استهداف المستشفى الميداني رسائل للأردن يتطلب ردا سياسيا قويا
لم يقتصر العدوان الإسرائيلي على تنفيذ مجازره داخل المستشفيات في قطاع غزة، بل تجاوز ذلك إلى قصف محيط المستشفى الميداني الأردني في القطاع، امتدادا لجرائمه، وسط تأكيدات حكومية أن المستشفى الميداني العسكري باق ومستمر، وسيواصل تقديم خدماته لسكان القطاع، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهه.
وأصيب 7 من الكوادر الطبية على مدخل قسم الطوارئ بالمستشفى الذي يقع في شمالي شرق غزة، أثناء محاولتهم إسعاف مواطنين فلسطينيين كانوا أصيبوا خلال قصف إسرائيلي.
ويصف نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، القصف على محيط المستشفى الميداني الأردني في غزة "امتداد لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل" في القطاع." مؤكدا إدانة الحكومة الأردنية بالمطلق هذا العمل " وهو "جريمة حرب جاءت في إطار قصف المستشفيات الذي يتصاعد في غزة خلال الأيام الماضية".
وتنتظر الحكومة نتائج تحقيق القوات المسلحة حول ما حدث على أن نقوم بكل الإجراءات القانونية والدبلوماسية والسياسية اللازمة للتعامل مع ما نعتبره جريمة.
رسائل من الاحتلال
الخبير العسكري المختص بالشؤون الإسرائيلية ضيف الله الدبوبي يوضح لـ "عمان نت"، يوضح أن الاحتلال يسعى إلى نقل رسائل للأردن من خلال استهدافه للمستشفى العسكري، خاصة بعد إعلانه مؤخرا عن إرسال ثلاثة مستشفيات ميدانية في جنين ونابلس ورفح.
ويعتبر الدبوبي أن هذا الاجراء لم يلق ترحيبا من الجانب الاسرائيلي ، حيث يرى أن الرسالة الأولى تتمثل في رفض الاحتلال مساعدة الأردن للجرحى في غزة، وأنه قد يستخدم القصف ضد أي مستشفى أردني في أي منطقة في دولة فلسطين وفي أي وقت.
وفقا لتحليل الدبوبي، يقول إن الرسالة الثانية الذي يرغب الاحتلال في إيصالها، رفضه لدعوة وتحرك الاردن لاتخاذ إجراءات والضغط في التفاوض لوقف الحرب، بالاضافة الى الحراك الشعبي الواسع الذي يظهر التضامن مع سكان قطاع غزة منذ بداية الحرب.
على الرغم من أن إسرائيل لم تعلن حتى الآن عن كيفية تنفيذ القصف على المستشفى، إلا أن الدبوبي يؤكد أن الاحتلال هو المسؤول الرئيسي عن هذا الهجوم غير القانوني المخالف للاتفاقيات الدولية، مشددا على أهمية أن يكون الموقف السياسي الأردني قويا وحازما، على الأقل بتعليق عمليات السلام والمفاوضات والاتفاقيات بين الجانبين.
وتواصل قوات الاحتلال في شن غاراتها على مختلف المستشفيات في القطاع دون توقف، وقامت بالاقتحام للمرة الثانية لمجمع الشفاء، ولكن هذه المرة من الجهة الجنوبية، وذلك بعد يوم من اقتحامه ومحاصرته بالدبابات.
منظمات دولية، تحذر من الوضع الكارثي للمستشفيات، نتيجة استمرار القصف الإسرائيلي، في وقت ينفي فيه الاحتلال الإسرائيلي، استهدافه للمستشفيات، بحجة اتهامه لحماس باستخدامها كمقرات لها ولقيادتها، ووجود الرهائن.
استبعاد لأي هدن إنسانية
في ظل هذا التصعيد يواصل مجلس الأمن الدولي في عقد اجتماعاته، سعيا الى تنفيذ هدن واقامة ممرات انسانية، منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقد دعا مؤخرا المجلس إلى "هدنات وممرات إنسانية" في قطاع غزة في خمسة محاولات سابقة لاعتماد مشروع قرار حول الحرب على غزة منذ السابع من تشرين الأول.
يرى المحلل السياسي شادي مدانات ان الولايات المتحدة تضطر الى التنازل بعض الشيء، نظرا لدورها الداعم للمشروع الامريكي الاسرائيلي في المنطقة، ومع ذلك يستبعد تحقيق أي هدنة ووقف الحرب في القطاع، نظرا لرفض اسرائيل القرار في البداية، ورفض الولايات المتحدة التعديل عليه.
ويوضح مدانات أن التطورات الحالية تتنافى مع مصلحة الولايات المتحدة، التي تظن نفسها قوية في المنطقة ولكنها في حالة تراجع، معتقدا أن قرار مجلس الأمن الأخير يخدم مصلحة الدول العربية كورقة يمكن استغلالها للضغط من أجل فتح المعابر وتوفير المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
ودعا قرار مجلس الأمن الذي أعدته مالطا، وأيدته 12 دولة عضوا مقابل امتناع ثلاثة أعضاء عن التصويت ، الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا إلى "هدنات وممرات إنسانية واسعة النطاق وعاجلة لعدد كاف من الأيام" لإفساح المجال أمام إيصال المساعدة الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة.