الأحزاب والحكومات في زمن متغير

الرابط المختصر

العالم يتغير ويتطور بشكل سريع علميا وتكنولوجيا، والذكاء الإصطناعي وانترنت الأشياء بدأت تسيطر على عالمنا شيئا فشيئا فلا يعقل أن تبقى حكوماتنا ومؤسساتنا وأحزابنا تعمل بذات الأدوات القديمة، وأريد أن أفرد منشوري هذا عن الأحزاب ولا أستثني أحدا منها، فأدواتها وخياراتها أصبحت جزءا من الماضي.

تخيلوا لو أننا ندير المعركة الآن من أجل الحرية والعدل وضد الفساد بذات الخطاب القديم، وبنفس وسائل الإعلام التقليدية القديمة، صحيح أنه إرث ونتباهى به، لكن يجب أن نغير تفكيرنا ونطور إستراتيجياتنا وأدواتنا.

 

وتحاول بعض الأحزاب الحديثة أو الناشئة التقدم بشيء جديد وتحاول التطوير لكن ببطء شديد واستجابة ضعيفة، ربما بانتظار وضوح الرؤية أو بسبب تحدي خارجي أو داخلي.

 يجب توفير بيئة جاذبة ومناسبة للعمل الحزبي وإشتباكه مع المجتمع و الأوساط الشبابية والطلابية والنقابية وتقييم مستمر لأثره وتأثيره.

فمعظم الأحزاب غير برامجية بالمعنى الحقيقي،

فهي من غير لون سياسي وفلسفة تؤطرها، فتأتي برامجها فضفاضة وعامة ومشوهة، ومتلونة بأكثر من لون.

على الأحزاب أن تستعين بمراكز أبحاث وبيوت خبرة "Think Tank" لتستمد منها برامجها المستقبلية. ولا تعتمد فقط على أشخاص يعتمدون على ماضيهم النضالي وينظرون، وتابعون يستمعون، وحتى بعض الأحزاب التي لديها برامج مقبولة نوعا ما وتسعى إلى تطوير منهجيتها ولديها استراتيجية، فهي ليست جاهزة لتسلم "حكومة" فاعلة بعد، أي ليس لديها أشخاصا وقادة ونخب ذوي حضور فاعل، ومؤهلين سياسيا وعلميا وعمليا لتسلم حقائب وزارية ضمن برنامج واضح لكل وزارة معتمد على فلسفة الحزب. 

 فمعظم الأحزاب لا لون ولا طعم ولا رائحة ولا تأثير ولا أثر لغاية هذه اللحظة، وسيتم إعدامها على مقصلة التصويب، وإن نجت سيتم تصفيتها عند معركة الانتخابات القادمة.

الأحزاب بحاجة إلى تعزيز وجود نسق مجتمعي حقيقي داعم لانخراط الشباب والنساء في الأحزاب وهياكلها بالتزامن مع تغيير في منظومة تداول السلطة داخل الأحزاب نفسها للخروج من بوتقة أحزاب الشخوص والمال السياسي.

 

من جانب آخر للصورة نجد أن السلطة التنفيذية ليس لديها أيضا إستراتيجية وبرامج واضحة المعالم، رغم وضع منظومة هشة لتحديث المنظومة السياسية ويجري حاليا ترميمها وتدعيمها من قبل المطبخ السياسي والعقل المركزي للدولة.

ورغم وضع خطة التحديث الاقتصادي وخطة تطوير الإداري -على الورق فقط- دون ماكينة تنفيذية ودون عقلية جديدة ودون شخوص وأدوات جديدة.