الأردنيون يحتفلون بعيد الاستقلال الرابع والستين

الرابط المختصر

يحتفل الأردنيون غدا الثلاثاء الخامس والعشرين من ايار بعيد الاستقلال الرابع والستين مستذكرين ذلك اليوم الوطني المشرف الذي تحققت فيه الآمال وأعلن فيه بزوغ فجر المملكة الاردنية الهاشمية ، ومتطلعين بعزم وثقة الى مستقبل اكثر اشراقا بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين .

ويأتي هذا العيد الغالي على قلوب الاردنيين جميعا وهم يواصلون مسيرة البناء والعطاء والاصرار على الانجاز والبقاء انموذجا للدولة الحضارية التي تستمد قوتها من تعاضد ابناء شعبها والثوابت الوطنية والمبادىء والقيم الراسخة التي حملتها الثورة العربية الكبرى.

ويفخر الاردنيون بتاريخ سطع نوره، وهو يحقق الاستقلال الناجز، بقيادة المغفور له جلالة الملك المؤسس عبدالله بن الحسين، وامتد الى اقرار الدستور في عهد المغفور له جلالة الملك طلال ليعلو شأن الوطن ويزدهر بناء دولة المؤسسات في عهد المغفور له جلالة الملك الحسين ,وينظرون الى وطنهم وقد ازدان بانجازات لافتة منذ ان تولى جلالة الملك عبدالله الثاني سدة الحكم في السابع من شباط عام 1999.

وباعتزاز تحتفظ ذاكرة الوطن بتاريخ الخامس والعشرين من ايار عام 1946 حين التأم المجلس التشريعي الاردني الخامس وتلي فيه نص القرار التاريخي الذي يعلن الاردن باسم المملكة الاردنية الهاشمية وجاء فيه : " تحقيقاً للاماني القومية وعملاً بالرغبة العامة التي اعربت عنها المجالس البلدية الاردنية في قراراتها المبلغة الى المجلس التشريعي ، واستناداً الى حقوق البلاد الشرعية والطبيعية وجهادها المديد وما حصلت عليه من وعود وعهود دولية رسمية، وبناء على ما اقترحه مجلس الوزراء في مذكرته رقم 521 بتاريخ 3 جمادى الاخرة 1365هـ الموافق 15/5/1946م فقد بحث المجلس التشريعي النائب عن الشعب الاردني امر اعلان استقلال البلاد العربية استقلالاً تاماً على اساس النظام الملكي النيابي، مع البيعة بالملك لسيد البلاد ومؤسس كيانها (عبدالله بن الحسين المعظم)، كما بحث امر تعديل القانون الاساسي الاردني على هذا الاساس بمقتضى اختصاصه الدستوري ، ولدى المداولة والمذاكرة تقرر بالاجماع اعلان البلاد الاردنية دولة مستقلة استقلالاً تاماً وذات حكومة ملكية وراثية نيابية والبيعة بالمُلك لسيد البلاد ومؤسس كيانها وريث النهضة العربية (عبدالله بن الحسين المعظم) بوصفه ملكاً دستورياً على رأس الدولة الاردنية بلقب حضرة صاحب الجلالة ملك المملكة الاردنية الهاشمية ".

وصادق المغفور له باذن الله جلالة الملك المؤسس عبدالله ابن الحسين على قرار اعلان الاستقلال مصدراً اول ارادة ملكية سامية موشحاً القرار بالعبارة التالية : "متكلاً على الله تعالى اوافق على هذا القرار شاكراً لشعبي واثقاً بحكومتي" .

وعمت المملكة في ذلك اليوم احتفالات رسمية وشعبية والقى المغفور له جلالة الملك المؤسس في الاستعراض العسكري الذي جرى في مطار ماركا وسمي فيما بعد قاعدة الملك عبدالله الاول كلمة قال فيها " جيشنا الباسل يسرنا ان نرى في مجالك عزة الوطن والقدرة القومية في الدفاع عن الحوزة وصيانة الحق وان تكون تحيتك لنا رمزا لطاعة الجندي وفنائه المطلق في خدمة العلم والوطن والقيادة" .

وكان المغفور له جلالة الملك المؤسس، ألقى خطابا في صباح ذلك اليوم، قال فيه " واننا في مواجهة أعباء ملكنا وتعاليم شرعنا وميراث أسلافنا لمثابرون على خدمة شعبنا والتمكين لبلادنا والتعاون مع أخواننا ملوك العرب ورؤسائهم لخير العرب جميعا ومجد الإنسانية كلها ".

