، بالتزامن مع بداية عيد "الفصح العبري"، وبحضور عدد كبير من كبار حاخامات اليهود، وقادة "حركات المعبد"، وعدد كبير من تلاميذ المعهد التلمودي سيشاركون بجولات في المعهد، مدة كل واحدة ( 45 ) دقيقة، "إن الافتتاح هو بشارة سارة باقتراب موعد إقامة المعبد الثالث فعليا مكان المسجد الأقصى" علق مدير المعهد إسرائيل أريئيل.

على أنقاض التراث الإسلامي

وذكر المهندس المعماري والمختص في شؤون القدس جمال عمرو لـ"هُنا القدس" أن المعهد ملاصق للجهة الغربية من حائط البراق، وأقيم أعلى المدرسة التنكزية المملوكية المقامة منذ (682) عاما، مشيرا إلى أن المعهد رصد له ملايين الدولارات، ومن أهم ما يحتويه قاعة كبيرة لعرض مقتنيات تاريخية وأثرية.

وبين عمرو أن المعهد مقام بالقرب من مشروع "شتراوس" الاستيطاني الأخطر من بين (13) مشروع تهويدي موجود بمحيط الأقصى، والذي يطلقون عليه" الحوض المقدس"، مؤكدا على هدم مباني عثمانية وأيوبية وقناطير وأروقة تمهيدا للبدء فيه.

وتأسس المعهد عام (1987)، للتعليم والتدريب على الطقوس التلمودية، وسيفتتح مقره الجديد الذي يعتبر أكبر بثلاثة أضعاف من القديم، ويضم قاعات عرض سينمائية كبيرة، ومكتبة كبيرة، وغرف ومرافق تحتوي أدوات المعبد المذكورة بما يسمى بـ" سفر الخروج"، تمهيدا لنقلها "للهيكل" بعد هدم الأقصى، ولباس الحاخام الأكبر المحاط بالذهب، ومائدة خبز الوجوه معدة من خشب الصنت والذهب، ومذبح البخور، ومطهرة المعبد بحجمها الكبيرة وغرفة خاصة بالمذبح بأبعاد كبيرة.

البراق مهود بالكامل

وأكد عمرو أن حائط البراق الذي يعتبر جزءا من المسجد الأقصى وحارة المغاربة والشرف كلها تخضع لسيطرة المستوطنين الكاملة، حيث يعيش فيها ما يزيد عن ثلاثة آلاف مستوطن، ولا وجود للمسلمين بهم بتاتا، مشيرا لوجود (62) كنيس و(40) معبد يزورها المئات يوميا، ويتجاوز عددهم الآلاف في المناسبات والأعياد.

وامتدت سيطرة سلطات الاحتلال على جسر المغاربة حتى الباب - المصادرة مفاتيحه منذ (1967) - والمفضي لساحات المسجد الأقصى، وتعتبر السيطرة على باب المغاربة نقطة ضعف خطيرة في الخاصرة الغربية للأقصى، ويبين عمرو أن أهمية جسر المغاربة تكمن بأنه يصل بين الفراغ الواقع خارج السور وداخل ساحات الأقصى، حيث يستغل المستوطنين الفراغ بتنفيذ اقتحاماتهم اليومية الصباحية.

يقول عمرو، " نية الاحتلال بهدم الجسر الخشبي الموجود واستبداله بحديدي يعتبر الخطوة الأخطر، فربما يكون تمهيدا لنقل آليات لساحات الأقصى وتنفيذ عمليات هدم فيها".

الأقصى مقسم زمانيا وقريبا مكانيا

وأوضح عمرو، أن إدارات سلطات الاحتلال وزعت على المستوطنين بيانات رسمية توضح الأوقات التي يمكن خلالها اقتحام المسجد الأقصى، مؤكدا على أن البيانات وصلت للأوقاف الإسلامية وباتت واضحة ومعروفة،" تقسيم الأقصى زمانيا بات واقعا، والاحتلال اتخذ قراره وفرضه"، مضيفا، أن الاحتلال يعتقل كل مصلي يتصدى للمستوطنين بالأقصى خلال اقتحاماتهم ولو كان بالتكبير.

وعن التقسيم المكاني للأقصى، أشار عمرو إلى أنه يوجد مساحات باتت مخصصة للمستوطنين، ويمنع وصول المصلين وحراس الأقصى عليها، وأبرزها منطقة شرق قبة الصخرة التي يوجد فيها تلة من الطمم والنفايات يختبئ المستوطنون خلفها ويؤدون صلواتهم ويتبركون من تراب الأقصى، مطالبا الأوقاف بضرورة التحرك وإزالة النفايات من المكان، وجعلها مكشوف لفضح ممارسات المستوطنين.

للاطلاع على تقارير : شبكة هنا القدس للإعلام المجتمعي