أحذر..سيارة الإسعاف خلفك

الرابط المختصر

ما أن تسمعها تطلق صفارتها الصارخة حتى أنك ستبادر بالابتعاد عن مسارها، وإن لم تستطع فالازدحامات المرورية ستوترك كي تبتعد عن طريقها..وطريق سيارة الإسعاف من مكان انطلاقها حتى مكان الحادث أو المراد الوصول إليه، طويلة وصعبة بفعل الازدحامات المرورية.

وعدد من الحالات الطارئة التي تنقل عبر سيارة الإسعاف تسوء حالتها وأحيانا تفقد حياتها إلى حين وصولها إلى المستشفى..
 
ويناشد مدراء مستشفيات أمانة عمان في الإسراع بتنفيذ دراسة من شأنها تخصيص مسرب لسيارات الإسعاف، ولم يخف مدير مستشفى البشير د. محمد الروابدة من تضرر حالات يتم نقلها عبر الإسعاف من جراء تأخر وصولها إلى المستشفى، "هناك حالات فقدت حياتها نتيجة تأخرها على الطريق، وتحديدا تلك التي تعاني من الجلطات حيث تؤثر فيها الدقيقة الواحدة".
 
لكن سيارات الإسعاف مجهزة بمعدات وأجهزة من شأنها أن تساعد "الحالة" على الاستمرار لفترة محددة..يعلق مدير مستشفى الجامعة الأردنية د. عبد الكريم القضاة.. "نعم مجهزة ولكن لفترة محدودة، والسيارات ليست مجهزة لأن يطول بقاء الحالة".
 
وصراع الوصول إلى المستشفى يكون على "نار".. ويعاني السائق من خوف كبير.."هي مسؤولية كبيرة، فإن وصلت على الموعد أكون طرفا في إنقاذ حياته، وإن تأخرت قليلا وانعكست حالته سلبا أشعر بتأنيب الضمير الذي يشعرني دوما أني ساهمت في موته"..هذا ما يلخصه سائق سيارة إسعاف مصطفى سعيد لدى حديثنا معه حول ظروف عمله.
 
"ما المانع من تخصيص مسرب خاص لسيارات الإسعاف" يتساءل مصطفى.."أتمنى على الأمانة أن تكون طرفا في إنقاذ حياة هؤلاء الناس والذي تؤثر فيهم  الثواني لا الدقيقة".
 
السيدة أم علي كانت عالقة في مصعد الضمان الاجتماعي هي وابنتها ورجل لأكثر من نصف ساعة، وما كان من الموظفين إلا الاتصال مع الدفاع المدني وبدوره أتى إلى المؤسسة في الضمان الاجتماعي، لكن بعد أن حاولوا الموظفين مرارا من فتح المصعد..تقول: "كدت اختنق، ولا أحد أتى من الدفاع المدني"..وتعلم السيدة أن "الازدحامات نالت من سيارة الإسعاف" متأخرة عن موعدها بحوالي 4 دقائق عن تلقيهم الاتصال من احتجاز ثلاثة مواطنين داخل مصعد المؤسسة في وادي صقرة.
 
وشارع وادي صقرة يعتبر واحدا من عدة شوارع رئيسة تشهد ازدحاما مروريا ضخما يوميا، إذ يعتبر بعرف سائق الإسعاف مصطفى "مشكلة كبيرة" يضاف إلى مشاكل أخرى "كشارع الملكة رانيا وشارع منطقة الحسين"..ولكن الازدحامات أينما كانت.."هناك الكثير من المواطنين يتيحوا لنا المجال كي نعبر وهناك مرغمين لا يستطيعوا بسبب الازدحامات وآخرون يتسابقون معنا ولا يمررونا".
 
وإن طبقت الأمانة هذه الدراسة فستؤثر إيجابا على جميع المستشفيات وتحديدا في أقسام الطوارئ، ويقول مدير مستشفى البشير أنهم يستقبلون حالات لا يستطيع الأطباء من خلالها من احتواء الحالة ما تتدهور صحتها وبالتالي تفارق الحياة.
 
"دقائق مكوث المصاب في سيارة الإسعاف ليست سهلة، ففيها قد يفقد جزء كبير من دمه وإذ ما تأخر فيكون قد تعرضت حياته للخطر"..ويناشد الدكتور الروابدة المواطنين لإعطاء سيارة الإسعاف الأولوية على الطرقات.
 
في حين يقول الدكتور قضاة أن سيارات الإسعاف ترغم على السير بطيئا بفعل الازدحام المروري، "أتأمل أن يكون هناك توجها واقعيا من الأمانة لتخصيص مسرب لسيارات الإسعاف، فما المانع".
 
 والطريق إلى مستشفى الجامعة الأردنية صعبة نظرا للازدحامات المرورية، حيث قامت المستشفى بتخصيص مسرب خاص لها عند مدخلها، "قمنا بتخصيص مسرب خاص لسيارة الإسعاف وهو ما يساعد السيارة على الوصول بأقصى سرعة ممكنة، ولكن أن يخصص مسرب للسيارة في شوارع عمان فهو لخطوة كبيرة".
 
مدير هندسة المرور في أمانة عمان، يوسف بورنو، يقول إن الأمانة لديها دراسات لم تنته منها بعد، "وهذه الدراسة ستخصص مسرب خاص لحافلات النقل العام، ومن الممكن لسيارات الإسعاف أن تستعمل هذه المسارب، وعلى أن لا يساء استعمالها من قبل السيارات الخصوصي".
 
حاليا، تعمل الأمانة على اختيار عينة من شوارع العاصمة عمان لأجل تخصيص مسرب خاص للنقل العام وتحديدا في شارع الملكة رانيا العبدالله.
 
وإلى حين تخرج دراسات الأمانة إلى الضوء يتساءل أحد سائقي سيارات الإسعاف "ما المانع أن يتعاون المواطن معنا ويتيح لنا المجال كي نمر بسرعة".   

أضف تعليقك