إسرائيل تواجه معضلة في جنوب غزة ولن يكون لها نصر
تقرير مترجم عن الإعلام العبري - ترجمة يحيى مطالقة
إن تجدد إطلاق النار في غزة، يوم الجمعة الماضية، يضع المستوى السياسي في إسرائيل أمام سلسلة من المعضلات، أصعبها يتعلق بالأسرى. فما زالت فرحة الأسرى الـ 114 الذين تم إطلاق سراحهم تختلط مع القلق المتزايد بشأن الـ 136 الذين ما زالوا في غزة، معظمهم على قيد الحياة، وقد قُتلت أقلية منهم.
وتدعي إسرائيل أن معظم قادة حماس وربما معظم الأسرى يتواجدون في خان يونس ومحيطها. وحتى لو لم تعلن حماس ذلك، فإن المختطفين الباقين في غزة هم درع حي. ومع تركيز التفجيرات والقصف على هذه المنطقة، يزداد خطر تعرض الرهائن للأذى. وتعزز الأدلة التي قدمها الأسرى المفرج عنهم هذا القلق. وبطبيعة الحال، فإن الخطر سيكون أسوأ عدة مرات بمجرد فتح التحرك البري. وقد تزيد الكثافة السكانية أيضًا من ضعف المقاتلين.
وبحسب تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، هناك إنذار مزدوج هنا. الأول، الإنذار الذي وجهته إسرائيل لحماس: ما دامت القوات الجوية تقصف خان يونس، فمن الممكن وقف العملية والعودة إلى المفاوضات ووقف إطلاق النار. وبمجرد دخول الدبابات إلى المنطقة سيكون من الصعب جدًا العودة.
والثاني، إنذار الجيش الإسرائيلي لمجلس الحرب: بمجرد أن يعطي مجلس الوزراء الضوء الأخضر للعمل البري، سيكون من الصعب جدًا على الجيش الإسرائيلي أن يتوقف.
ووفقا للتقرير، فقد دخل الجيش الإسرائيلي خان يونس دون خطة لليوم التالي. وربما يكون هذا أمراً جيداً لعملية انتقامية، وليس خطوة تهدف إلى خدمة استراتيجية. فقد دخل منطقة مليئة بالنازحين من شمال قطاع غزة، بلا مأوى. ويضاف إليهم سكان خان يونس الذين دعاهم الجيش الإسرائيلي للتحرك جنوبا باتجاه رفح.
وتشير الأرقام التي تنشرها الأمم المتحدة كل يوم إلى خطر متزايد من انتشار الأوبئة وكارثة إنسانية.
صعوبة المهمة
ووفق الكاتب والمحلل السياسي في "يديعوت أحرونوت"، فإن أحد الدروس المستفادة من الأسابيع الثمانية الأولى من القتال، هو أنه ليس من السهل تطهير أراضي غزة من مقاتلي حماس."نقلا عن الإعلام العبري" فقد مضى 57 يوماً وما زالت الشجاعية تقاتل، وهناك جيوب مقاومة في الأحياء الأخرى أيضاً.
إن الساعة تدق أيضاً بسبب الضغوط الأمريكية، وأيضاً بسبب حالة السكان. ومن المشكوك فيه أن يكون أمام إسرائيل أكثر من أسبوعين؛ ومن المشكوك فيه أن يكون من الممكن خلال أسبوعين تحقيق الأهداف الطموحة التي أعلنها المستوى السياسي في بداية الحرب.
وقال برنيع "لا بد أن تتلقى حماس ضربة تحرمها من قدراتها، وهذا لا جدال فيه. لا يستطيع الجيش الإسرائيلي أن يتخطى معقل المسلحين في خان يونس. ولكن لن يكون هناك نصر: فمن الأفضل خفض التوقعات والمضي قدماً في أسرع وقت ممكن في عملية الشفاء وإعادة التأهيل، وفي المقام الأول إعادة المختطفين".
جبهة حزب الله اللبناني
وعلى الجبهة الشمالية، كانت هناك فرصة مؤكدة للتوصل إلى اتفاق بوساطة الأمريكيين والفرنسيين. ومن الممكن منح الحكومة اللبنانية أموال دولية، وسيوافق حزب الله على سحب قوة الرضوان إلى ما وراء نهر الليطاني. ولن يعيد بناء أبراج المراقبة والمواقع التي دمرها الجيش الإسرائيلي على الحدود (كما يطالب غالانت باستئناف تحليقات سلاح الجو في الأجواء اللبنانية). وتشير التجربة إلى أن هذا الترتيب سينتهك بعد أشهر أو سنوات، لكنه سيسمح للسكان بالعودة إلى منازلهم، بحسب برنيع.
جبهة الحوثيين
وهناك جبهة ثالثة، تتمثل بالحوثيين الذين يسيطرون على أغلب مناطق اليمن. وهم امتداد لإيران. ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، وهم يطلقون الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه إيلات، كما صادروا سفينة شحن تابعة لشركة يملكها رجل أعمال إسرائيلي، ويهددون بمصادرة المزيد من السفن.
وقبل أيام سُمعت أصوات انفجارات قوية في مستودعات الذخيرة التابعة لهم قرب صنعاء. دون معرفة عمن يقف وراء هذا العمل، لكن إذا كانت إسرائيل متورطة فيه، فسيُنظر إليه على أنه إشارة من نوع ما. وقبل الانفجار، قام الحوثيون بتوزيع مقاطع فيديو تظهر زيارات رجل مهم جدا إلى السفينة التي كانت مزينة بعلمي اليمن وفلسطين، وقام نموذج من الورق المقوى للسفينة برحلات استعراضية في شوارع صنعاء، وبعد الانفجار، استضافوا وفدا من حزب الله على متن السفينة، وسارعوا إلى نشر هذا الفيديو أيضاً، ولو كان هناك إشارات، فهي لم تكن كافية.