الأردنيون يتباهون بالخلوي على حساب الكمبيوتر

الرابط المختصر

يبدو واضحا أن الأسر الأردنية تعطي اهتماما أكبر للصرف على الهاتف المتنقل على حساب توفير الكمبيوتر والإنترنت في بيوتها والأسباب تراوحت ما بين مادية اقتصادية واجتماعية.فقد بينت النتائج الرئيسية لمسح استخدام تكنولوجيا المعلومات في المنازل 2007، الذي أصدرته دائرة الإحصاءات العامة ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن (86%) من الأسر الأردنية لديها أجهزة هاتف خلوي، وأن ثلثي الأسر لديها أكثر من خط، وأن (36%) من الأسر الأردنية فقط لديها أجهزة حاسوب.
 
وبلغ متوسط الإنفاق الشهري للأسر على الهاتف الخلوي حوالي (28 دينار) وعلى الهاتف الأرضي حوالي (23 دينار)، فيما بلغ متوسط الإنفاق الشهري للأسر على الإنترنت حوالي (16 دينار).
 
وقال المحلل الاقتصادي مازن مرجي إن هذه النتائج صحيحة لكنها قد تكون أدق ما بين 70 الى 75% لأن الأردنيون "كثيرا ما يحملون اكثر من خط هاتف متنقل، لكن في نفس الوقت فإن كثيرا من الأرقام تكون معطلة بسبب العروض التي تقدمها الشركات مما يدعو المواطن الى تغيير خطه وغيره.
 


وأشار مرجي الى أن هذا الرقم قد يكون إيجابيا على صعيد نمو الاستثمار والقطاع الاقتصادي في الأردن، إلا أنه سلبي من الناحية الاجتماعية ويدل على حجم النمط الاستهلاكي والتبذيري الباذخ للمواطن الأردني.
 
وقال مرجي أن نسبة الاعلى في استخدام الإنترنت شرعية ولحاجات حقيقية بين المواطنين، وخاصة إن المكالمات الخلوية خُفضت بشكل ملحوظ فيما ارتفعت كلفة المكالمة على الهاتف الأرضي فصار هناك عزوف عن استخدام الأرضي، أما الخلوي فهو يسهل الأعمال والحياة على المواطنين.
 
وعزى مرجي عزوف الناس عن استخدام الإنترنت في المنازل بنسبة كبيرة الى أسباب كثيرة منها الكلفة الكبيرة، إضافة الى أن خدمة الـ ADSL الخاصة بالإنترنت ليست سريعة كما هو مفترض ولذلك يلجأ المواطنون الى البطاقات المدفوعة مسبقا على الرغم من انها بطيئة ايضاً لكنها أقل كلفة.
 
وأشار  مرجي وجود فجوة معرفية بين الهاتف الخلوي والكمبيوتر، لان الحاسوب برأيه بالأساس يخدم المعرفة والتعلم والانفتاح على العالم وتسهيل الحياة أكثر من الخلوي، ولهذا  تأثير على المستوى التعليمي واللحاق بالركب والثقافة والحضارة فهو جزء أساسي في الحياة كلها.
 
ولذلك دعا مرجي كل من وزارة التربية والتعليم والجهات المعنية الى تخفيض تكلفة الحصول على أجهزة الكمبيوتر، وأن يكون هناك نوع من الدعم المباشر للأهالي والطلاب سواء المدارس أو الجامعات كرصد مبلغ معين لشراء جهاز حاسوب، وذلك لتشجيع ثقافة الحاسوب.
 
كما دعا شركات الاتصالات ومزودة الإنترنت أن تعيد النظر في أساليب تقديمها للخدمة، فهناك بحسبه 12 شركة تزويد للانترنت لكن ليس هناك تنافس حقيقي بينها والخدمة التي تقدمها أقل من متوسطة، إضافة الى تخفيض الكلفة.
 
ولا يملك من الأسر الأردنية حاسوباً بحسب المسح سوى حوالي (64%) أي الثلثين بسبب عدم مقدرتها المادية، فيما حوالي نصف الأفراد لا يستخدمون الحاسوب بسبب عدم معرفة كيفية استخدامه، وربعهم بسبب عدم توفر جهاز.
 
وأظهرت النتائج أيضا ان حوالي (16%) من الأسر فقط  لديها خدمة الإنترنت في المنزل فيما تفاوتت النسبة بين الحضر والريف، وكان معظم مستخدمي الإنترنت من الذكور.
 
وبالنسبة إليه قال أستاذ علم الاجتماع في جامعة الحسين زياد الدبابنة إن تفوق الهاتف النقال على الكمبيوتر في نسبة الاستخدام عند المواطنين مرتبط بشكل مباشر بالمباهاة والمظاهر الاجتماعية، على الرغم من أنها تفوق قدراتهم المادية.
 
وبرأي الدبابنة  فإن الهاتف النقال يمكن حمله مع الشخص أينما ذهب ليظهره ويتباهى فيه أمام الغير، فهو أصبح كملابسه يحمله معه في كل مكان في العمل والشارع والجامعة، لكن الحاسوب لا يستطيع حمله.
 
المواطنون الأردنيون لا يشتركون في خدمات الإنترنت في منازلهم بحسب الدبابنة لأنها متوفرة في أماكن عملهم ومدارسهم وجامعاتهم وفي المقاهي، ولذلك برأيه انخفضت نسبة الإقبال على الاشتراك في خدمات الإنترنت في البيوت، إضافة الى كلفتها العالية وما تحتاجه من صيانة للجهاز بشكل مستمر.
 
ويقول الدبابنة : الإنترنت متوفرة في المقاهي الخاصة وهي بالنسبة للمواطن أرخص بدلاً من أن يدفع فاتورة الهاتف والكهرباء والإنترنت والتي صارت تزيد على 50 دينار شهريا، كما أن الإنترنت متوفر أيضا في أماكن العمل والجامعة وأحيانا المدارس وهذا أيضا قلل من اشتراك الناس في بيوتهم.
 
كما ان ذلك مرتبط بحاجات معينة وبطبيعة أفراد الأسرة إذا كانت مكونة من طلاب جامعات ومدارس وغيره.
 
لكن بشكل عام فإن استخدام الحاسوب في الأردن منتشر بشكل جيد والنسبة هذه مرتفعة مقارنة مع غيرها من الدول المجاورة
 
ومن بين المستخدمين أشار المسح أن (46%) من الأفراد من الفئة العمرية 5 سنوات فأكثر يستخدمون الحاسوب، النسبة الأعلى منهم من الفئة العمرية (10-19 سنة)، حيث بلغت نسبة الذكور الذين يستخدمون الحاسوب ممن أعمارهم (5 سنوات فأكثر) الى (56%) مقابل (44%) للإناث.
 
وكان الاستخدام الأكثر للحاسوب للأغراض الشخصية بنسبة (73%)  والأقل لأغراض العمل بنسبة (17%).
 
وكانت البطاقات المدفوعة مسبقاً كانت أكثر الوسائل استخداماً للاتصال بالانترنت حيث جاءت بنسبة (68%)، فيما مازال استخدام الانترنت عن طريق ADSL في الريف منخفضا بنسبة (5%).
 
وتستخدم الأسر الأردنية الانترنت في المنازل مرة واحدة يومياً على الأقل أو مرة واحدة أسبوعيا على الأقل ولكن ليس يومياً بحوالي 37% لكل منهما. وحوالي ثلث الأفراد (35%) ممن أعمارهم (5 سنوات فأكثر) يستخدمون الإنترنت منذ أقل من سنتين.
 
ويشكل أصحاب المستوى التعليمي بكالوريوس فأعلى النسبة الأعلى من مستخدمي الحاسوب والانترنت، إذ تحتل المنازل نسبة (53%) والمدارس والجامعات نسبة (47%) كأماكن لاستخدام الانترنت للأفراد من الفئة العمرية 5 سنوات فأكثر.
 
 
حيث قالت النتائج أن السبب الرئيسي لعدم استخدام الإنترنت في المنازل هو الكلفة العالية، وخاصة في المناطق الريفية، وأن الاستخدام الأكبر للإنترنت بلغ (58%) لإرسال واستقبال البريد الإلكتروني، والأقل كان (5%) لشراء أو بيع البضائع والخدمات.
 
حوالي فرد واحد من كل خمس أفراد ممن يستخدمون الحاسوب وحوالي ثلثي مستخدمي الإنترنت لديهم بريد إلكتروني.
 
حوالي (21%) فقط من الأفراد (15 سنة فأكثر) لديهم معلومات عن خدمات الحكومة الإلكترونية، والنسبة الأكبر من الأسر حوالي (25%) ترغب في استخدام الرسائل القصيرة أو تصفح الانترنت عن طريق الهاتف الخلوي للاستفادة من خدمات الحكومة إلكترونية.
 
وانفرد البريد الأردني بتقديم خدمة تسليم رواتب المعونة الوطنية للأسر، وأن حوالي ثلثي الأسر (67%) تستخدم البريد الأردني لغايات دفع الفواتير.