
استعدادا لعيد الأضحى .. فعاليات سياحية وثقافية وخدماتية في مختلف القطاعات

مع اقتراب عيد الأضحى، تستعد المؤسسات الخدمية والثقافية في العاصمة عمان لاستقبال العيد من خلال تنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات لضمان أجواء آمنة ومنظمة، بدءا من ترتيبات ذبح الأضاحي، مرورا بتنشيط السياحة الداخلية، وصولا إلى برامج ترفيهية وثقافية متنوعة.
وكثفت وزارة السياحة والآثار جهودها لإطلاق فعاليات ثقافية وفنية في المواقع الأثرية، في إطار خططها لتنشيط السياحة الداخلية وتعزيز ارتباط المواطنين بالإرث الثقافي، بينما يقدم متحف الأطفال برنامجا ترفيهيا وتعليميا خاصا بالأعياد يستهدف مختلف الفئات العمرية.
ومن جانبها أعلنت أمانة عمان الكبرى عن جاهزيتها التامة لاستقبال عيد الأضحى، حيث أكدت على تجهيز المسالخ الرسمية ومواقع الذبح المؤقتة، إلى جانب تكثيف أعمال النظافة والرقابة البيطرية، كما عملت على تهيئة الحدائق والمتنزهات لاستقبال العائلات خلال أيام العطلة.
يوضح الناطق الإعلامي باسم أمانة عمان الكبرى، الدكتور ناصر الرحامنة، في حديثه لـ "عمان نت" أن الأمانة استكملت استعداداتها لتنظيم عمليات ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى، من خلال تجهيز المسالخ وإنشاء مراكز مخصصة للذبح في مناطق متعددة ضمن حدود أمانة عمان، لتكون قريبة وآمنة للمواطنين، وبعيدة عن المناطق السكنية والحركة المرورية، وتتمتع بشروط صحية وبيئية مناسبة بإشراف طبي مباشر.
ويشير إلى أن هناك تنسيقا كاملا مع دائرة المسالخ فيما يخص إجراءات السلامة والفحص البيطري، حيث سيكون هناك استقبال للأضاحي في مسالخ الأمانة، سواء في مسلخ عمان عين غزال أو مسلخ الماضونة، إضافة إلى 453 حظيرة موزعة على 10 مواقع مخصصة، تم تجهيزها بشكل مدروس.
ويؤكد أن الأمانة ترفض إقامة الحظائر داخل المناطق السكنية نظرا لما تسببه من أضرار بيئية وصحية، مبينا أنه تم إزالة عدد من الحظائر التي أقيمت بشكل مخالف خلال الفترة الماضية، مشددا على أهمية تخصيص أماكن مرخصة وآمنة لذبح الأضاحي والتعامل مع المخلفات الحيوانية بطرق سليمة وصحية.
وفيما يتعلق بالنظافة، يوضح أن فرق الأمانة تعمل على مدار الساعة خلال أيام العيد وقبله، لضمان تنظيف المواقع بشكل لحظي ويومي، ومنع تراكم مخلفات الذبح أو الأحشاء، مشيرا إلى وجود كوادر متخصصة ومواقع مخصصة لطمر هذه المخلفات وفق أعلى المعايير.
تجهيز الحدائق والمتنزهات لعيد الأضحى
أما فيما يخص الحدائق والمنتزهات، يؤكد الرحامنة أن الأمانة جهزت 141 حديقة داخل الأحياء السكنية، إلى جانب أربع حدائق كبرى و14 متنزها عاما، لتكون بكامل طاقتها لاستقبال المواطنين خلال العيد، مشيرا إلى أن صيانة وتطوير الحدائق يتم على مدار العام، لكن مع حلول العيد تزداد وتيرة العمل لتوفير بيئة مريحة وآمنة للزوار، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف.
ويشير إلى أن من أبرز الحدائق التي تم تجهيزها لاستقبال المواطنين، حدائق الملك حسين، وحدائق الملك عبد الله الثاني في المقابلين، وحديقة الجبيهة، وحديقة الملكة رانيا في القويسمة، إلى جانب باقي المتنزهات المنتشرة في العاصمة.
"السياحة" تطلق فعاليات ثقافية في المواقع الأثرية
كثفت وزارة السياحة والآثار استعداداتها لتجهيز المواقع السياحية والترفيهية في مختلف محافظات المملكة خلال عطلة عيد الأضحى، بهدف توفير تجربة آمنة ومميزة للمواطنين والزوار.
وشملت الاستعدادات تعزيز الجاهزية اللوجستية والخدمية، وتكثيف فرق الرقابة والتفتيش على المواقع السياحية، بالتنسيق مع الجهات الأمنية والبلديات لضمان انسيابية الحركة وتقديم أفضل الخدمات.
كما أعلنت الوزارة، بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة ودائرة الآثار العامة، عن تنظيم سلسلة من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية في عدد من المواقع السياحية والأثرية خلال أيام العيد.
ويؤكد أمين عام وزارة السياحة والآثار، الدكتور فادي بلعاوي، في حديثه لـ عمان نت، أن القطاع السياحي يشهد نموا ملحوظا، حيث سجلت أرقام شهر أيار الماضي قفزة نوعية في عدد الزوار الدوليين بنسبة نمو بلغت 21% مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي. كما ارتفعت الإيرادات السياحية بنسبة 15.3% خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، مما يعكس مؤشرات إيجابية لموسم سياحي واعد.
