"السوق بخوف فيه ناس مش كويسه، مرات بشتغل وبضحكوا علي مابعطوني حقي وبحس بالقهر والظلم بس أنا أصغر من إني احاسبهم فبضل ساكت!" بهذه الكلمات وصف الطفل أحمد(12عام) بيئة عمله في مخيم البقعة في عمان حيث التقينا به، يعمل أحمد على عربة في السوق ويدرس في الوقت ذاته، في المنزل يخصص ساعات الفجر الأولى للدراسة، ويجمع درجات جيدة جدا.
تعرض أحمد لعدة إصابات خلال عمله وكانت أخطر إصابة له أثناء تنزيل إحدى البضائع من المركبات حيث سقط وتضررت قدماه بعدة جروح، ولم يتمكن حينها من الحصول على تدخل طبي مناسب بسبب الأوضاع الاقتصادية.
" أصعب شي بالشغل هو شغل "الحسبة" لأنه تحميل وتنزيل، وأوزان ثقيلة علي جسمي ما بقدر اتحملها وبصير ظهري يوجعني" يقول.
تعرف عمالة الأطفال بحسب الأمم المتحدة أنها "وضع عبء ثقيل على الأطفال وتعريض حياتهم للخطر، وحرمان الأطفال من التعليم أو طلب منهم تحمل العبء المزدوج المتمثل بالدراسة والعمل معاً".
مسؤولية تفوق قدرتهم النفسية والجسدية
علاء (12عام) ليس بأفضل حال من أحمد، فأثناء نقل الخردة على عربته في السوق تسببت قطعة حديد حادة بإصابته بقدمه، "ضليت أيام كثير ما أقدر أنام من وجع رجلي وطولت لطابت وأهلي ضلوا بدون مصاري وقتها" يعيل علاء أسرته المكونة من 9 أفراد بمفرده، منذ اليوم الأول الذي دخل والده الى السجن حمل علاء مسؤولية عائلته على عاتقه، وأصبحت بعد ذلك هذه المسؤولية سبباً في ترك مدرسته.
الآثار المترتبة على عمل الأطفال وخيمة لها تبعات آنية واخرى بعيدة المدى، "بخصوص الآثار الجسدية فإن الأطفال أكثر عرضة لإصابات العمل لأن بنيتهم الجسدية لا تتحمل العمل ومن هنا نلاحظ تعرض الكثير من الأطفال لإصابات مثل ضربة الشمس أو الجروح أو السقوط نتيجة العمل" الناشط بحقوق الطفل ومدير مشروع الحد من عمل الأطفال التابع لمنظمة انقاذ الطفل محمد السعيد.
يرى مدير المشروع محمد السعيد أن الآثار النفسية تترك اثراً أعمق على صحة الطفل بشكل عام، لأن الطفل يُعزل عن بيئته الطبيعية وأقرانه، ويتواجد مع أشخاص بالغين في بيئة غير مناسبة، مما يزيد من احتمالية تعرضه لأشكال مختلفة من العنف، جميعها تنعكس على صحته ونموه بشكل (سيؤثر)على بناء مستقبله وفرصه بالتعليم.
محمد السعيد "تتأثر سلوكيات الأطفال بالبيئة المحيطة، بحيث قد يصبح الطفل أكثر غضبا وإحباطا فضلا عن تعلمه سلوكيات سلبية من المحيطين به مثل التدخين او التعرض للإدمان"
الحماية الاجتماعية طوق النجاة
الحماية الاجتماعية كما عرفها معهد الأمم المتحدة لبحوث التنمية الاجتماعية هي حالة تهتم بالتغلب على الحالات التي تؤثر سلبًا على رفاهية الشعب، أي التغلب على الفقر والضعف وتعزيز قدرة الناس على إدارة المخاطر الاقتصادية والاجتماعية.