وفي الرابع من اذار عام 1947 تم تشكيل اول وزارة اردنية في عهد الاستقلال برئاسة سمير الرفاعي , وفي العشرين من تشرين الاول من العام ذاته جرت اول انتخابات برلمانية في عهد المملكة حيث تشكل مجلس النواب الاول من عشرين نائبا .

سمي يوم الخامس والعشرين من ايار بيوم البيعة والاستقلال ، واختير هذا اليوم تيمنا بيوم الاستقلال الاول في الخامس والعشرين من ايار عام 1923 حيث احتفل الأردنيون فيه بإعلان البلاد دولة مستقلة باسم حكومة الشرق العربي وعاصمتها عمان، لتتوج مرحلة مهمة في تاريخ نضال الاردنيين وكفاحهم بقيادة الملك عبدالله الاول (الامير آنذاك) منذ وصوله الى عمان في الثاني من اذار عام 1921 .

حمل جلالة الملك عبدالله الاول طيب الله ثراه راية الثورة العربية الكبرى التي ارتفعت في العاشر من حزيران عام 1916 بقيادة المغفور له الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه لترتفع عاليا في سماء المجد في معان المحطة الاولى لوصول (الامير عبدالله ) في الحادي والعشرين من تشرين الاول عام 1920 حين بايع الاحرار العرب سموه وعاهدوه على العمل من اجل الاستقلال وبقاء راية الثورة العربية خفاقة عالية كما هي مبادؤها واهدافها .

ووقع الاردن على اتفاقية مع بريطانيا في العشرين من شباط عام 1928 مثلت الاعتراف الكامل بالدولة الاردنية وتغيير اسمها من حكومة الشرق العربي الى امارة شرق الاردن وعندما نشبت الحرب العالمية الثانية انضمت الامارة الى بريطانيا ولعب الجيش العربي الاردني دورا مهما في الشرق الاوسط ولا سيما في تحرير دمشق .

وفي الثاني والعشرين من آذار عام 1946 الغيت المعاهدة الاولى المبرمة في عام 1928 ووقع الاردن مع بريطانيا معاهدة نصت على الاعتراف بالاردن دولة مستقلة ذات سيادة والامير عبدالله ملكا عليها .

وفي حرب عام 1948 سطر الجيش العربي اروع بطولات التضحية والفداء في الدفاع عن فلسطين والقدس وقدم مئات الشهداء على ارضها وكبد الاسرائيليين اكثر من الف قتيل و700 اسير نقلوا الى معسكر الاسر في منطقة ام الجمال في المفرق وسيطر الجيش العربي على القدس وباب الواد واللطرون .

وفي كانون الثاني عام 1948 وافق مجلس الامة على قرارات مؤتمر اريحا الذي نادى بالوحدة الاردنية الفلسطينية ، وتشكل المجلس النيابي الاول بعد الوحدة في نيسان 1950 ثم تشكلت اول وزارة اردنية موحدة للضفتين برئاسة سعيد المفتي وصادق المغفور له الملك المؤسس على قرار الوحدة الصادر عن المجلس بتاريخ 24 نيسان من العام ذاته .

في العشرين من تموز عام 1951 استشهد المغفور له جلالة الملك عبدالله المؤسس على عتبات المسجد الاقصى في القدس التي دافع عنها وحماها من سيطرة الاحتلال الاسرائيلي، وطالما بقيت عزيزة على قلبه يصفها ب "اجمل مدن الدنيا" .

اعتلى المغفور له جلالة الملك طلال بن عبد الله العرش في السادس من ايلول عام 1951 متطلعا الى ترسيخ وتجذير نهج ومبادئ الثورة العربية الكبرى التي قادها الحسين بن علي طيب الله ثراه من اجل وحدة العرب وحريتهم واستقلالهم والحياة الفضلى لهم في مسيرة الدولة الاردنية .

اهتم جلالته بإجراء الإصلاحات الدستورية، التي تعزز دعائم المجتمع القائم على الحرية السياسية والاقتصادية المسؤولة أمام القانون، ومن أبرزها الدستور الأردني الذي صدر في الثامن من كانون الثاني عام 1952، الذي كفل للشعب الأردني حقوقه، ويعتبر من أحدث الدساتير في العالم، وأكثرها ديمقراطية وشورى وانفتاحا.