البخيت :مشاركة الشباب في الانتخابات إحدى مؤشرات النزاهة

الرابط المختصر

بعيداً عن التحضيرات اللوجستية والإدارية للانتخابات البرلمانية القادمة يركز القائمون على العملية الانتخابية على العنصر البشري الأهم في هذه العملية.ويتم التوجه بكثافة إلى أكثر فئتين همشت مشاركتهم تاريخياً من الجانب النوعي، ألا وهم الشباب والمرأة، على الرغم من أنهم أكثر النسب اقتراعاً وحتى عدداً من من يحق لهم الاقتراع من المواطنين الأردنيين.
فالحراك الرسمي يبدو حثيثاً تجاه فئة الشباب واستهدافهم وحثهم على المشاركة الحقيقة الفاعلة في الانتخابات النيابية القادمة، مراهنين على قدرتهم للتغير وانتخاب النائب الأفضل "باعتبار ذلك واجبا وطنيا على الجميع المساهمة في إنجاحه". وهو ما عبر عنه رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت.
ولعل هذه الطروحات تعد إحدى محاولات الحكومة التأكيد وجاءت هذه الدعوة خلال لقاءه مجموعة من طلبة الجامعات الأردنية في جلسة حوارية "حول الشباب وقضايا الوطن" نظمها المجلس الأعلى للشباب وأكد " ان الشباب هم الأقدر على الخروج على الأنماط التقليدية في الانتخاب فهم لا يرتضون أبداً أن ينتخبوا أي شخص بغير قناعاتهم أو أن ترتهن إرادتهم السياسية مقابل المال أو أي ضغوطات أخرى".في إشارة إلى التأثيرات التقليدية المتعددة"العشائرية والمصلحية والمادية" التي تؤثر على نوعية المشاركة للشباب في الانتخابات.
 
وبمشاركة نحو 200 من طلبة الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة أكد البخيت"أن الشباب هم الفئة الأكثر قدرة على محاورة المرشحين وسؤالهم عن برامجهم الانتخابية ومحاسبتهم عليها بعد ذلك، وقال " انتم اليوم مدعوون اكثر من أي وقت مضى للعب دور المحرك والمتفاعل والمبادر والمؤثر والناشط لا المتفرج والمتأثر فقط في سياق الحراك الوطني الجاري حاليا تجاه الانتخابات النيابية المقبلة"
وأعاد البخيت التشديد على "أن الحكومة وتنفيذا للتوجيهات الملكية السامية ملتزمة بإجراء الانتخابات النيابية بكل نزاهة وشفافية وحيادية مشيرا بهذا الصدد إلى مجموعة من الإجراءات التي ستتخذها لضمان ذلك ومنها اعتماد عملية الربط الالكتروني التي تسقط اسم من يقترع من جميع الأماكن والمراكز الانتخابية وبما يضمن عدم تكرار التصويت" .
وردا على ملاحظة احد الطلبة بشان من يروج لنفسه بانه مرشح دولة قال رئيس الوزراء أن هذا التكتيك مكشوف للجميع وهو نوع من أنواع الضغط النفسي على الناخبين مؤكدا ان الدولة لا علاقة لها بهذا الموضوع وهي تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين والناخبين على حد سواء".
وبين أن الحكومة ترى في الشباب الجامعي النموذج القادر على إحداث التغيير في الرؤى وفي تعزيز النهج الوطني المعبر عن صدق الولاء والانتماء لقائد الوطن والمجسد لهوية وفكر الشباب في حمل أمانة المسؤولية الوطنية والقومية والإنسانية ليبقى طريق التنمية".
ويبقى الرهان مفتوحاً على مبادرة الشباب أنفسهم وقدرتهم على الاستجابة إلى هذه الدعوات الحثيثة لمشاركتهم في التغيير والتخلص من القيود التقليدية التي تكبل تأثيرهم الحقيقي.
كما يجدر التركيز على رفع مستوى هذه المبادرات الشبابية والتخلص من الإحباط من جدوى العملية الانتخابية الذي لمسناه من خلال استفتاء كنا أجريناه مع عدد من الشباب والذي أكد بوضوح أن أحد أسباب هذا الإحباط هو غياب ممثلين شباب في البرلمان وعدم بحث قضياهم بجدية في المجالس النيابية.