اقتصادي يقترح سن تشريعات تساهم بالحد من هدر الغذاء

الرابط المختصر

في الوقت الذي يحذر فيه العالم من وجود تحديات كبيرة في الأمن الغذائي، يلقي العديد من المواطنين الفائض عن حاجاتهم الغذائية في القمامة، الأمر الذي يدعو فيه خبراء إلى أهمية وقف هدر الغذاء بجميع أشكاله، وتوزيع الفائض منه إلى العائلات المعوزة.

 

أظهرت دراسات محلية أن 34% من الغذاء في الأردن يهدر ويستنزف، خاصة في المناسبات الاجتماعية، مع التشديد على أهمية عدم شراء مواد غذائية تزيد عن حاجة المواطنين الفعلية، وفق تصريحات وزير الزراعة خالد الحنيفات.

 

تشير الأرقام الى نسبة الانفاق على الغذاء ارتفعت منذ بداية العام بنسب تتراوح بين 20% الى 30%، وفقا لارتفاع أسعار السلع الغذائية محليا، مرجعين خبراء السبب في ذلك إلى أن 85% من الغذاء الأردني مستورد من الخارج.

 

ويبلغ معدل الإنفاق السنوي للأسرة الأردنية المكونة من 4 أفراد 12.5 ألف دينار  17.6 ألف دولار، أي نحو 1042 دينارا حوالي 1466 دولارا للشهر الواحد، وفق دائرة الاحصاءات العامة.

 

المحلل الاقتصادي والاجتماعي حسام عايش يوضح أن الأمن الغذائي لا يرتبط فقط بتوفر الغذاء، وإنما يتعلق بمنظومة تؤدي الى توفير الغذاء، وإمكانية الحصول عليه بأسعار وجودة مناسبة.

 

ويشير عايش إلى أنه ليس كافة المواطنين يستطيعون الحصول على الغذاء الصحي الحقيقي، نظرا لانخفاض دخول الكثير من الأسر في وقت تصل عدد أفراد الاسرة 4.8.

 

ويبلغ معدل الإنفاق السنوي للأسرة الأردنية المكونة من 4 أفراد 12.5 ألف دينار 17.6 ألف دولار، أي نحو 1042 دينارا حوالي 1466 دولارا للشهر الواحد.

 

ومن الإشكاليات التي تواجه الأمن الغذائي في العالم والاردن جزر منه، هو التغير المناخي الذي يتسبب بخفض الهطول المطري، وزيادة التصحر والجفاف ما يؤثر إلى المزيد من الكلف لمواجهة هذه التغيرات، الذي ينعكس على أسعار المواد الغذائية ما يؤثر على الأمن الغذائي بحسب عايش.

 

ولتشديد الرقابة على هدر الطعام يقترح عايش بأهمية سن قوانين تعاقب كل من يشتري كميات من الغذاء  تفوق حاجته، أو العمل على هدر الطعام بكميات كبيرة في سلة النفايات،  كنموذج الدنمارك.

 

"حفظ النعمة" مشروع لاستغلال الأطعمة الفائضة وتوزيعها للمحتاجين

 

وللحد من إشكالية هدر الغذاء دعت وزارة الزراعة إلى أهمية عدم شراء مواد غذائية تزيد عن حاجة المواطنين الفعلية، مشيرة إلى أن زيادة الطلب على هذه السلع يؤدي إلى ارتفاع أسعارها دون مبرر، بالإضافة لتحولها إلى نفايات تسبب أضراراً بيئية إذا لم يتعامل معها بالشكل السليم، مؤكدة استعداد الوزارة للتعاون مع جميع الحملات الإعلامية والإرشادية الداعمة لوقف هدر الغذاء.

 

وكنوع من التوعية للحد من هدر الغذاء، أطلقت جمعية بسمة الحياة الخيرية المتخصصة في العمل الاغاثي والانساني مشروع " حفظ النعمة" الذي يهدف الى حفظ الطعام الزائد من الفنادق، وإعادة توزيعه على الأسر المعوزة والفقيرة في مختلف مناطق المملكة.

 

ويؤكد رئيس الجمعية محمد البُطي أهمية نشر الوعي وتعزيز الثقافة في المجتمع حول استغلال الفائض من الغذاء وايصاله للفقراء، الأمر الذي يشعر المواطنين بالمسؤولية .

 

ويعمل المتطوعون في حفظ الطعام غير الملموس عالي الجودة، الفائض من تلك الفنادق، وتوزيعه على العوائل الفقيرة، بحسب البُطي.

 

وتمر هذه العملية بعدة مراحل وهي تغليف الطعام وحفظه بطريقة لائقة داخل أكياس بلاستيكية لضمان شروط الصحة والسلامة للطعام ، ليصل الى المستفيدين بشكل صحي وسليم، مستهدفين المناطق الأكثر فقرا في العاصمة عمان من خلال التواصل مع الجمعيات الخيرية ومراكز الأيتام.

 

هذا وكان ضمن مخرجات "قمة جدة للأمن والتنمية" الاخيرة منح الولايات المتحدة الأردن نحو 1.4 مليار دولار سنويا لمدة عشر سنوات، وتقديم السعودية ودول أخرى في الإقليم مساعدات للأردن، للإسهام بتنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي للمملكة 2033، تشكل بوابة للنهوض بمختلف القطاعات، بخاصة الزراعية والأمن الغذائي.