يغطي مشروع توليد الطاقة الكهربائية عن طريق الصخر الزيتي الذي بدأ تنفيذه من قبل شركات عالمية في منطقة العطارات، ويشغل حالياً نحو 4 آلاف عامل أردني وأجنبي، حاجة المملكة من الطاقة الكهربائية لمئات السنوات، حيث سيكون جاهزا لإنتاج الطاقة الكهربائية بحلول عام 2020.
وتابعت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) المشروع على أرض الواقع في منطقة العطارات جنوب شرق العاصمة عمان، والتقت مجموعة من الخبراء القائمين على المشروع، الذين أكدوا أن المشروع الذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى المنطقة، سيلبي نحو 16 في المائة من حاجة الأردن للطاقة الكهربائية، داعين في الوقت نفسه إلى تنفيذ مشاريع بذات الاتجاه في المنطقة لاستغلال أكبر للموارد المتاحة لتخفيض فاتورة استيراد الطاقة للمملكة.
ويبين أحد مؤسسي مشروع محطة العطارات للطاقة المهندس محمد المعايطة أن الدراسات الأولية حول طبيعة هذه المشاريع من حيث الأساس كانت معدة عبر سلطة المصادر الطبيعية، حيث تم البناء عليها وإعداد دراسات متقدمة، بموازاة جهود مادية ومعنوية لدراسة مدى ملاءمة خصائص المواد الخام وجدوى استغلالها بالشكل المناسب، وصولاً إلى اتخاذ قرار لتأسيس المشروع لتوليد الكهرباء، ومن ثم تصميم "المراجل البخارية" التي تقوم بحرق المواد الخام للحصول على البخار وبالتالي توليد الطاقة الكهربائية.
ويقول إن مشروع محطة "العطارات" سيستهلك سنوياً نحو 12 مليون طن من الصخر الزيتي لتوليد 554 ميغا واط من الكهرباء في ذات المدة، تشكل نحو 16 في المائة من حاجة المملكة من الكهرباء، مبيناً أن احتياطي المملكة من الصخر الزيتي بحسب الأرقام المثبتة يبلغ نحو 75 مليار طن وأن هذا الرقم قابل للزيادة، الأمر الذي يؤكد تغطية حاجة المملكة من الطاقة الكهربائية لمئات السنوات في حال تم استغلاله.
وحول آلية تحويل الصخر الزيتي إلى طاقة كهربائية، يشير المعايطة إلى أنه يتم في البداية حرق الصخر الزيتي في مراجل خاصة تتميز بأنها تصنع لأول مرة في العالم لتتناسب مع طبيعة وخصائص الصخر الزيتي الموجود في الأردن، وبالتالي يتولد البخار نتيجة عملية الحرق المباشر في هذه المراجل، والذي يعمل بدوره على تحريك المولدات التي تقوم بتوليد الطاقة الكهربائية.
وأشار إلى أنه تم إدراك التأثير البيئي للمشروع مسبقاً عبر مجموعة من الدراسات التي أعدت حول ذلك، حيث تم تصميم المراجل البخارية لتكون صديقة للبيئة عبر تنظيف العوادم المنبعثة منها.
وأضاف، ان المشروع الذي رافقته جهود مضنية قبل أن يرى النور بكلفة قيمتها 2 مليار دولار، تتشارك في تنفيذه مجموعة (YTL) الماليزية التي تملك نحو 45 في المائة منه، ومجموعة (يوديان) الصينية بنفس النسبة، وسلطة الكهرباء الأستونية بملكية تبلغ نسبتها 10 في المائة، مبيناً أنه لا يوجد أي شراكة محلية في المشروع.
