الأردن الأولى عربياً بإرسال كائنات حية دقيقة (بكتيريا) للفضاء
أعلنت مؤسسه الفضاء البريطانية Space Foundation (KSF) أن الأردن سيقوم بإرسال عينات بكتيرية لدراستها في الفضاء الخارجي في شهر حزيران / يونيو القادم، بإشراف المختبر البحثي التابع لجامعة اليرموك ومشاركة المؤسسه.
وأشارت مؤسسة الفضاء البريطانية إلى أنه في ظل مرض فيروس كورونا والجائحة الصحية العالمية تتوجه الأبحاث العلمية على جميع المستويات لدراسة عينات فيروسية وبكتيرية على مدار الساعة وفي جميع مراكز الأبحاث المتقدمة في العالم، لافتة إلى أن الأردن سيتصدّر قائمة الدول العربية في دراسة إمكانية نمو وسلوك الكائنات الحية الدقيقة المتمثلة بأنواع متعددة من البكتيريا الحية، في مجال انعدام الجاذبية في الفضاء، وتاثير انعدام الجاذبية على هذه العينات البكتيرية.
وأكدت المؤسسة أنه يتم حالياً تحضير ودراسة ونقل العينات البكتيرية من مختبر المشروع البحثي التابع لجامعه اليرموك بإشراف مديرة المشروع والباحثة الرئيسية فيه الاستاذة الدكتورة حنان عيسى ملكاوي التي تدير المشروع البحثي، ومن ثمّ تحميلها وإرسالها في كبسولة فضائية من تصنيع مؤسسة الفضاء الدولية، والتي سيتم إطلاقها بحضور مجموعه من الباحثين والمهتمين بعلوم الفضاء، لتصل إلى ارتفاع ما بعد الغلاف الجوي وأول طبقه في مدار الفضاء المنخفض.
وعلى صعيد متصل ذكرت مديرة المشروع والباحثة الرئيسية للمشروع الدكتورة ملكاوي أنه بعد قضاء الكبسولة الفضائية يومين على أكثر حدٍ في الفضاء، وعودتها إلى الأرض سالمة وهبوطها في نقطة الانطلاق في المملكة المتحدة سيتم دراسة سلوك الخلايا البكتيرية الحية قبل إطلاقها في الكبسولة الفضائية، وخلال فترة بقائها في الفضاء وبعد عودتها إلى الأرض.
كما سيتم تحديد استجابات الكائنات الحية الدقيقة (الخلايا البكتيرية) لعوامل عديدة في الفضاء تتضمن انعدام الجاذبية والإشعاع وتأثيرها على العمليات والوظائف الخلوية والتركيب الوراثي والتحور الجيني في الكائنات الحية الدقيقة.
وأشارت الدكتورة ملكاوي أنه بناءً على هذه الدراسات والبحوث فإنه قد يوفر استخدام البكتيريا في هذه الدراسات البحثية أدلة على الآليات الأساسية المسؤولة عن التكيفات الفسيولوجية والجينية التي يواجهها البشر في الفضاء.
ومن الجذير بالذكر بأن البروفيسورة حنان عيسى ملكاوي تعمل حاليا في قسم العلوم الحياتية بجامعة اليرموك وتحمل درجة الدكتوراة في تخصص الكائنات الحية الدقيقة والبيولوجيا الجزيئية، ودرجة الماجستير في علم الجراثيم والصحة العامة وكليهما من جامعة ولاية واشنطن الأمريكية. ولها إنجازات بحثية مميزة في مجالات التكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا النانو وتطبيقاتها في الطب والبيئة والزراعة والغذاء والصناعة، ولها ما يزيد على (70) بحثاً منشوراً في مجلات عالمية مرموقة وعدد من براءات الاختراع.
ومن ضمن الأبحاث المنشورة للبروفيسورة الملكاوي عزل ودراسة الكائنات الحية دقيقة المقاومة للظروف البيئية القاسية ومقدرتها على تحمل هذه الظروف والعيش في هذه البيئات مثل الملوحة الشديدة في بيئة البحر الميت، ودرجة الحرارة العالية في الينابيع الحارة، والبيئة الجافة، والبيئة الملوثة بالمواد الخطرة، وحاليا بيئة الفضاء الخارجي حيث الإشعاعات وانعدام الجاذبية ومدى مقدرة وتكيف الكائنات الحية الدقيقة للعيش في ظل هذه الظروف.
يشار إلى أن مؤسسة الفضاء البريطانية تسعى دائما إلى طرح ومساندة العديد من المشاريع البحثيه للجامعات العربية والدولية، وذلك لدعم البحث العلمي وتنميه الأفكار والابتكارات التطبيقيه في الفضاء. (م. م.)