وتشكل الحماية الاجتماعية أحد السبل الأساسية للحد من تعرض الأسر للصدمات الاقتصادية، وبالتالي تبرز الحاجة الى تطوير خطط وبرامج فعالة للضمان الاجتماعي والرعاية الصحية والحماية من البطالة، ومن الضروري تصميم برامج تحويلات نقدية لاستهداف الأسر الأكثر عرضة لعمل الأطفال للحد من العمالة، حسب دراسة (عمل الأطفال في الدول العربية 2019)
تنفذ وزارة العمل حملات رُبعية متخصصة للتفتيش على عمالة الأطفال (4 حملات في السنة) موجهة لكافة المحافظات والقطاعات ومن ثم يتم متابعة الحالات المرصودة والمحولة على النظام الوطني الإلكتروني لمكافحة عمل الأطفال، ويتخذ المفتشون الإجراء القانوني المناسب إما بالمخالفة أو الإنذار بحق صاحب العمل كما أوضح الناطق الإعلامي لوزارة العمل جميل الفاضي
أما بخصوص الأطفال تابع" الأطفال يتم تحويلهم عن طريق النظام الإلكتروني الوطني إلى وزارة التربية والتعليم ووزارة التنمية الاجتماعية لتقوم كل جهة بالتعامل مع الحالة حسب اختصاصها، كما يتم إدارة كل حالة من حيث حاجتها للبرامج النفسية والتعليمية التي تقع عاتقها على وزارة التنمية الاجتماعية"
تواجه وزارة العمل مهمتين اثنتين هما زيادة عدد المفتشين من أجل القدرة على التغطية الجغرافية الفعالة، وإيجاد بديل ناجح وقابل للتطبيق بالنسبة إلى الأطفال الذين تم إخراجهم من أماكن عملهم، وذلك عن طريق تعويض الأسرة عن فقدان دخل كانت تعتمد عليه بشدة، فالأسر التي تعيش في حالة من الفقر تعتمد على أطفالها للحصول على دخل إضافي لتغطية احتياجاتها المعيشية الأساسية كالإيجار والطعام والفواتير كما أظهرت دراسة عمل الأطفال في الدول العربية 2019
يؤدي ضعف سياسات الحماية الاجتماعية الى ارتفاع نسب الأطفال العاملين بسبب انتشار الفقر واعتماد العائلات على الأجور التي تأتي عن طريق عمالة الأطفال، وبطبيعة الحال لا يتم تأمين وسائل حماية للعاملين في القطاعات الخطرة التي يعمل فيها الأطفال إضافة إلى جهل الأطفال بوسائل الحماية المطلوبة، وجهلهم بحقوقهم العمالية مما يؤدي إلى زيادة أشكال الاستغلال والتعسف، حسب ما أشارت دراسة (عمل الأطفال في الدول العربية 2019)
حقوق الطفل وفقاً للقانون الأردني
وفقًا لأحكام المادة 73 من قانون العمل الأردني لا يجوز بأي حال تشغيل الحدث الذي لم يكمل عامه السادس عشر بأي شكل من الأشكال، وبحسب اتفاقية حقوق الطفل التي أصدرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1989 فإن الطفل هو كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، وربط الحد الأدنى لسن العمل بسن إتمام الطفل تعليمه الإلزامي.
على الرغم من أن القانون الأردني يحظر تشغيل من هم تحت سن 16 عامًا، فإن معدلات عمالة الأطفال سجلت ازدياد ملحوظ خلال السنوات الماضية، وبحسب أحدث الإحصائيات المتوفرة في الأردن لعام 2016، التــي أعدتها منظمة العمل الدولية بالتعاون مـع دائرة الإحصاءات العامة ووزارة العمل؛ فـإن أكثـر مـن 75 ألـف طفل في الأردن منخرطون فــي مجال عمالة الأطفال، منهم 44 ألف يعملون بمهن خطرة، حسب المرصد العمالي الأردني (ورقة تقدير موقف 2021 بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال
لماذا يعمل الاطفال؟
الظروف المادية الصعبة والحروب وموجات اللجوء كلها عوامل تدفع الأطفال لإعالة أسرهم كما تؤدي عوامل مثل الجهل وغياب التعليم إلى إدماج الأطفال بشكل أكبر بسوق العمل، ولكن الفقر هو العامل الرئيسي بجانب التفاوت في المستويات الاقتصادية وازدياد البطالة حسب تقرير (توقعات تزايد أعداد الأطفال العاملين) بيت العمال 2020
محمد (15 عام)، " قبل 4 سنين اجى ابوي واعطاني هاي العرباية وحكالي انت المسؤول عن البيت، احنا 9 بالبيت إذا تركت الشغل يعني تركتهم" الطفل محمد لم يواجه صعوبة في العمل على العربة فحسب بل ايضا في الحفاظ عليها من السرقة أو التخريب "السوق كلو مشاكل ما في حد بحالة كثير بتنسرق عربايتي وبندخل بمشاكل وضرب عشان أقدر أرجع أخدها وكثير احيانا بكون الضرب على راسي وبتأذي كثير"
سجلت منظمة العمل الدولية ومنظمة اليونيسيف ارتفاعا ملحوظا فـي أعداد الأطفال العاملين في العالم خلال عام 2020 وصلت إلى 160 مليون طفل بزيادة قدرها 4.8 مليون طفل مقارنة مـع عام 2016، منهـم 79 مليونا يعملون فـي مهن خطرة حسب المرصد العمالي الأردني (ورقة تقدير موقف 2021 بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال)
ماهي الأعمال الخطرة؟
تتضمّن بعض الصناعات وأنواع العمل مخاطر معيّنة ولكن أيّ نوع من أنواع عمل الأطفال قد يكون أو يصبح خطيرًا وفقًا لشروط وظروف العمل، وكلّما زادت مخاطر العمل، تفاقمت تداعياته، ومن الممكن أن تسبّب طبيعة هذا العمل وتداعياته الضرر لصحةّ وسلامة وأخلاق الأطفال.
