استشارية أسرية ونفسية: تمكين المرأة وحمايتها من العنف يبدأ من الأسرة والمجتمع

الرابط المختصر

أثارت حادثة وفاة فتاة في محافظة الزرقاء، نتيجة تعرضها للعنف الأسري، صدمة واسعة في الشارع الأردني، بعد أن بينت المعلومات تعرضها للضرب والتعذيب المتكرر ما أدى لتدهور حالتها الصحية ووفاتها في المستشفى.

وفي حديثها لبرنامج طلّة صبح، أكدت الاستشارية الأسرية والنفسية الدكتورة أمال الدويري أن مثل هذه الحوادث المؤلمة تستدعي تعاملاً جاداً من المجتمع والجهات المختصة، مشيرةً إلى أن صمت النساء أمام العنف يعود إلى عوامل نفسية واجتماعية متعددة، أبرزها الخوف من الانتقام أو فقدان الأطفال والدعم المادي، إضافة إلى ما يُعرف بـ"متلازمة استوكهولم المنزلية"، حيث ترتبط الضحية نفسياً بالمعتدي كآلية دفاعية.

وأوضحت الدويري أن الوصمة الاجتماعية والجهل الديني والثقافي يدفعان كثيراً من النساء إلى الصمت، لافتةً إلى أن المجتمع لا يزال يميل إلى لوم الضحية بدلاً من محاسبة المعتدي، وأن بعض المفاهيم المغلوطة مثل "ضرب الحبيب زبيب" تكرّس قبول العنف وتبريره.

وبيّنت الدكتورة أمال أن هناك مؤشرات مبكرة للعنف الأسري يجب الانتباه إليها، منها القلق الدائم، وتجنّب التواصل الاجتماعي، والتبريرات غير المنطقية، وارتداء ملابس تخفي الكدمات، داعيةً الأهالي إلى مراقبة بناتهم ودعمهن عاطفياً ومادياً وعدم التخلّي عنهن في الأزمات.

وفي ختام حديثها، شددت الدويري على أن مواجهة العنف تحتاج إلى جهد مجتمعي شامل يبدأ بالتربية على القيم الإنسانية والدينية الصحيحة، مؤكدة أن على النساء عدم السكوت عن الأذى، ومعرفة حقوقهن القانونية، والاحتفاظ بالأدلة في حال التعرض للعنف، وطلب المساعدة من إدارة حماية الأسرة أو المؤسسات المختصة.

وختمت بالقول إن المرأة تستحق حياة آمنة وكريمة، وإن الصمت على العنف لا يحمي الأسرة بل يفاقم مأساة جديدة كل يوم.