واكد المعايطة أهمية توفير البنية التحتية للمشروع خاصة أنه يقع في منطقة صحراوية، إضافة إلى توفير مختلف وسائل الدعم من قبل الجهات المعنية لإنجاح مثل هذه الاستثمارات المهمة، داعياً إلى إنشاء مشروع آخر في المنطقة من قبل الحكومة، للاستفادة من البنية التحتية التي يجري العمل عليها الآن في نفس الموقع، وصولاً لاستغلال أكبر للموارد المتاحة في المملكة، بهدف تخفيض فاتورة مستوردات المشتقات النفطية والغاز الطبيعي المستخدمين في توليد الطاقة الكهربائية.
من جهته أشار أحد مؤسسي المشروع الدكتور بسام قاقيش، الى أهمية المشروع في توفير فرص عمل للأيدي العاملة، حيث يعمل حالياً في مرحلة البناء نحو 4 آلاف بصفة دائمة ومستمرة، فيما يحتاج المشروع لأكثر من ألف عامل في مرحلة العمل المباشر، إضافة إلى تشغيل آليات ومتعهدين ومقاولين أردنيين ستستمر الحاجة لعملهم فترات زمنية طويلة.
ويضيف، ان فائدة المشروع تكمن في توفيره للكهرباء للمملكة بسعر يعادل 7 قروش للكيلو واط الواحد، إضافة إلى تأمينه لنحو 16 في المائة من حاجة المملكة من الطاقة الكهربائية في مختلف الظروف، داعياً إلى تنفيذ مشاريع أخرى بذات الاتجاه لتوفير نسبة أكبر من الطاقة الناتجة عن استغلال الصخر الزيتي، بالإضافة إلى دعم أي مشروع من شأنه دعم الاقتصاد الوطني في هذا المجال.
المدير التنفيذي لشركة العطارات للطاقة (أبكو) جيسون بوك يوضح أن هذا المشروع الذي ينفذ بشركة صينية ماليزية سيكون جاهزاً لإنتاج الطاقة الكهربائية في العام 2020، ويعتبر أكبر مشروع لتوليد الطاقة الكهربائية في الأردن والأول من نوعه في المنطقة، مشيرا الى أهمية المشروع كمصدر بديل للطاقة وتوليد الكهرباء من خلالها.
وبين مدير المناجم في المشروع الدكتور المهندس موفق الزعبي، أن المشروع يشتمل على منجم يتم من خلاله استخراج الصخر الزيتي وتكسيره ومن ثم نقله للمحطة الكهربائية التي يتم من خلالها حرق الصخر وتوليد البخار الذي يقوم بتحريك المراجل البخارية لتوليد الكهرباء، لافتاً إلى أن عمليات استخراج الصخر الزيتي تتطلب إزالة كميات كبيرة من الردم العلوي وصولاً لطبقات الصخر الزيتي، وهو ما يتطلب آليات من نوعية خاصة وذات كفاءة عالية وقدرة كبيرة في إزالة كميات هائلة من الصخور، مشيراً الى أن حجم الإنتاج سيزيد نسبياً مع تطور مراحل المشروع وصولاً لاستخراج الصخر الزيتي ومعالجته.
وأوضح أنه عند استخراج الصخر الزيتي يتم وضعه في منطقة مؤقتة لتأمين الوقود اللازم للتشغيل التجريبي للمحطة، ويتم خلال ذلك تجهيز "الكسارات" المتخصصة لتكسير حبيبات الصخر الزيتي لتحويلها إلى المحطة الكهربائية التي تعمل وفق مواصفات محددة لمعالجة الصخر الزيتي وتحويله إلى طاقة كهربائية.
بدوره يشير ضابط ارتباط المجتمع المحلي للشركة بدر النيف، إلى أن أهمية مثل هذه المشاريع للمجتمع المحلي تكمن في توفيرها لفرص العمل، خاصة لأبناء المنطقة الذين سيكون لهم نصيب منها سواء في مرحلة البناء أو في مرحلة العمل بصورة عامة، لافتاً في الوقت نفسه إلى أهمية المشروع في دعم الاقتصاد الوطني عبر سده لجزء من حاجة الأردن من الطاقة الكهربائية على المدى البعيد.