وبحسب منظمة العمل الدولية يجب الأخذ بعين الاعتبار بعض العناصر عند تحديد العمل الخطر وتتضمن:
- العمل الذي يعرّض الأطفال للعنف الجسدي والنفسي والجنسي.
- العمل تحت الأرض أو تحت المياه أو على ارتفاع خطير أو في مساحات محصورة.
- العمل باستخدام الآلات والأجهزة والأدوات الخطيرة أو الذي يتضمّن حمل أو نقل الحمولات الثقيلة.
- العمل في بيئة غير صحيةّ قد تُعرّض الأطفال مثلًا لمواد أو أدوات أو عمليات خطرة أو لدرجات حرارة أو مستويات ضجيج أو ذبذبات تعرض صحّتهم للخطر.
- العمل في ظلّ شروط وظروف صعبة مثل العمل لساعات طويلة أو العمل الليلي أو الذي يؤدّي إلى احتجاز الطفل في مكان العمل.
في دراسة أجرتها منظمة العمل الدولية هناك 4 قطاعات تمثل الحصة الأكبر من عمالة الأطفال في جميع أنحاء العالم، التوزيع النسبي للأطفال من سن 5 إلى 17 سنة في عمالة الأطفال حسب قطاع النشاط الاقتصادي في الرسوم البيانية في الأسفل لعام 2020
حسب منظمة العمل الدولية، 1من كل 10 أطفال في العالم يعمل، نصفهم يعملون أعمال خطرة، في الأسفل رسم بياني يوضح توزيع الأطفال العاملين حسب المنطقة العربية ونسبة الأطفال الذين يعملون منهم في المهن الخطرة لعام 2020
ساعات العمل
قبل 10 سنوات كان رامي (16عام) لا يحمل على عاتقه إلا عبئ واجباته المدرسية وبعد انفصال والديه اضطر لحمل مسؤولية أسرته، "انا وأخوي شادي (12 عاما) بنطلع على الشغل من الساعة 6 الصبح وبنضل لآخر الليل" يعمل رامي وشقيقه الأصغر شادي على عربتين في السوق في التحميل والتنزيل.
يقضي الأخوان أكثر من 12 ساعة يوميا في العمل منذ ست سنوات، ويجمعان ما يقارب 150-200 دينار شهريا لإعالة أسرتهم، يقول رامي "مره دخلت برجلي قزازة كبيرة خلتني ما اقدر اشتغل لفترة طويلة وقتها شادي سد مكاني وصرف على البيت عشان هيك ما بنقدر نستغني عن بعض بالشغل"، يرغب شادي بالالتحاق بالمدرسة ولكن بسبب ساعات العمل الطويلة والدخل المحدود يرى أن استكمال دراسته هو حلم من الصعب أن يتحقق
(73%) من الأطفال يعملون لستة أو سبعة أيام بالأسبوع بعدد ساعات عمل يتراوح بين (4-8) ساعات يوميا وبأجر يومي يتراوح بين (4-7) دولارات يوميا بحسب دراسة صادرة عن جامعة الدول العربية عام 2019 بعنوان عمل الأطفال في الدول العربية دراسة نوعية وكمية.
مستقبل الأطفال العاملين في الأردن
عالميا، تنسجم التشريعات الأردنية إلى حد ما مع الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بإلغاء والحد من عمالة الأطفال، أهمها، اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة عام 1989 التي دخلت حيز التنفيذ عام 1990، إلى جانب بعـض اتفاقيات منظمة العمل الدولية المتمثلة فـي اتفاقية الحد الأدنى لسن العمل رقم 138، واتفاقية حظر أسوأ أشكال عمل الأطفال رقم 182، اتفاقية العمل الجبري رقـم 29 حسب المرصد العمالي الأردني (ورقة تقدير موقف2021 بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال)
أما على الصعيد الحكومي في الأردن تم إنشاء استراتيجية وطنية للحد من عمل الأطفال 2022-2030 وتم تحديث هذه الاستراتيجية وخطتها التنفيذية من قبل الفريق الوطني لتحديث الاستراتيجية برئاسة وزارة العمل وتم اعتمادها من قبل مجلس الوزراء في تاريخ 6\26\2022 حسب ما صرح الناطق الاعلامي باسم وزارة العمل جميل القاضي.
