فقدت اسعار النفط قرابة 20% من قيمتها منذ منتصف يونيو الماضي ولغاية اليوم، الخام الأمريكي سجل 95 دولارا للبرميل و خام برنت هبط إلى 99 دولارا للبرميل ، وهي قرب اقل المستويات السعرية المسجلة لاسعار النفط الآجلة منذ بدء الحرب الروسية الاوكرانية في نهاية فبراير من العام الحالي.
و يتسبب الدولار الأمريكي القوي في ضغوط هبوطية على النفط و سلع واخرى ، و يترافق هذا مع شبح الركود الذي يخيم على الاقتصاد ما يقلل الطلب المتوقع على النفط، وذلك مع توقع مزيد من التشدد في السياسة النقدية و رفع سعر الفائدة من الاحتياطي الفدرالي الامريكي ، لمعالجة التضخم الذي ارتفع الى 9.1 في الولايات المتحدة، والى معدلات غير مسبوقة في اوروبا، والذي يرسخ فكرة ان التضخم مزمناً وليس مؤقتاً كالمعتقد ، مع استمرار الخلل في سلاسل التوريد ، و عودة القيود في الصين في سعيها لصفر اصابات من كورونا.
يأتي هذا ايضا مع بيانات وزارة الطاقة الامريكية الاخيرة التي اظهرت ارتفاع المخزونات من الخام 3.3 مليون برميل، ومن البنزين 5.8 مليون برميل.
كما ويعول على زيارة الرئيس الامريكي بايدن الى السعودية التي تبدأ يوم غد الجمعة، والتقائه قادة دول مجلس التعاون الخليجي و الاردن والعراق ومصر، والتوقع ان معالجة اسعار النفط المرتفعة ستكون من الملفات المهمة المطروحة ، ويسعى الرئيس بايدن الى اخذ الموافقة بزيادة انتاج النفط من السعودية والامارات، قبل اقرار عقوبات جديدة على روسيا تتضمن سقوف سعرية قصوى للنفط الروسي تتراوح بين 40 الى 60 دولارا للبرميل ، والاعتقاد ان هذا الاجراء يتطلب دعم اوبك ودول الخليج العربي ليكون فعالاً، الا ان الخشية من ردة فعل روسية بخفض متعمد لانتاج النفط قد تقلب الصورة وتشعل الاسعار من جديد.
باحث اقتصادي متخصص في شؤون النفط و الطاقة