الاحتلال يستغل عملية "الكرامة" لتشديد الحصار على الضفة الغربية

الرابط المختصر

قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق جسر الملك حسين (معبر الكرامة)، اليوم الأحد، الذي يعتبر المنفذ البري الرئيسي بين الضفة الغربية والأردن الذي يستخدم لتنقل الفلسطينيين من الضفة وإليها بالإضافة لكونه ممراً رئيسياً للبضائع القادمة من العالم الخارجي للضفة وقطاع غزة، كما أغلقت قوات الاحتلال الطرق المؤدية إلى مدينة أريحا القريبة، ويرى مراقبون أن الإجراءات الإسرائيلية العقابية تأتي في سياق استغلال الاحتلال لعملية إطلاق النار التي سائق شاحنة أردني صباح اليوم تجاه عناصر أمن إسرائيليين بالمعبر، ما أدى لمقتل ثلاثة منهم واستشهاد منفذ العملية.

ويعتبر إغلاق معبر الكرامة بمثابة عزل كامل لأهالي الضفة الغربية عن العالم الخارجي وإطباق الحصار عليهم، ويقع المعبر على الحدود الغربية للأردن ويبعد 60 كلم عن عمّان وقرابة 5 كلم عن مدينة أريحا شرقي وسط الضفة الغربية.

وبحسب بيان سابق للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، فإن الأردن أصبح في الفترة الأخيرة المعبر الإغاثي الوحيد لقطاع غزة، حيث يتم إدخال المساعدات الإنسانية المتنوعة من خلال إرسال أكثر من 120 شاحنة على مدار الأسبوع الواحد عبر معبر الكرامة الذي أضحى المعبر البري الوحيد إلى القطاع، إذ يتجه الأفراد بالمملكة والمنظمات الدولية من مختلف أنحاء العالم إلى الهيئة الخيرية الأردنية لكونها الجهة الوحيدة التي تتمكن من إدخال المساعدات للقطاع.

من جهتها، أعلنت مديرية الأمن العام الأردنية، الأحد، عن إغلاق المعبر الحدودي أمام حركة السفر إثر إغلاقه من الجانب الآخر. وأهابت مديرية الأمن العام، في بيان مقتضب، بمستخدمي الجسر التقيّد ومتابعة وسائل الإعلام حول أي تغيير في حركة السفر "التي سيعلن عنها أولاً بأول". كما أعلنت وزارة الداخلية الأردنية أن الجهات الرسمية في البلاد "باشرت التحقيق في حادثة إطلاق النار التي وقعت على الجانب الآخر من جسر الملك حسين (معبر الكرامة الحدودي)".

وحول تداعيات الحادث واستغلال الاحتلال له لقطع المعبر البري بين الأردن والضفة، قال الخبير الأمني والعسكري الدكتور عمر الرداد لـ"العربي الجديد" إن "العملية كانت متوقعة في ظل إجراءات اليمين الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية، فهناك مشاعر شعبية ملتهبة في الشارع الأردني، وهناك موقف رسمي  منسجم مع الموقف الشعبي، وهذا الموقف واضح في تصريحات وزير الخارجية إيمن الصفدي منذ أيام".

 

وأضاف الرداد أنه في السياق العام فإن "اليمين الإسرائيلي يسعى إلى استغلال العملية إلى أكبر حد ممكن، وكانت هناك موجة من الخطابات داخل الدوائر الإسرائيلية اليمينية والعنصرية التي تدعو إلى السيادة الإسرائيلية الكاملة على وادي الأردن والسيطرة على مناطق الأغوار، والتي تعكس طموحات توسعية قديمة، وليس فقط إغلاق المعبر الوحيد الذي يشكل المتنفس الوحيد لسكان الضفة تجاه الأردن".

وأشار إلى أن "الرد الإسرائيلي الفوري على الحادثة بإغلاق جسر الملك حسين يحمل ثقلاً استراتيجياً، فمن خلال إغلاق المتنفس الوحيد لسكان الضفة الغربية، والذي يسمح بوصول المساعدات الأردنية لهم، فإن إسرائيل عزلت سكان الضفة الغربية وقطعت الإمدادات الأساسية، بما في ذلك المساعدات الطبية والغذائية، وخنقت الجهود الأردنية الرامية إلى مساعدة  الشعب الفلسطيني  في الضفة وغزة"، لافتاً إلى أنه "في هذا الحادث حتى الآن نحن أمام رواية إسرائيلية، يتم تصديرها عبر الاعلام وهي أن سائقاً أردنياً قام  بإطلاق النار في الجانب الآخر من جسر الملك حسين، ونجم عن ذلك مقتل ثلاثة إسرائيليين ، فيما لم يصدر الأردن موقفاً رسمياً بعد، وأعلنت وزارة الداخلية الأردنية المباشرة في التحقيقات بالحادث".

 

ونوه الرداد إلى أن "العملية تأتي في سياق لطالما حذر الأردن منه، خاصة بخصوص احتمالات توسع الحرب إلى حرب اقليمية، وحدوث انفلات أمني"، مبيناً أن "العملية جاءت بعد الإجراءت الوحشية التي بدأ جيش الاحتلال تنفيذها بالضفة الغربية خاصة جنين وطولكرم، ونحن قد نكون أمام شكل جديد من العمليات للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني" متوقعاً أن تسعى "إسرائيل لاستثمار هذه الحادثة بمزيد من الضغط على الضفة الغربية وإحكام الإغلاق عليها، خاصة وأن هذا المعبر هو المنفس الوحيد لسكان الضفة  إلى الأردن والخارج".

وقال الرداد إن دولة الاحتلال قد "تحاول نقل تجربة غزة بالحصار إلى الضفة الغربية، وبالتالي تمنع إدخال المساعدات وتغلق جميع المعابر. وقد نذهب إلى توسيع نموذج مخيم جنين، كما يريد اليمين الإسرائيلي، بمنع الماء والكهرباء والإنترنت والتضييق على المساعدات التي تذهب إلى غزة في محاولة لإطباق الخناق على الضفة والقطاع".

أضف تعليقك