الأردن أمام المخاض الأخير لـ"صفقة القرن"



رغم تسابق التصريحات الإسرائيلية الأمريكية حول ضم غور الأردن من جهة، وإعلان ما يعرف بصفقة القرن من جهة أخرى، والتي باتت شبه مؤكدة على حد قول خبراء سياسين، إلا أن الأردن لا يزال ينفي ما يتم تداوله حولها باعتباره مجرد تكهنات لا أساس لها من الصحة.

 

ومن المقرر عقد اجتماع غدا بعد توجه زعيم تحالف "أزرق أبيض" الإسرائيلي بيني غانتس للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في البيت الابيض لمناقشة تفاصيل الصفقة، تمهيدا للإعلان عنها يوم الثلاثاء المقبل.

 

 فيما جدد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، عدم إطلاع الأردن على تفاصيل خطة السلام الأمريكية، مشيرا  إلى أن كافة التصريحات التي يتم تداولها حول صفقة القرن مجرد تكهنات.

 

ونفى الصفدي خلال لقاء مع الصحفيين والكتاب ورؤساء التحرير أمس، ما يتم تداوله حول إلغاء قرار فك الارتباط ما بين المملكة والضفة الغربية، مشيرا إلى أن ذلك لم يطرح على طاولة النقاش ولو لمرة واحدة،.

 

المحلل السياسي حمادة فراعنة، يقول لـ "عمان نت " أن الإدارة الأمريكية لم تطلع أي طرف عربي أو إسرائيلي على تفاصيل الصفقة، بالجانب النظري.

 

 أما على الصعيد العملي، يوضح فراعنة "فقد بدأت تنفيذها من خلال إجراءاتها المتلاحقة المتعلقة بالاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، والاعتراف بشرعية الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية".

 

ويلفت فراعنة إلى أن الهدف من هذه الصفقة يتمثل بتحقيق المصالح الأمريكية الإسرائيلية على حساب القضية الفلسطينية.

 

صحيفة "معاريف" العبرية، تشير إلى أن الأردن يتابع عن كثب المخططات الإسرائيلية لضم منطقة غور الأردن والبحر الميت بالضفة الغربية المحتلة، مضيفة أن "عمان قلقة أكثر من مبادرة ترامب للسلام"، في إشارة لما يعرف إعلاميا بـ"صفقة القرن".

 

وذكرت الصحيفة أن "الخطوة الأمريكية تستهدف مساعدة نتنياهو في الانتخابات"، مشيرة إلى أن "السلطة الفلسطينية رفضتها رفضا باتا، بعد أن تسرب أهم تفاصيلها، بحيث أن فرص السلام التي تحملها في طياتها هزيلة"، وفق وصفها.

 

وحول الموقف من "صفقة القرن" فور إعلانها، أكدت الصحيفة أن "إسرائيل ستقبل أساس الخطة، وتعلن عن الفلسطينيين كرافضين"، متوقعة أن يكون الموقف الأردني والمصري من الخطة محايدا".

  

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن الأردنيين لا يعرفون تفاصيل "صفقة القرن"، ولكنهم يعرفون بأن من شأنها أن تجلب عليهم ضغوطا شديدة، سواء من البيت الأبيض أو من الجمهور.

 

الكاتب والمحلل السياسي جهاد المنسي يؤكد، أن المنطقة دخلت، من خلال الإجراءات الأمريكية الإسرائيلية في مضامين صفقة القرن عمليا، بانتظار اختتامها بالإعلان المرتقب عن تفاصيلها.

 

ويشير المحلل السياسي منذر الحوارات، إلى أن كافة معطيات ترجمة الصفقة، باتت متحققة على أرض الواقع، والتي حوّلت ملف السلام في المنطقة، من قضية سياسية إلى ما يصفها بترضيات اقتصادية للأطراف العربية.

  

من جانبه، ينتقد أمين عام الحزب الوطني الدستوري أحمد الشناق، الأصوات المشككة بالموقف الأردني الثابت تجاه القضية الفلسطينية، خاصة بعد لاءات الملك عبد الله الثاني الرافضة لطروحات الوطن البديل والتوطين، والمساس بمدينة القدس المحتلة.

 

وفي ظل هذه التطورات مع توقعات اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب لما يعرف بصفقة القرن الثلاثاء المقبل، يستعد الجيش الاسرائيلي لمواجهة التوترات المتوقعة في مناطق الضفة الغربية لمواجهة أي ردود فعل غاضبة من قبل الشارع الفلسطيني بحسب ما أفادت به وسائل اعلامية.

أضف تعليقك