إذاعة في الأردنية وأخرى مرتقبة في البترا

إذاعة في الأردنية وأخرى مرتقبة في البترا
الرابط المختصر

تشرع الجامعة الأردنية في التحضير لإنشاء إذاعة محلية، يكون مقرها داخل الحرم الجامعي، ويغطي بثها مسافة 60 إلى 100 كم

وبهذا تنضم الجامعة الأردنية إلى جامعتي اليرموك في اربد والحسين بن طلال في معان، واللتين تملك كل منهما إذاعة داخل حرمها الجامعي.

الإذاعة يتوقع أن تبدأ البث خلال شهرين بحسب نائب رئيس الجامعة الأردنية للشؤون الإدارية د. صلاح جرار الذي بين أن الهدف من إنشاء الإذاعة هو "تعزيز العمل الثقافي داخل الجامعة، و توفير منبر للطلبة للتعبير عن أفكارهم وآرائهم، وتعزيز انتماء جيل الشباب للوطن إضافة إلى التعريف بمنجزات الجامعة."
 
وليست جامعة البترا الخاصة ببعيدة عن هذا الركب إذ يقول رئيس قسم الصحافة والإعلام في الجامعة الدكتور تيسير أبو عرجة أن الجامعة بصدد الإعداد لإنشاء إذاعة داخل حرمها الجامعي لما للإذاعة من دور مهم كحقل تدريبي للطلبة في مجال الصحافة والإعلام خاصة في ظل توجه الجامعة إلى تأسيس كلية مستقلة للإعلام يأخذ تخصص الإذاعة والتلفزيون حيزاً مهماُ فيها كقسم مستقل .
 
مدير إذاعة يرموك fm - التي تبث من داخل جامعة اليرموك- أكرم النيص قال أن الجامعة قررت إنشاء الإذاعة التي تم افتتاحها رسمياً في شباط من العام السابق "لخدمة الطلبة وتدريبهم وصقل مواهبهم وتجهيزهم لسوق العمل إضافة إلى التوجه للمجتمع المحلي."
 
وإذا كان الهدف الأساسي لإذاعتي اليرموك والبتراء تدريبياً، فإن إذاعة صوت الجنوب التي تبث من جامعة الحسين بن طلال في معان جاءت على خلفية مجموعة من الدراسات التي بينت تواضع مستوى الوعي الاجتماعي في الجوانب الثقافية والاقتصادية في المجتمع المحلي لمحافظة معان، مما ينعكس سلبا على التنمية وعلى علاقة أفراد هذا المجتمع مع المؤسسات العامة، إضافة إلى  مستوى التغير الاجتماعي والثقافي لديهم، بحسب د. باسم الطويسي المشرف على هذه الإذاعة.
 
طلبة: نريد إذاعة تهتم بمشاكلنا
 
" نحن بحاجة لإذاعة جامعية لأن قضايانا ومشاكلنا تختلف عن مشاكل الجامعات الأخرى،" تقول هدى، طالبة الحقوق في الجامعة الأردنية، وتؤيدها عفاف التي ترى أن " فكرة إنشاء إذاعة جامعية فكرة جميلة تعزز تعبير الطلبة عن أنفسهم، وتناول مشاكلهم وقضاياهم المختلفة، خاصة أن الإذاعات الأخرى لا تتناول هذه القضايا، وهي إن تناولتها تمر عليها مرور الكرام."
 
أما فاطمة فتخالفهم الرأي " الطالب الجامعي مشغول بدراسته بما فيه الكفاية، وليس لديه وقت لسماع إذاعة أو الانشغال بها."
 
وتطالب هدى أن يكون المشاركين في الإذاعة من الطلبة فقط " يجب أن يكون المشاركين في الإذاعة من طلاب الجامعة الأردنية فقط، لكي يطرحوا برامج تهم الطلبة."
 
كادر من الطلبة والأكاديميين والإعلاميين
 
نائب رئيس الجامعة الأردنية صلاح جرار أكد  أن هناك " عدة جهات ستسهم في تجهيز مواد الإذاعة تشمل الأساتذة وطلبة الدراسات العليا، إضافة إلى طلبة البكالوريس مبيناً أنه سيتم الإستعانة بخبراء عند الحاجة."
 
أما أبو عرجة فيقول أن " الطلبة هم الجسم الأساسي الذي سيشكل نواة هذه الإذاعة، كما يمكن للهيئة التدريسية العاملة في مجال تدريس مواد الإذاعة والتلفزيون أن تساهم إلى جانب الطلبة في تقديم مواد الإذاعة وإعدادها."
 
من جهته يقول الدكتور باسم  الطويسي " يتكون كادر الإذاعة من ثلاث فئات تشمل الموظفين الدائمين الذين تم تعيينهم لهذه الغاية من إعلاميين وجميعهم من الإناث، والمتطوعين من الجامعة من الموظفين الإداريين وأعضاء هيئة التدريس إضافة إلى متطوعين من المجتمع المحلي.
 
ويؤكد النيص أن جميع المواد التي تبث عبر أثير يرموك fm  "من إعداد الطلبة الذين يعملون بشكل تطوعي ويلتزمون في العمل الإذاعي" .
 
مضامين تنموية، اخبارية، ثقافية...
 
ستعمد الجامعة الأردنية إلى " عرض مقابلات مع أساتذة الجامعة للتعرف على انجازاتهم، إضافة إلى عقد مسابقات ثقافية، وقراءات شعرية وبث مناقشات رسائل الدكتوراه، واستعراض الكتب والأبحاث التي يؤلفها أعضاء الهيئة التدريسية."
 