ولكن لا تعتبر الإجراءات التي تتولاها وزارة العمل بحق أصحاب العمل ومعاقبتهم حلاً نهائيا لمعالجة مشكلة عمل الأطفال بناء على تقرير (توقعات تزايد أعداد الأطفال العاملين) بيت العمال 2020، تبين أن فقر الأسرة وضعف إمكاناتها المادية يقف خلف معظم حالات عمل الأطفال، الأمر الذي يتطلب جهود مكثفة للتعامل مع هذه القضية من هذا الجانب، بتوفير الخدمات والبرامج التي تحارب الفقر وأسبابه وبشكل خاص بتوفير بدائل اقتصادية للأسر.
وقـد أشار تقرير صادر عـن البنك الدولي لعام 2020، إلـى أن نسبة الفقر المدقع فـي الأردن ستصبح 27 بالمئة مـن مجمل السكان، الأمر الذي يعني تزايد فرص انخراط المزيد مـن الأطفال فـي سوق العمل، إذ تزداد حاجت الأسر للدخل، الـذي يعتبـر فـي الأردن منخفضـاً فـي الأساس حسب المرصد العمالي الأردني (ورقة تقدير موقف2021 بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال)
ومن ناحية أخرى قدمت الدراسة الصادرة عن جامعة الدول العربية عام 2019 بعنوان عمل الأطفال في الدول العربية دراسة نوعية وكمية مجموعة توصيات للحد من عمل الأطفال من ضمنها توفير الحماية الاجتماعية للطفل لتجنب دخول الطفل سياقات العمل في سن مبكرة، ومن أهم الأمور التي يجب السعي نحوها في الخطوة القادمة هي تعزيز قدرة المسؤولين عن عمالة الأطفال وزيادة عددهم، ورفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي للأسر.
الأطفال الخمسة الذين قابلناهم في سوق مخيم البقعة جميعهم يعملون منذ أكثر من 4 سنوات، ولم يعرض عليهم أي نوع من المساعدات الحقيقية التي من شأنها أن تبتر أسباب عملهم، ويقول بهذا الشأن مدير مشروع الحد من عمالة الأطفال محمد السعيد "الطريقة الأنسب لحمايتهم تكمن في التدخلات المتعلقة بجذور مشكلة عمل الأطفال والتي قد يكون لها علاقة بالفقر في أحيان وأحيان أخرى الثقافة الاجتماعية أو غياب المعيل ولذلك يجب وضع برنامج إدارة حالة لكل حالة طفل وفق خصوصيتها واحتياجاتها وإيجاد الحلول الأسباب الكامنة وراء عمل الأطفال" ويوصي مدير المشروع برفع الوعي المجتمعي لمخاطر عمل الأطفال وأهمية التعليم للمجتمعات التي تكثر فيها ظاهرة عمالة الأطفال.
ويرى محمد السعيد إن المجتمع المحلي ومقدمي الخدمات سواء الحكومية أو مجتمع مدني عليهم السعي لتحقيق التشاركية والتكاملية فيما بينهم وما بين الأسر، لوضع برامج وخطط مستدامة لمعالجة هذه الظاهرة وحماية الأطفال وتمكينهم من استكمال تعليمهم وضمان تمتعهم بكافة حقوقهم كأطفال.
المراجع
-المرصد العمالي الأردني (ورقة تقدير موقف2021 بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال)
http://labor-watch.net/ar/paper/20454
- (الدراسة الصادرة عن جامعة الدول العربية بعنوان عمل الأطفال في الدول العربية دراسة نوعية وكمية 2019)
https://www.fao.org/3/ca3190ar/ca3190ar.pdf
-تقرير (توقعات تزايد أعداد الأطفال العاملين) بيت العمال 2020
https://www.workershouse.org/%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1/%D8%B9%D9%85%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86
-منظمة العمل الدولية، توزيع الأطفال العاملين حسب المنطقة العربية ونسبة الاطفال الذين يعملون منهم في المهن الخطرة لعام 2020
https://www.ilo.org/ipec/ChildlabourstatisticsSIMPOC/WCMS_817699/lang--en/index.htm
- منظمة العمل الدولية، التوزيع النسبي للأطفال من سن 5 إلى 17 سنة في عمالة الأطفال حسب قطاع النشاط الاقتصادي عام 2020
https://www.ilo.org/ipec/ChildlabourstatisticsSIMPOC/WCMS_817701/lang--en/index.htm