ارتفاع حالات الانتحار بين الاردنيين

ارتفاع حالات الانتحار بين الاردنيين

أكد مدير المركز الوطني للطب الشرعي مؤمن الحديدي ارتفاع حالات الانتحار في الأردن ، عازيا ً ذلك الى الزيادة الطبيعية في إعداد السكان والتغير الحاصل في أنماط السلوك الاجتماعي ، والتغير في الظروف الاجتماعية والمالية و العاطفية التي تشكل الدافع الأبرز للإقدام على الانتحار .

وأضاف الحديدي في حديث لعمان نت " في السنوات القليلة الماضية ارتفعت حالات الانتحار من 50 – 70 حالة، بعد أن كانت تسجل 20 حالة سنويا ً في الأعوام التي سبقتها .

وتتضارب إعداد حالات الانتحار في الأردن بين المركز الوطني للطب الشرعي والسجلات النيابية ، فوفقا ً لإحصائيات المركز الوطني سجل في عام 2009 ،

65 حالة انتحار ناجحة و 400 محاولة فاشلة . أما المصادر الأمنية فأنه سجلت 35 حالة انتحار في 2009 و 34 حالة في 2008 .

وأعاد الحديدي التضارب في الأرقام الى " أن الأشخاص يرفضون عادة موضوع الانتحار لأنه يشكل وصمة لهم فيلجئون الى اعتبار الوفاة عرضية ، وحتى أجهزة التحقيق أصبحت تميل الى اعتبار الوفاة عرضية أي ناتجة عن حادث عرضي وليس انتحار ، فادى ذلك الى تضارب الأرقام .

وأكد أخصائي أمراض الأعصاب والطب النفسي محمد الشوبكي على ارتفاع نسبة الانتحار لدى فئة الشباب وأضاف " أن معظم حالات الانتحار سببها الاكتئاب ، الذي يأتي نتيجة لتعاطي المخدرات والكحول ، أو في حالات التفكك الأسري أو الحرمان العاطفي .

في القانون الأردني لا يتم تجريم الشخص المنتحر ولا توجه له أي عقوبة كما أكد المحامي اشرف الزعبي وأضاف " خلا القانون الأردني من نص يحدد عقوبة للمنتحر ، إلا انه يتم معاقبة الشخص المحرض على الانتحار ، وقد تصل العقوبة إلى ثلاثة سنوات إذا نجم عنها إيذاء أو عجز دائم للمنتحر .

وحول موقف الدين من الانتحار فقد أكد الدكتور محمد نوح القضاة على حرمت قتل النفس البشرية إلا بالحق وأضاف " أن الإنسان في الشرع لا يملك حياته فلا يجوز أن يعتدي على هذه الحياة بالقتل ، ولكن الإنسان قد يصل إلى هذه الحالة بسبب ضعف الإيمان وابتعاده عن الله" .

وأيده الأب نبيل حداد على أن الحياة عطية من الله ومنحة فلا يجوز قتلها وأضاف " نحن لا نملك هذه الروح، وإنما نحن وكلاء لها أودعها الله أمانتا ً فينا وليس لنا الحق بالتصرف بها .

تختلف أراء الأشخاص حول ظاهرة الانتحار ، فالبعض يراها خلاصا ً من مشاكل الحياة ، والبعض الأخر يراها جريمة تستحق العقاب .

محمد حسن – طالب في الجامعة الهاشمية، أكد على انه لم يفكر بالانتحار مطلقا ً وأضاف " على كل شخص يفكر بالانتحار أن يؤكل أمره لله ، ويطلب المساعدة من الآخرين ، فالانتحار يعتبر من أبشع إشكال الموت .

فرح خالد – طالبة في الجامعة التطبيقية ، أعربت على أن فكرة الانتحار تراودها في بعض الأوقات وقالت " ربما لو كان الانتحار غير محرم لأقبلت عليه ، فأنا أفكر بالانتحار عندما أمر بحالة من اليأس والإحباط .

سناء علي – موظفة ، أكدت على أنها ترفض فكرت الانتحار وأضافت " أمر بظروف جدا ً صعبة ولكنني لم أفكر بالانتحار ، فيجب على الإنسان أن يكون قادر على حل مشاكله ومواجهتها وعدم الهروب منها .

ووفقاً للدراسات التي أجريت من قبل الدكتور حسين الخزاعي أستاذ علم الاجتماع بجامعة البلقاء التطبيقية في الأردن أظهرت أن 90 % من حالات الانتحار ترجع إلى أمراض نفسية وعقلية، كالاكتئاب والفصام والإدمان. وإن 65 % منها تعود الى عوامل متعددة كالتربية، وثقافة المجتمع، والمشاكل الأسرية، والعاطفية، والفشل الدراسي، والآلام والأمراض الجسمية، أو تجنب العار.

يذكر أنه تم أطلاق مبادرة مؤخرا ً من قبل 4 فتيات أردنيات بعنوان "حياتك أمانة" للحد من حالات الانتحار في الأردن بين الشباب. وتهدف هذه المبادرة الى المساعدة في تخفيض الأعداد للمنتحرين في المملكة ، وتعتبر هذه المبادرة الأولى من نوعها في العالم العربي .

أضف تعليقك