أزمة الإعلام: من حجب المواقع إلى تعليق "العرب اليوم"

أزمة الإعلام: من حجب المواقع إلى تعليق "العرب اليوم"
الرابط المختصر

سلطت الأحداث الإعلامية المتتابعة من حجب للمواقع الالكترونية وتعليق صدور صحيفة العرب اليوم والاعتداء على مقر صحيفة الحياة في عمان من قبل مسلحين، الضوء على واقع صناعة الإعلام والحريات الصحفية في الأردن.

الصحفي بـ"العرب اليوم" وليد حسني يرى أن قطاع الإعلام  دخل قلب أزمة الوجود في الشارع من ناحية التأثير والانتشار وفي ظل هذه المعطيات، مشيرا إلى أن ميزان الحريات  وحرية التعبير تحديدا آخذ بالانخفاض المستمر.

وأرجع حسني تراجع الحريات الصحفية لعلاقتها بالقوانين والتشريعات وعدم جدية الحكومات في التخفيف من رغبتها بالسيطرة القانونية على الصحافة وحرية التعبير، مما يصب في خانة التأثير سلبا على الحريات الصحفية ومحاصرة المؤسسات الإعلامية.

عضو معهد الصحافة الدولي داوود كتاب يربط بين الحريات الصحفية والحريات العامة وتوجه الدولة بمجال الإصلاح والديمقراطية وحقوق الإنسان، مشيرا إلى دخول الأردن في مرحلة انتقالية يتحسس بها لرغبات الشعب الأردني، وأخذ خطوات إيجابية في عملية الإصلاح، إلا أنه بعد مرور موجة الربيع العربي الأولى شعر باستقرار الوضع وعدم الحاجة للاستمرار بالإصلاح فتم تجميد المسيرة الإصلاحية، ما انعكس على الوضع الصحفي.

كما أن عدم استقلالية الإعلام وتراجع واحدة  من الصحف المستقلة أمر يشكل، بحسب كتاب، خطرا حقيقيا على قطاع الإعلام.

كما اعتبر كتاب أن أحد أسباب تراجع الحريات الصحفية هو اختلاف وجهات النظر للدول العالمية بالنسبة للأردن ووضعها الجيوسياسي.

وأضاف بأن مصالح هذه الدول ببقاء الوضع الأردني كما هو عليه يطغى على الرغبات الداخلية في مجال الإصلاح وحرية الصحافة.

"فسياسية الدولة الأردنية تستغل الوضع السياسي في دول الجوار لرفض القيام بأعمال تتعلق بالحريات بسبب اطمئنانها لعدم الضغط عليها في هذه المجالات"، يقول كتاب، الذي يرى أن الحريات الصحفية موضوع متغير ويعتمد على شجاعة أصحاب العلاقة وقدرتهم على إحداث ضغط حقيقي  واستمرارهم به للحصول على بعض المكاسب.

كما يشير كتاب إلى أن الوضع الإعلامي في الأردن سيبقى غير مستقر لمدة طويلة، على الرغم من قدرة المواطن حتى الآن على الوصول إلى المعلومة والتعبير عن الرأي بالمجمل سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو في بعض المنابر الإعلامية.

أزمة صناعة الإعلام وتهاويها في الأردن سببه، بحسب المدير تنفيذي لمركز حماية وحرية الصحافيين نضال منصور، المشكلات العديدة التي تعانيها البيئة الحاضنة لصناعة الإعلام، معتبراً انهيار العرب اليوم مقدمة لانهيار الصحافة المكتوبة.

"فاستخدام وتوظيف الحكومة للصحافة اليومية خلال السنوات الماضية هو ما أوصلنا لهذا الحال" على حد تعبير منصور.

وويضيف بأن "ترسيخ مفهوم الإفلات من العقاب طوال السنوات الماضية هو ما رفع من نسبة الانتهاكات على الصحفيين".

ودعا منصور إلى دعم صناعة الإعلام بشكل واضح عن طريق إعفاء مدخلات الإنتاج الصناعي من الضرائب وتخفيض ضريبة المبيعات على الإعلان.

كما طالب بالتعامل بحسم وحزم في ملاحقة المنتهكين لحرية الإعلام وتعديل البيئة التشريعية الحاضنة لحرية الإعلام حتى يتحرك الإعلام بفضاء حر حقيقي.

وحذّر منصور من تحصين الفاسدين واستبداد الدولة وعدم مراقبة أداء البرلمان والسلطة التنفيذية في حال استمر التعامل مع صناعة الإعلام بذات النهج مما يفقد الأردن مقومات الشفافية.

وعلى المستوى الخارجي، اعتبر منصور أن مؤشرات التقارير الدولية للأردن ستتجه من سيئ إلى أسوأ مما سيؤثر على المنح والعلاقات في قضية الديمقراطية بالعالم.

هذا وكان رئيس الوزراء عبد الله النسور قد أكد في وقت سابق التزام الحكومة الثابت بحرية الصحافة والتعبير عن الرأي واعتزاز الأردن بحرية الصحافة فيه، مشيرا إلى حفاظ الأردن على تصنيف «حر نسبيا» ضمن المؤشرات العالمية للديمقراطية.

أضف تعليقك