أين يقضي الوزراء إجازة عيد الفطر السعيد؟
يضع كثير من الوزراء "أيديهم على قلوبهم" وهم يغادرون في إجازات عيد الفطر السعيد، التي تستغرق بضعة أيام، فرياح الشائعات والأخبار تتلاطم وراءهم، وتهب كعواصف عاتية، وسط "تسونامي" يهدد سفينة الحكومة التي تسابق الزمن في محاولاتها للوصول إلى شاطئ الأمان.
وعلى الرغم من التهديد الجدي اللائح في الأفق لمستقبل الحكومة، وضع الوزراء مشاكلها ومشاكلهم على "الرف" مؤقتاً، مفضلين قضاء إجازة العيد التي تسغرق نحو أسبوع، خارج الوطن، بصحبة عائلاتهم، وفي أجواء تتصف بالهدوء والدعة والاحتفالية أيضاً.
رئيس الوزراء نادر الذهبي بعد الضجة التي أثيرت حول إجازته الأخيرة في أحد المنتجعات الأوروبية فضل أن يعود "عقباوي"، مقررا قضاء إجازته في ثغر الأردن الباسم، في خلوة منفردا على شاطئ البحر، مستعيدا صدى الذكريات الجميلة على الرمال الذهبية، وسيفكر طويلا في مصير الحكومة الذي سيتقرر كما يقال بعد العيد، سواء من حيث البقاء أو المغادرة، وربما يسأل: "متى كبا الجواد.. وأين؟".
وزير الداخلية نايف القاضي يصطحب عائلته إلى إحدى المنتجعات الأوروبية الجميلة، خاصة أنه تحمل أعباء شديدة منذ دخل القاضي في التعديل الوزاري شهر آذار المنصرم.
فوسط صخب المظاهرات والاعتصامات من العقبة إلى عجلون والمشاجرات الجماعية في الكرك والطيبة، والبيانات الحزبية وازدياد معدل الجرائم بكل أنواعها في الشهور الأخيرة، وإثارة قضايا سحب الجنسية في الإعلام، شعر القاضي إنه بحاجة إلى إجازة جاءت في وقتها، وأن أفضل الحلول هي الاستفادة منها بصحبة العائلة، خاصة مع ازدياد المشاغل حتى ساعات متأخرة من الليل يومياً.
في المقابل، يستعد وزير العدل أيمن عودة، الصامت دائماً، لقضاء إجازة متقشفة في أحد مصايف سوريا ولبنان، خاصة وهو يستعد للتحضير للدفاع عن مشاريع القوانين المهمة تحت القبة.
وزيرة السياحة والآثار مها الخطيب تستعد للرد على اندفاع المواطنين نحو السياحة الخارجية في طابا وشرم الشيخ وسوريا ولبنان، عبر قضاء أيام جميلة، في شواطئ العقبة الساحرة وتفقد الأوضاع والمرافق السياحية في المدينة التي بدأ الأردنيون يعزفون عن الاصطياف فيها إلى مدن أخرى في العالم بسبب ارتفاع أسعار الإقامة فيها.
وزير التنمية السياسية المهندس موسى المعايطة فقد "سبق الهنا" بسنة، حيث قضى إجازته في ربوع بودابست في المجر قبل أيام، ولكن إجازة العيد هذه المرة ستشمل مناطق "خشم العقاب" في الكرك، لزيارة أقاربة في قرى أدر وبيتر من أبناء عشائر المعايطة.
يشار إلى أن المعايطة "يساري الهوى" يظل يحن إلى دول أوروبا الشرقية السابقة وصداقاته فيها.
وزير المياه رائد أبو السعود، الذي بدأ يشعر بـ"عطش المواطنين" في القرى والأرياف البعيدة مع انطلاق بعض المظاهرات هنا وهناك، أجّل إجازة خارجية كان على وشك أن يأخذها بسبب المشاكل المائية، إضافة إلى أنه استفاد من إجازة سابقة بزيارة إحدى الولايات الأمريكية بعد المشاكل التي واجهت مشروع الديسي والبحرين.
مناكفون للوزير، تمنوا أن يكون معاليه قضى الإجازة في ولاية يوجد بها نهر المسيسيبي!.
وزير الزراعة سعيد المصري على موعد لرؤية أولاده بعد غياب طويل عنهم في فندق جميل على شواطئ العقبة، فهذه الفرصة الوحيدة له لاقتطاع إجازة من هموم وتعويضات ومطالب قطاع المزارعين، والمنع والسماح لشحنات اللحوم والمواد الأخرى.
وزير الصحة نايف الفايز لن يغادر الأردن لسبب بسيط؛ ليس في مقدوره أخذ إجازة خارجية أو داخلية بسبب "انفلونزا الخنازير" وارتفاع أعداد المصابين من الطلبة فيها.
الفايز سيبقى في منزله الذي حوله إلى ما يشبه غرفة العمليات، وعلى اتصال مباشر مع المستشفيات العامة، وأقسام الطوارئ.
إجازة الفايز ستكون لسويعات في مرابع عشائر الصخور في منجا والقسطل واللبن لمعايدة الأقارب والأهل.
ولكن الفايز لا يعرف كيف سيتعامل مع آلاف القبلات التي ستنهال على وجنتيه من المهنئين، وهو الذي نصح المواطنين باجتنابها.
وزيرالتربية والتعليم وليد المعاني المشغول بوضع خطط الرش والتعقيم للمدارس في عطلة الطلبة التي تستغرق أسبوعاً، ودراسة أفضل السبل لحماية طلاب المدارس عند عودتهم.
وسط ذلك، يتكتم عدد من الوزراء على خططهم وبرامجهم في إجازة عيد الفطر السعيد، وتتناثر الأخبار بأن ربع وزراء الحكومة سيغادرون في إجازات يمضونها في استراحة المحارب، لالتقاط الأنفاس، والعودة بهمة جديدة، من أجل خدمة الشعب.
وقد انقسم الوزراء لدينا في عيد الفطر إلى نوعين: أصلاء وبدلاء، والمخاوف التي تلوح تتركز على أن تكون هناك "إجازة جماعية" يرتاح فيها بعض الوزراء، وربما كلهم.. طويلا.











































