الأب رفعـت بدر: إشارات إيجابية لتعميق التعاون بين أتباع الأديان

الأب رفعـت بدر: إشارات إيجابية لتعميق التعاون بين أتباع الأديان
الرابط المختصر

قال مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب د. رفعت بدر إن هناك إشارات إيجابية لتعميق التعاون بين أتباع الأديان، مشددًا على ضرورة التقاط مبادرات اللحظة الراهنة من خلال تكثيف النشاطات التربوية والإعلامية التي تدعم قيم المواطنة والحوار واللقاء، كي لا يقع شبابنا العربي من جديد في فخ التنظيمات المتطرفة والمتعصبّة.

 

 

وفي ندوة استضافها المركز المجتمعي المسكوني (الخيمة) التابع للكنيسة اللوثرية في عمّان، حول ’الآفاق المستقبلية لوثيقة الأخوّة الإنسانية الموقعّة من قبل قداسة البابا فرنسيس وفضيلة شيخ الأزهر أحمد الطيب في العاصمة الإماراتية أبوظبي، قال الأب بدر أن الوثيقة ترتكز على مبادرات سابقة، ومن بينها الأردنية، مثل رسالة عمّان قبل 15 عامًا، وكلمة سواء وأسبوع الوئام بين الأديان ومؤتمر التحديات التي تواجه العرب المسيحيين، وتمثّل شراكة تاريخية بين المسلمين والمسيحين، وقد أدخلت أبناء الديانتين الصديقتين والشقيقتين في مرحلة جدًا جديدة وضرورية وهامة سيما في هذا العصر.

 

 

وبيّن أن الوثيقة جاءت بعد تأمل المؤسستين الدينيتين في أفراح العالم المعاصر؛ من تقدم علمي وتقني وإنجازات طبية، كما وفي أحزانه المتمثلة في آلام إنسان اليوم نتيجة الفقر، والحروب وسباق التسلح، والظلم الاجتماعي والفساد وعدم المساواة، والتدهور الأخلاقي، والإرهاب والعنصرية والتطرف، وبالتالي ولدت الوثيقة لتكون إعلانًا مشتركًا عن نوايا صالحة وصادقة، ودعوة لجميع المؤمنين بالله تعالى وبالأخوة الإنسانية للتوحد والعمل سوريًا من أجل مستقبل مشرق للأجيال اللاحقة.

 

 

وأوضح الأب بدر أن وثيقة الأخوّة الإنسانية جاءت لتؤكد تعاليم الدين الصحيحة والداعية التي التمّسك بقيم السلام وإعلاء قيم التعارف المتبادل والأخوّة، وبأن الإرهاب البغيض الذي يهدد حياة الناس وأمنهم ليس نتاجًا للدين، حتى وإن رفع الإرهابيون لافتاته ولبسوا شعراته، إنما هو نتيجة لتراكمات المفاهيم الخاطئة لنصوص الأديان، وسياسات الجوع والفقر والظلم والبطش والتعالي. ولفت إلى أن الوثيقة تؤكد كذلك على ضرورة إدانة أشكال التطرّف ووقف دعمه أو تبريره، وتشدد من جهة ثانية على حقوق الإنسان في حرية الاعتقاد والفكر والتعبير والممارسة.

 

 

 

وأشار مدير المركز الكاثوليكي إلى دعوة الوثيقة لتبني ثقافة الحوار وعيشها ضمن ثلاث مستويات: كثقافة حياة مجتمعية، وكمساحة للتلاقي بين المؤمنين، وكتبادل ثقافيّ بين الشرق والغرب. كما شددت الوثيقة على وجوب العمل على ترسيخ مفهوم المواطنة الكاملة في المجتمعات، والتخلي عن الاستخدام الإقصائي لمصطلح الأقليات الذي يحمل في طياته الإحساس بالعزلة والدونية، ناهيك عن تأكيدها لحقوق المرأة وحقوق الأطفال الأساسية وحماية حقوق المسنين والضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة والمستضعفين.

 

 

وقدّم الندوة الأستاذ إبراهيم غرايبة الذي شارك في احتفالية اطلاق الوثيقة في أبوظبي، وبيّن أهميتها في كونها وثيقة تاريخية تضع لبنة جديدة في العلاقات بين أتباع الأديان في المستقبل انطلاقًا من القيم الدينية والإنسانية العديدة المشتركة بين أتباع الديانتين الشقيقتين، ولكي تدعوهم لتبني ثقافة الحوار دربًا، والتعاون المشترك طريقًا، والتعارف المتبادل نهجًا، كما لتدعو القيادات السياسية والاقتصادية والفكرية والدينية والإعلامية بالعمل جديًا على نشر ثقافة التسامح والسلام كطوق نجاة أمام أمواج التعصب والتطرف والإرهاب والتي ضربت سفينة العالم خلال السنوات الأخيرة.

 

وكان رئيس المركز المجتمعي المسكوني (الخيمة) القس سامر عازر قد رحّب بالحضور، مشيدًا بالخطوات الإيجابية التي يخطوها أتباع الأديان في التعاون والتضامن والإخاء. وقد جرى نقاش بين الحضور حول أهمية تطبيق القيم التي جاءت بها الوثيقة في المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والإعلامية، وحتى داخل العائلة الواحدة، كأرضية صلبة تدعم السلام وثقافة اللقاء وقبول الآخر في المجتمعات العربية.