ويشير البلعاوي إلى أن مبيعات التذكرة الموحدة التي تعتبر مؤشرا مهما لنشاط السياحة الداخلية والخارجية سجلت ارتفاعا بنسبة 89% في شهر أيار مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
برنامج نوعي لعيد الأضحى
وحول خطة الوزارة لعيد الأضحى، يوضح البلعاوي أن الوزارة أعدت برنامجا متكاملا من الفعاليات الفنية والغنائية التي ستقام في اليومين الثاني والثالث من العيد في عدد من المواقع السياحية بالمحافظات، بهدف نشر أجواء الفرح والتعريف بالمواقع الأثرية وتعزيز ارتباط المواطنين بها.
ويبين أن البرنامج يمتد ليشمل مواقع جديدة تم تأهيلها وتطوير خدماتها لاستقطاب الزوار، من بينها إطلاق فعالية "سينما عين" التي تقدم عروضا لأفلام مختارة في أكثر من 12 موقعا أثريا، بهدف الترويج لها وتسليط الضوء على ما تم إنجازه من أعمال تطوير فيها.
شهر الموسيقى وتعزيز السياحة الداخلية
تزامنا مع عيد الأضحى، أطلقت الوزارة وهيئة تنشيط السياحة فعاليات "شهر الموسيقى" والتي تتضمن العديد من العروض والأنشطة الثقافية والفنية طيلة شهر حزيران، موزعة على مختلف محافظات المملكة.
وفيما يتعلق بدعم السياحة الداخلية، يشير البلعاوي إلى برنامج "أردننا جنة"، الذي وفر رحلات شبه مجانية للمواطنين بفضل الدعم الحكومي، حيث تتحمل الحكومة تكاليف النقل والدليل السياحي و60% من تكلفة الرحلة، مضيفا أن هذه الرحلات تتضمن زيارات إلى مواقع سياحية متميزة وتشمل وجبتي إفطار وغداء، بتكلفة تقل عن 10 دنانير.
وفي سياق متصل، يشير البلعاوي إلى الحملة التوعوية التي أطلقتها الوزارة ودائرة الآثار العامة مؤخرا بمناسبة يوم المتاحف العالمي، والتي تهدف إلى تعريف الأردنيين بالمواقع والمتاحف الأثرية في المملكة، موضحا أن الأردن يضم 16 متحفا أثريا، من أبرزها متحف الأردن الوطني، بالإضافة إلى متاحف ذات طابع خاص، مؤكدا أن هناك خطة لتطوير عدد من المتاحف ورفع جودة الخدمات المقدمة فيها، مشددا على أن مقتنيات المتاحف الأردنية تعد من الأغنى في المنطقة.
متحف الأطفال: برنامج ترفيهي خلال العيد
في أجواء مفعمة بالفرح والتعلم والتشويق، يقدم متحف الأطفال خلال عطلة عيد الأضحى برنامجا خاصا يجمع بين المتعة والفائدة لجميع أفراد العائلة، ضمن رؤيته الرامية إلى توفير تجارب تعليمية ترفيهية تليق بهذه المناسبة.
يتضمن البرنامج عروضا محلية وعالمية أبرزها العرض الإسباني التفاعلي "ولنسكي"، الذي يمزج بين السيرك والكوميديا والموسيقى في تجربة مسرحية نابضة بالحياة، ويستهدف الأطفال من عمر 3 سنوات فما فوق، وسيقدم العرض مرتين يوميا عند الساعة 5:00 و7:00 مساء، خلال ثاني وثالث ورابع أيام العيد، وتبلغ مدته ما بين 45 دقيقة إلى ساعة، ويفتتح بعرض من تقديم الفرقة الأردنية توأم مان.
توضح مشرفة تطوير المحتوى في متحف الأطفال، رشا دبابنة، أن المتحف يمثل رسالة تربوية تهدف إلى تهيئة بيئة تعليمية ملائمة تعتمد على أسلوب التعلم من خلال اللعب، حيث يتاح للأطفال التفاعل مع معروضات وتجارب تعليمية تتيح لهم الاكتشاف والتحليل والاستنتاج بحرية، مضيفة أن جميع الأنشطة والتجارب تجريبية عملية صممت لتخاطب الفئة العمرية من سنة وحتى 12 سنة، فيما يجد الكبار أيضا مساحة للاستكشاف والمرح.
وبحسب دبابنة، فإن برنامج عيد الأضحى هذا العام يتميز بتقديم مفاهيم العيد المعتادة مثل الضيافة والزينة والفرح بطريقة مشوقة وغير تقليدية، ويشمل البرنامج أيضا مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تعكس هوية عيد الأضحى وتثري مخيلة الأطفال وتوسّع مداركهم حول العالم.
وتبلغ مساحة المتحف نحو 8500 متر مربع، ويضم أكثر من 190 معروضة تعليمية تفاعلية، ما يجعل زيارة المتحف تجربة شاملة تجمع بين التعلم والمرح.
ويمثل المتحف لمسيرة الطفل التعليمية، من خلال ما يعرف بالتعلم غير المنهجي، والذي يقوم على إشعال شغف الطفل بالمعرفة من خلال اللعب، مما يساهم في بناء جيل واع ومثقف يقبل على التعلم بأسلوب محبب يرسخ القيم والمعرفة ويعزز دوره المستقبلي في بناء مجتمعه.