اجتماع في الأردن لتعزيز البحث عن المفقودين
بدأت الثلاثاء في البحر الميت فعاليات اجتماع عمل الخبراء الدولي لمناقشة سبل تحسين البحث عن المفقودين، بمن فيهم ضحايا الاختفاء القسري، بمشاركة أكثر من 50 خبيرًا وممثلًا للضحايا من أنحاء العالم. وتنظم اللجنة الدولية للصليب الأحمر هذا الاجتماع يومي 3 و4 أيلول/سبتمبر بالشراكة مع المؤسسة السويسرية للسلام "سويس بيس" ومقرها بيرن بسويسرا.
وتقول رئيسة مشروع "البحث عن المفقودين" الذي أطلقته اللجنة الدولية، السيدة "كارولين دويليز": "استنادًا إلى خبرتنا الطويلة في هذا المجال نحن نعلم مدى احتياج العائلات لمعرفة ما حدث لأحبائها". وأضافت قائلة: "يأتي هذا الاجتماع في وقت مواتٍ، وذلك بالنظر إلى اعتماد مجلس الأمن الدولي في يونيو/حزيران القرار رقم 2474 بشأن المفقودين في النزاع المسلح، برعاية مشتركة من 69 دولة. لذا، يمكننا معًا أن نعمل من أجل تحسين البحث عن المفقودين عن طريق تبادل أفضل الممارسات ووضع خطوط إرشادية وتوصيات تقنية أفضل".
في نيسان/أبريل اعتمدت "اللجنة المعنية بحالات الاختفاء القسري" التابعة للأمم المتحدة "المبادئ التوجيهية للبحث عن الأشخاص المختفين"، وهي مَعلم مهمّ في هذه الجهود. ويناقش المشاركون في الاجتماع كيف يمكن لهذه المبادئ المساعدَة في توجيه البحث عن الأشخاص الذي فُقدوا لأسباب غير الاختفاء القسري، وكيف يمكن لنقاط محورية، مثل ضرورة إشراك العائلات أو أهمية الشروع في البحث عن المفقودين على الفور، أن تنفَّذ عمليًا على أفضل وجه.
وقالت رئيسة برنامج "التعامل مع الماضي" الذي تنفذه مؤسسة "سويس بيس"، السيدة "ليزا أوت": "تمثل المبادئ التوجيهية خطوة مهمة نحو توضيح الالتزامات بشأن البحث عن الأشخاص الذين اختفوا قسرًا. وتحديد كيف يمكن تنفيذ تلك المبادئ وتحديد أفضل الممارسات سيكونا مفتاح تحسين إجراءات البحث في العديد من المناطق".
وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في الأردن السيد "يورغ مونتاني": "إن العدد المتزايد للأشخاص المفقودين في الشرق الأوسط ليس سببه النزاعات الحديثة في سورية واليمن فحسب، ولكن أيضًا الحالات التي لم يُحدَّد مصيرها من نزاعات سابقة، مثل تلك الموجودة في العراق وإيران والكويت ولبنان". وأضاف السيد "مونتاني" قائلًا: "وتعاني عائلاتهم معاناة رهيبة. والاجتماع المنعقد في الأردن، بعد أقل من أسبوع من اليوم العالمي للمفقودين، هو بمثابة تذكير بأنه يجب علينا ألا ندخر وسعًا لإحراز تقدم في هذه القضية من أجلهم".
ومشروع "البحث عن المفقودين" الذي أطلقته اللجنة الدولية هو مبادرة مدتها أربع سنوات لإنشاء منصة ممارسة عالمية، ومعايير فنية مشتركة لمعالجة قضية المفقودين ودعم أسرهم على نحو أفضل. ويأتي الاجتماع في الأردن عقب حلقتي عمل عُقدتا في أنتيغوا بغواتيمالا في أيار/مايو، وفي سراييفو بالبوسنة والهرسك في تموز/يوليو. وقد ركزت حلقتا العمل، على التوالي، على جمع وتبادل المعلومات حول المهاجرين المفقودين، ودعم أسر المفقودين.
و"سويس بيس" هو معهد لبحوث السلام يركز على الممارسة العملية. ويساعد برنامج "التعامل مع الماضي"، إلى جانب اتحاد من منظمات المجتمع المدني يموله الاتحاد الأوروبي، "لجنة الأمم المتحدة المعنية بحالات الاختفاء القسري" على زيادة الوعي بمبادئها التوجيهية، ويوجه المناقشات حول سبل وضع تلك المبادئ موضع التنفيذ.