ويؤكد جرار أن " الجامعة وجدت لتعلم الحرية، فإذا لم يكن المنبر الذي يعبر عن الجامعة منبراً للحرية فلا داعي له ."
 
أما البتراء فستنقل إذاعتها " فعاليات الجامعة إلى المجتمع، وتكون مكاناً لعقد اللقاءات والندوات وبث الآراء والمعلومات حول القضايا الثقافية والاجتماعية والفكرية المختلفة التي تملأ وقت الإذاعة بكل ما هو مفيد."
 
وتبث إذاعة يرموك fm برامج ثقافية وإخبارية، لمدة  24 ساعة يخصص منها 10 ساعات للبث المباشر والبرامج التفاعلية، أما  فترة الليل فتخصص للموسيقى" بحسب النيص الذي بين وجود توجه  لوضع برامج مسجلة في هذه الفترة لتقليل فترة بث الأغاني." 
وتشكل " المضامين التنموية التي تسهم في تحسين نوعية الحياة، وبناء وعي ايجابي والمساهمة في إحداث حراك اجتماعي وثقافي يسهم في التغيير نحو الأفضل."  مضمون ما تبثه إذاعة صوت الجنوب من مواد بحسب الطويسي، الذي يؤكد أن "هذه المضامين قد تشمل قضايا الطلبة، وعلاقة المجتمع المحلي مع الجامعة، والتي يتم التعامل معها بمنتهى الحرية، وتوفير كامل الاستقلالية للإذاعة."
 
حرية محدودة
 
" كان بإمكاننا أن نطرح الكثير من القضايا ولكن ضمن حدود بحيث لا يسمح لنا بالخروج عن إطار يحدده المسؤولين عن الإذاعة" يقول فلاح أبو فلاح الذي كان أحد الطلبة الذين عملوا لفترة في إذاعة صوت الجنوب في جامعة الحسين بن طلال
 
ويضيف أبو فلاح "لم يكن بإمكاننا طرح الموضوعات السياسية لأن الإذاعة مجتمعية وليست إخبارية، وكانت تخلو من نشرات الأخبار، " كان هناك برنامج واحد اسمه نقطة نظام، يعالج قضايا سياسية خفيفة، كما لم يكن هناك أحد يتابع قضايا الجامعة والطلبة."
 
ويضرب لنا أبو فلاح مثالاً عن حدود حرية العمل في الإذاعة "  كنت أعد أحد التقارير لبرنامج معين وقابلت شخصاً أبدى رأيه في الموضوع وعبر عن وجهة نظر مرفوضة من المسؤولين عن الإذاعة، وعندما تم " منتجة" التقرير، حذف كلام هذا الشخص منه ولم يسمح ببثه."
 
أما ليلاس الدلقموني والتي تعمل في إذاعة يرموك fm فتقدر نسبة الحرية الممنوحة للعاملين في الإذاعة ب 40 – 50% ، " نحن عندما نطرح أي موضوع يجب أن نرجع إلى المسؤول عنا، ولأن مقرنا في الجامعة لذلك يجب أن يوافق رئيس الجامعة على أي موضوع يتم مناقشته على الهواء."
 
وتتابع " أي موضوع يخص الجامعة من ناحية سلبية يمنع مناقشته، حتى لو كان هذا الموضوع يتعلق بمشكلة يعرف عنها الجميع،
وتضرب لنا مثالاً على ذلك " الاعتصام الذي قام به طلاب قسم الصحافة والإعلام في جامعة اليرموك ممنوع أن نتحدث عنه على الهواء على الرغم من أن جميع الصحف تناولته."
 
إذاعات تخدم المجتمع المحلي
 
ومع اختلاف أسباب التأسيس وأهدافه من إذاعة إلى أخرى فإن خدمة المجتمع المحلي المحيط بالجامعة كانت هدفاً يسعى الجميع إلى تحقيقه، فمدير يرموك fm  أكرم النيص، يؤكد أن الإذاعة تخاطب المجتمع المحلي الذي يساعد التوجه إليه الطالب على تعلم كيفية التعامل مع ما يحيط به من أهداف.
 
ويشاركه أبو عرجة الذي يعتبر أن الإذاعة يجب أن " تنطلق من مجتمع الجامعة إلى المجتمع المحلي بحيث تتفاعل معه وتكون في خدمته."
 
أما الطويسي فيؤكد أن الإذاعة جاءت "انطلاقاً من الدور التنموي للجامعات التي تعتبر تنمية المجتمع المحلي أحد أهدافها."
 
أستاذ  مادة الإعلام في جامعة الشرق الأوسط  للدراسات العليا الدكتور عزت حجاب قال أن تجربة الإذاعات الجامعية تجربة مميزة وضرورية وذلك لأنها تساعد على تطبيق المنهج العملي لطلبة الجامعة وبالذات طلبة الصحافة والإعلام ، مما يساعدهم عندما يتقدموا لسوق العمل، مزودين بالخبرة والمهارات
كما أن لها دور في خدمة المجتمع المحلي سواء طلبة الجامعة أو المجتمع المحيط بالجامعة وتطوير المجتمع وتلبية احتياجاته.
 
ويؤكد حجاب أن نجاح هذه التجربة لا يكتمل إلا بتوفير الحرية للطلبة العاملين بها لمناقشة القضايا المختلفة " إذا أردنا أن تنجح الإذاعة لا بد أن نعطيها الحرية."
 
كما يشجع حجاب على " وجود مهنيين يساعدون الهيئة التدريسية والطلبة في عملية إنتاج المواد الإذاعية وإعدادها،" وذلك لأن "الطلاب بحاجة إلى توجيه ليسهموا في تقديم خدمة إذاعية مميزة."