إفتتاح رياض الأطفال والتوسع في المدارس المهنية.. وجها تطوير التعليم في المئوية
يسطع الإنجاز كلما قارنا الماضي بالحاضر، فالمملكة كدولة نامية رغم ضغف الإمكانات ومطبات التنمية إستطاعت في عهودها الثلاث أن تقدم خطواتها في كل مجال، وكان من أبرزها مجالا يمثل ركيزة أساسية في بناء الدولة، ألا وهو قطاع التعليم، فمالذي تغير ..ما الملموس؟
بتتبع الخط الزمني لتلك العهود نستطيع القول أن امكانيات متواضعة بدأت بها في مرحلة تأسيس الإمارة عام ١٩٢١م في تاريخ مفصلي يترتب عليه ضغوطات سياسية ومادية، لتمضي سنوات قليلة ويتضاعف عدد المدارس ليصل 44 مدرسة عام 1924م، فيما كان في عهد التأسيس 23 مدرسة إبتدائية، وتتدرج الإنجازات حتى وقفت الدولة على قدميها بإنشاء أول وزارة للمعارف قبل الإستقلال عام 1940م، العام الذي وضع فيه نظاما للشهادة الثانوية، فكانت أول مدرسة مدرسة السلط الثانوية.
فروع مهنية وتطور ملحوظ
وبالحديث عن تضاعف عدد المدارس والتي كانت 958 مدرسة عام 1953م، إلى أن وصلت 7865 مدرسة منها 3865 مدرسة حكومية عام 2019م، تبرز أهمية جانبين حظيا بتوجيهات ملكية لتطويرهما كان لهما بصمة خاصة في تاريخ الأردن الحديث، تمثلا بالمدارس المهنية ورياض الأطفال، ليصل عدد المدارس المهنية في عهدنا الحالي إلى 203 مدارسة، موزعة على محافظات المملكة.
،مدير إدارة التعليم المهني الدكتور محمد الشعار يعلق على تطور التعليم المهني ونظرة في أفق المئوية بالقول: "كان لظاهرة نقص الأيدي العاملة المهرة دافعا قويا في توجه المملكة منذ خمسينيات القرن الماضي لرفد خطط التنمية بحاجتها من القوى العاملة المدربة، فكان التعليم الصناعي أول الأمر عام 1952م إلتحق به 70 طالبا، بعد عقد من الزمان بدأ التوسع وفتحت فروع أخرى تبعا لمتطلبات سوق العمل، فكان فرع الإقتصاد المنزلي عام 1965م وتلاه التجاري عام 1972م، فالزراعي والتمريضي أما أحدثها فالفرع الفندقي عام 1981م، حتى بلغت نسبة الملتحقين بالتعليم المهني للعام 2021م من المرحلة الثانوية ما مجموعه 12% من طلبة المملكة، منهم 14393 ألف من الذكور و12118 ألف إناث" ويعزو الشُّعار هذه الأعداد لإرتفاع الوعي المجتمعي بأهمية هذا النوع من التعليم؛ لما يفتح من فرص أمام الطلاب الخريجين من فرص عمل في الداخل والخارج.
وبمراجعة الأرقام كان الحضور طاغيا للذكور في المجال الصناعي لهذا العام ولأعوام مضت إذ بلغت نسبة الذكور في هذا الفرع 98% مقابل 1,5% إناث، وفي فرعي الزراعي والفندقي تفوق عدد الذكور على الإناث، تفاوت واضح يدعو الجهات المسؤولة لتكثيف الجهود لإنخراط الإناث في تلك الفروع.
رياض الأطفال الفكرة والإنجاز والتحدي
أما الجانب الذي تأخر بضع سنوات منذ إدراجه في مواد الدستور هو إنشاء رياض للأطفال في المدارس الحكومية، ففي قانون التربية والتعليم رقم 3 لعام 1994م المادة 8 الفقرة(ب) " تنشئ الوزارة رياض الأطفال في حدود إمكانياتها وفق خطة مرحلية" لتقر وزارة التربية والتعليم بعد هذا النص بعدة سنوات إنشاء رياض في المدارس الحكومية بعد أن كانت حكرا على التعليم الخاص، فكانت أول مرحلة رياض أطفال في مدارس المملكة عام 1999-2000م .
أم يارا أم لستة أبناء كان منهم أربعة على مقاعد الدراسة قبل إنشاء رياض الأطفال، تعلق على التحاق ابنتها بإحدى رياض الأطفال الحكومية بعد أعوام من إنشاءها بالقول" أشكر الله ألفا كان ولادي مظلومين فأبناء الجيران يرتادوا رياض أطفال خاصة، بينما تمنعنا حالتنا المادية من تحمل تكاليفها وإلحاقهم بها، أما بنتى يارا فكان الها الفرصة بالإلتحاق بالحكومية وهيك أقدر أحكي في مساواة في التعليم" فرحة أم يارا كفرحة آلاف الأسر الأردنية التي منعتهم ضيق ذات اليد من إلحاق أطفالهم برياض أطفال خاصة، كأقرانهم ذات زمان، ولكن ما أهمية هذه الرياض؟
تقول العين هيفا النجار" لقد أهتم جلالة الملك عبد الله الثاني بالطفولة المبكرة، فهي من أهم ملامح الوعي المجتمعي، فالمرحلة أساسية هامة في تجهيز الطفل وإعداده للمدرسة، وإكسابه مهارات حركية تفاعليه وتعلم مهارات المشاركة وتعديل السلوك بالتعلم باللعب، فضلا عن تقليل مشاعر الخوف" وتدعو النجار إلى الإستثمار في برنامج الطفولة المبكرة وفتح المزيد من رياض الأطفال لجعلها من التعليم الأساسي، ولكن هل هذا كاف؟ هنالك بعض التحديات أمام هذا الإنجاز فلليوم تعتذر إدارات المدارس الحكومية للأهالي إذا ما بلغ عدد الطلبة المسجلين الحد الأقصى للقبول - كما هو محدد من وزارة التربية والتعليم- مما يعني فوات المرحلة على عدد من الأطفال في هذه المرحلة!
وبهذا القدر من المعلومات يعد التعليم المهني ورياض الأطفال وجها تطوير العملية التعليمية في المملكة ، لا يمكن تجاوزهما، عليهما تبنى الكثير من الخطط المستقبلية ، والرؤى الملكية التي جاءت في الورقة السابعة لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين دعوة لتكون "مرحلة صناعة العقول والأيدي الماهرة والطاقات المنتجة كجوهر للنهضة"، وعلى حد تعبير الدكتور الشُّعار "لا مرحلة بدون إرهاصات ولا نجاح دون تغذية راجعة وتطوير مستمر".