الأعياد الوطنية والاجتماعية فرصة للتأكيد الحقوق والواجبات لكافة المواطنين

الرابط المختصر

 

بقلم: المهندس ديفيد أيوب الريحاني

 

 يصادف هذه الأيام عدد من المناسبات الوطنية والاجتماعية العطرة، منها الاحتفال بعيد الاستقلال الـ 77 وعقد قران سمو ولي العهد الأمير حسين على الآنسة رجوة خالد آل سيف من المملكة السعودية الشقيقة.

 وفي هذه المناسبات المتتالية لا بد لكل أردني وطني غيور أن يؤكد الإلتزام بالوطن والمواطن ليس من خلال الكلمات المنمقة بل من خلال العمل على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لرفع شأن أردننا الحبيب.

 كما ولا بد أن نقوم في ظل هذه المناسبات العطرة بالتعبير عن امتنانا كأردنيين بحكمة العائلة الهاشمية وعميدها جلالة الملك عبد الله الثاني والذي أصبح أيقونة عالمية لما يقوم به من عكس الحضارة والاستقرار الأردنية وجعلها مثال يحتذى بها في الإقليم والعالم لما له من احترام لحقوق شعبه ولتبادل الشعب له بالمحبة والولاء.

 ومن قبيل افتخارنا بمملكتنا والعائلة الهاشمية المباركة فإننا نعبر من خلال المنابر العامة والدينية بأهمية التزامنا بأهداف  وطموح مملكتنا الهاشمية والمبني على احترام المواطن والدفاع عن حقوقه ولكن في نفس الوقت ضرورة أن يقوم المواطن بواجبه تجاه الوطن. وفي هذه المناسبة لا بد من التأكيد على أهمية دور جلالة مليكنا بالدفاع عن القضية الفلسطينية وعن عروبة القدس وضمان الأماكن المسيحية والإسلامية من خلال الوصاية الهاشمية التي أصبح عليها إجماع عربي وإسلامي ودولي.



 وفي حين يقدم البعض الأناشيد والكلمات المنمقة حول الانتماء للوطن، إلا أننا بحاجة ماسة أن تكون مواطنتنا في الأعمال ليس فقط في الكلام. فالحفاظ على نظافة بلدنا واحترام قوانينها والدفاع عنها  يعتبر بنفس أهمية الدفاع عن التراث والتاريخ والحضارة العربية العريقة التي نحن فخورون بها.



 وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فلا بد من التأكيد نحن أبناء الأردن الأصليون من أتباع السيد المسيح مولود بيت لحم الفلسطينية للحرية التي نتمتع بها وللعلاقة المميزة بين فئات المجتمع من كافة المنابت والأصول.



 نحن فخورون بما يقدمه أبناء وبنات الأردن في كافة المجالات العامة والخاصة والأهلية. فلا يمر يوم إلا أن نسمع عن نجاح خبير مهني أو رجل أعمال أو مخرجة أو فنانة أو رياضية او إعلامي من المكون المسيحي لما يقدمونه من إنجاز يحترمه القريب والبعيد.



 وفي هذا المجال يجب أن نقدم التحية الخاصة للمبادرات المجتمعية التي قادتها سيدات ورجال أردنيون مؤخرا نتج عنها صيغة قانون وحدوي تعالج بعض الأمور الخاصة بالمجتمع المسيحي في مجال الميراث يضمن خاصة للعائلات التي لا يوجد لها أولاد بالحق في الاستمتاع في ميراث والديهم دون تدخل أي شخص آخر وبصورة متساوية بين الرجل والمرأة.

 كما يسجل للأردن الخطوات الاجتماعية  الخاصة المتقدمة في معالجة الأمور الخاصة بالأطفال  بشكل عام ومسلوبي السند بشكل خاص وذلك من خلال دعم مبدأ الحضانة والتي توفر بيتا دافئا ومحبة خاصة لهؤلاء الأطفال والذين يتبادلون المحبة لأزواج محرومين من الأطفال بصورة طبيعية. يعتبر الأردن من أوائل الدول العربية التي أولت اهتمامًا كبيرًا بالطفل الفاقد للسند الأسري، حيث قامت وزارة التنمية الاجتماعية مشكورة بحل أزمة اكثر من ١٥٠٠ طفل منذ عام ١٩٦٧ من الأطفال الفاقدين للسند الأسري، وضمهم ضمن أسر رعاية بديلة من خلال برنامج الاحتضان.

كما يجدر الذكر أن  وزارة التنمية الاجتماعية  مشكورة قامت بفتح باب الاحتضان  ايضا للسيدات غير المتزوجات واللاتي يرغبن في احتضان طفل من هؤلاء الأطفال، وايمانا منا باصالة الأردن ودوره الريادي في موضوع الاحتضان لابد من التنوية إلى ضرورة أن يتم توسيع مظلة الاحتضان لتشمل العائلات المسيحية التي لا تتمكن من الاحتضان بسبب عدم وجود أطفال مجهولي النسب مسيحيين مولودين على أرض المملكة الأردنية الهاشمية، فلما لا تقوم الأردن بالتعاون مع الدول الموقعة على اتفاقية لاهاي  من تمكين تلك العائلات من تحقيق حلم التبني(الإحتضان) وذلك من خلال فتح الباب مع الدول الموقعة على اتفاقية لاهاي التي وقعت عليها الأردن وتلتزم بها.



لا شك أن الأمور الاجتماعية لها بهجتها وإذا ننطلق من المناسبة الوطنية بعيد الاستقلال للمناسبة الاجتماعية بحفل زفاف ولي العهد فإن أنظارنا كلها تتجه نحو قصر زهران للاحتفالات التي سترسم الابتسامة لكل الاردنيين بهذا العرس الوطني والذي يتم خلاله الإعلان ببدء عائلة أردنية ملكية توفر الاستمرار المظفر للهاشميين والذي عهدناه منذ طفولتنا ومن قصص آبائنا. فنحن في هذه  الأيام نستمتع بالاستقرار والازدهار الذي وفره لنا الهاشميون رغم صعوبة الحياة وخطورة الإقليم. ومما لا شك فيه أن السنوات الماضية والتي شهدت زيادة مفرطة بعدد السكان بسبب الهجرة القسرية لجيراننا من جمهورية سوريا العربية. لقد استقبلهم الأردن بصدر رحب رغم المعرفة بقلة الموارد الطبيعية في بلدنا ولكن بفيض المحبة والإخاء التي تعلمناها وتم تطبيقها من قبل زعامتنا الهاشمية التي نفتخر بها.

مرة أخرى ألف مبروك لعيد استقلال بلدنا وزفاف أميرنا المحبوب وكلنا أملا بمستقبل مشرق لاردننا الحبيب.



المهندس ديفيد الريحاني خريج الجامعات الأمريكية ومتخصص في الهندسة المدنية والبيئة والعلاقات الدولية .  من مواليد السلط عام 1955 ورئيس كنيسة جماعات الله الأردنية وعضو الهيئة الإدارية للمجمع الانجيلي الأردني وعضو مؤسس لعدة مبادرات خيرية ثقافية واجتماعية ومنها  مشروع سندك للاطفال.