ارتفاع أسعار الزيت يثير القلق من ارتفاع المزيد بأسعار السلع الأساسية قبيل رمضان
شهدت الأسواق المحلية قفزة كبيرة في ارتفاع أسعار مادة الزيوت النباتية المستوردة خلال الفترة الماضية، ما زاد من تخوف المواطنين، من أن تطال هذه الارتفاعات باقي السلع الاساسية بسبب تداعيات الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، خاصة قبيل شهر رمضان.
ووصلت أسعار الزيوت النباتية خلال الفترة الماضية بنسب تراوحت ما بين 20% الى 38% ، بحسب دراسة أعدتها حماية المستهلك، الأمر الذي دفع وزارة الصناعة والتجارة مؤخرا الى تحديد أسعار الزيت بمختلف انواعه للمستهلك وفق حجم العبوة.
ممثل قطاع الصناعات الغذائية في غرفة صناعة الأردن محمد الجيطان يتوقع أن تشهد خلال الفترة المقبلة ارتفاعات على المزيد من السلع الاساسية نظرا للحرب الدائرة ما بين روسيا وأوكرانيا.
ويؤكد الجيطان ان "الحرب الاوكرانية الروسية ساهمت بزيادة ارتفاع اسعار مادة الزيت باعتبارهما مصدرا رئيسيا لتصدير هذه المادة، بجانب ارتفاع أسعار النفط، ومواد الخام، وكلف الشحن والنقل التي وصلت إلى أكثر من 11 ألف دولار بدلا من 2000 دولار للحاوية التي تبلغ سعتها 40 قدما.
هذه الارتفاعات يعتبرها الجيطان متوقعة، "نظرا لزيادة الطلب العالمي على الزيوت، الأمر الذي انعكس على الأسواق محليا، باعتبار ان الاردن جزء من هذا العام، والتأثير يعد أمرا طبيعيا بهذه الظروف".
في منشور عبر الفيسبوك لنقيب تجار المواد الغذائية خليل الحاج توفيق بأنه "لا صحة لما يدعيه البعض بأن الأسعار ارتفعت بسبب الحرب واذا كان الامر بهذه السهولة فكان من الاسهل رفع السكر والأرز بذريعة الحرب.
تقديرات وزارة الصناعة والتجارة فان الاردن يستورد قرابة 80 % من احتياجاته الغذائية، حيث يعتمد على الأسواق الخارجية في توفير معظم احتياجاته من المواد الأساسية والغذائية.
اجراءات حكومية للحد من ارتفاع مادة الزيت
للحد من هذه الارتفاعات لجأت المملكة الى منع واعادة تصدير سلع اساسية كغيرها من الدول، وذلك بهدف المحافظة على مخزونها الغذائي وتأمين احتياجات مواطنيها في الارتفاعات التي طرأت على الأسعار عالميا.
ويعتبر الجيطان بأن "قرار وقف التصدير غير مفاجيء، في كافة الدول بأزمات الحروب تلجأ الى وقف عملية التصدير، كما الحكومة الاردنية للمحافظة على المخزون لمواطنيها.
احتياطي المملكة من المخزون من مادة الزيت يكفي لمدة ثلاثة شهور، بجانب الشحنات القادمة بالطريق، ومن المتوقع أن تكون اسعارها مرتفعة عن الاسعار في الاسواق المحلية، نتيجة تأثره بالارتفاعات العالمية، بحسب غرفة تجارة الاردن.
رئيس جمعية مصدري منتجات الزيت والخبير الاقتصادي موسى الساكت، يؤكد ان تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية ستبقى مستمرة، الأمر الذي يعمق الازمات الاقتصادية.
ويشير الساكت إلى أن هناك مجموعة من الحلول التي يمكن أن تساهم بالتخفيف من تداعيات هذا ارتفاع الأسعار محليا، بينما دعا إلى تشكيل خلية ازمة أو لجنة مختصة لتخفيف التداعيات.
ونظرا لمواصلة ارتفاع أسعار النفط عالميا طالبت شركات التخليص ونقل البضائع، الحكومة بتمديد العمل ببلاغ الدفاع رقم 53 لنهاية العام الحالي، المتعلق بتحديد الحد الأعلى لكلف أجور نقل البضائع المستوردة إلى المملكة.
ويقول النقيب ضيف الله أبو عاقولة إن ارتفاع أسعار النفط عالميا والتي وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ 14 عاما لتلامس حاجز 139 دولارا للبرميل بسبب الأزمه الروسية الأوكرانية ساهمت بشكل كبير وارتفاع كلف الشحن والتي تنعكس على أسعار السلع.
ويشير إلى أن استمرار الأزمة سيؤثر على ارتفاع أسعار سلع أساسية وحتى في حال البحث عن أسواق بديلة ستكون أغلب الدول تبحث عن البدائل نفسها ما سيزيد من أسعارها .
هذا وكانت قد ارتفعت ارتفعت أجور الشحن البحري خلال جائحة كورونا، بسبب نقص الحاويات والاغلاقات وتأخر عودة الحاويات وترشيد العمل، بنسبة وصلت من 400 إلى 500% ما رفع أجور الحاوية الواصلة إلى العقبة لتصل من ألفي دولار إلى 10 - 12 ألف دولار.