أردنيون يتحدون ارتفاع أسعار البندورة بـ"النكتة"

أردنيون يتحدون ارتفاع أسعار البندورة بـ"النكتة"
الرابط المختصر

لم يجد المواطن الأردني سوى النكتة لمواجهة ارتفاع أسعار البندورة التي وصلت لأرقام قياسية، اذ ناطحت أسعارها الدينارين.

يتندر احد المواطنين بالقول إن "قناة الأطفال طيور الجنة أعلنت انه سيتم منع بث أغنية أنا البندورة الحمرة مراعاة لشعور الشعب الأردني.. بسبب ارتفاع أسعار البندورة". بينما يقول أخر إن " التجار أصبحوا يغشون صندوق البندورة باستبدالها بالتفاح"!!

ولم تقتصر السخرية على ارتفاع أسعار البندورة على المواطن وحده فقد انبرت اقلام كتاب ساخرون لتناول ارتفاع أسعار البندورة للأسبوع الثاني على التوالي فقد كتب الكاتب الساخر احمد الزعبي مقالا قبيل ارتفاع أسعار البندورة تحت عنوان " كريّات الوطن الحمراء..كريّات الوطن الحمراء.." يقول فيه : حقيقة اشعر بالخجل مما يجري، واشعر بالخجل والتقصير تجاه هذه «المادة» تحديداَ التي رافقتنا حتى آخر قطرة حمراء من «زرّها» ، فسترت جوعنا ، وألهت أمعاءنا في سنين عجاف طوال، ونهتنا عن بوح شكوانا لغيرنا..فتنكّرنا لها وخذلناها في زمن الــ «كل شي بصير»..

يمضي الزعبي في مقاله قائلا "اشعر بالخجل مما يجري ، فمنذ وعينا على الدنيا و نحن دولة البندورة الأولى في المنطقة،لا ينافسنا سوق ، ولا يسبقنا بجودة الإنتاج أحد ، فوسفات، بوتاس، بندورة، هذا هو إنتاج الأردن ..أو على الأقل هذا ما تعلمناه في كتاب العلوم للصف الرابع قبل ربع قرن...ماذا تبقى الآن من الثالوث الإنتاجي!!..بعد ان سطا عليها الخصخصة و«تجار» الطماطم..

ويعتبر البندورة هي أكثر من سلعة أساسية ، هي هوية وطنية ، ورمز زراعي ، وعلامة فارقة في إنتاج الدولة ..بصراحة هي المادة الوحيدة التي كانت «تقوّي عيننا» في الروزنامات التجارية التي نوقعها مع الدول العربية فنجدها في أصغر أصغر دكّان في آخر آخر قرية خليجية ..

يختم "البندورة في ثقافتنا اخطر من ان تستورد، فهي كريات الوطن الحمراء التي تحمل أكسجين الكرامة الى خلايا الصبر ..لنعيش دون وجع الاختناق..

بينما يطلق همام رباع على البندورة اسم " الذهب الأحمر" في مقالة له في موقع تنفيس الساخر ، ويصف كيف قام لصان بسرقة هذا الذهب الاحمر من إحدى المركبات، مستذكرا أيام خلت كانت فيها البندورة في متناول اليد يقول " أذكر ذلك المنظر جيدا حين اشترى والدي في أحد الأعوام حوالي المائة (كيلو غرام) من البندورة - بسبب رخص ثمنها آنذاك – لكي نصنع منها رُبّ البندورة لنا ولأقاربنا وبعض الجيران أيضا،أذكر أن وجبتيّ الإفطار والعشاء كانت فيها السيادة حصريا لـ (قلاية البندورة) التي يعشقها جميع أفراد عائلتنا ولذلك كنا سعيدين جدا بهذه (الوجبة) برغم تكرارها ".

وتحت عنوان "حكاية حب عائلية مع وحدة حمرا" كتب كامل نصيرات واصفا علاقة العشق التي تربطه مع البندورة قائلا : فتّحتُ عيوني على محيّاك وعلى وجودكِ الآسر ؛ يا لُحمرة خدّيكِ يا شقيّة ..بل كنتُ أنام بين أحضانك طفلاً مليئاً بالتعب ..أتمدد بينك وفيك و فوقك ؛ ظهري إلى الأرض ووجهي للسماء ..وكنت أبني أحلامي حينها".

ولا يتوقف نصيرات عند هذا الحد من العشق ويزيد " في بداية الشقاء و الفقر حين كان أبي يخرج فجراً من أجلك : وين العزم يا أبو راتب ..كان يقول أبي : على إربد أو على عمان ..وما أبو راتب إلاّ والدي ؛ وما إربد وعمان إلا مكانان ليضعك هناك ويعود إلينا إما وجهاً مبتسماً ..أو وجهاً كحال الأردنيين بالكشرة ؛ وما يحدد ذلك إلا طريقة تلقي عمان وإربد لك وكميّة احترامهم لك ..

كنتُ أحملك على كتفي و ( أتنطّز ) ..ورغم طفولتي وجنوني الأول إلا إنك كنتِ تُشكّلين لي المخرجَ و المنفذ حين نفتقد الخبز الذي طالما افتقدناه ..وحين كنتُ أقف معك في الشارع طوال اليوم وأنا أحملك بين يديّ و أريكِ لكل السيارات المُتجهة ( هيك وهيك ) ..

وحين كبرتُ وتركك أبي مجبراً بسبب المرض ..لم يستغنِ عنك أحدٌ منا ..كان أبي يلتقيك في السوق ؛ وحينما كانت أمّي تقول لي : إلحق أبوك راح السوق ؛ اترك كل شيء من يدي وأجري إلى السوق ؛ ليس بحثاً عن والدي ؛ بل بحثٌ عنك أنت وآخذكِ منه قائلاً : اتركها إليْ ..

وكبرتُ أكثر : وأنت أنت ؛ لم تكبري إلا بمؤثرات الدُّهاة اللاعبين بالجينات ..حتى الجلوس معك صار ذا رهبة لا تدلّ على انسجام ؛ ونحن الطرف الضعيف في العلاقة معك ..بل نحن الطرف الأضعف ؛ ودلالك و غنجك هذه الأيام يستوجبك منك توضيحاً طارئاً : إنت شُفتي حالك علينا وإلا شو ؟؟

أيتها الشقية ..والله أحبك و ألف أحبك ..وأبي أهدر عمره في حبك ؛ وأمي تذوب في حبك ..وأبنائي الصغار الجُدد عوّدتهم على حبّك ..أرجوك لا تطلعي بالعالي ..فأنت منا ولنا ..وإن أسموك المجنونة في كل الدنيا فإنت عندنا عمار البيت يا حمرا يا بندورة..

و في ابيات شعرية يخاطب الكاتب همام الرباع البندورة قائلا:

صوني جمالكِ واحمراركِ عن يدي........فيدي أنا مفتونةٌ بهواكِ

حمراءُ ما بين الأيادي فارحمي ...... عبداً يُمَنّي النّفسَ أن يلقاكِ

بالله لا تترفّعي عن عاشق ٍ ........ بذل النّفيسَ ليحتمي بحماكِ

رفقاً أيا بندورتي بجيوبنا .............. رفقاً بقلب ِ مُتَيّم ٍ يهواكِ

أضف تعليقك