"أبو السعيد" مرشح " شوفرية التكاسي" للبرلمان
عماد محمد سعيد العتيبي أحد ـ "853" مرشحا للانتخابات النيابية، ما زال يمارس عمله اليومي كسائق تاكسي في الزرقاء بعد أن قرر خوض الانتخابات النيابية ليتمكن من خلال "الكرسي" أن يوصل صوت عشرات الآلاف من عمال و سائقي المركبات العمومي لقبة البرلمان.
"أبو السعيد "مرشح الطبقة الكادحة " هكذا يعرف عن نفسه الذي ما زال يبحث عن مقر انتخابي له، والقاطن في حي قصر شبيب في مدينة الزرقاء، حاملا على عاتقه هم إيصال صوت أكثر من 100 ألف سائق عمومي من جميع محافظات المملكة ليكون هو أول مرشح بمهنة سائق تاكسي عمومي يترشح لمجلس النواب 2010 عن الدائرة الأولى في الزرقاء .
وتعبيرا عن هموم زملائه من العمال والموظفين وسائقي السيارات العمومي الكادحين اختار "لقمة العيش ..وكفى شعارات " شعارا لحملته الانتخابية التي لم تحتضن أعمدة الكهرباء في أحياء الزرقاء صور ويافطات المرشح العتيبي .
العتيبي الحاصل على شهادة الثانوية العامة والجندي السابق في الجيش الكويتي عندما عاد إلى الأردن بعد الغزو العراقي للكويت 1990حلم بالترشح لمجلس النواب لكن مهنته كسائق تاكسي وجهده المبذول من أجل توفير لقمة عيش لعائلته وتعليم أبنائه ( ولدين وبنتين) كان هو أقصى ما أراد لكن الظروف تغيرت ,
تقدم العتيبي للترشح مع 85 مرشحا للجنة المركزية للانتخابات بالزرقاء وعن ترشحه قال لعمان نت "إن سواقين العمومي ومنهم التاكسي لديهم مطالب رئيسة أبرزها الضمان الاجتماعي، التأمين الصحي وتوفير الرعاية الطبية، ففي حال تعرض السائق لحادث سير لم يكن سببا فيه وأصيب بإصابة جسيمة أو عاهة فإنه لا يستطيع العمل والكد على عائلته أو حتى في حالات "تضمين" وقع حادث سير كان متسببا فيه فإنه يفقد حقه في العمل ولا يتعرف عليه صاحب التاكسي، وما يحصله من تأمين هو مبلغ 4 آلاف دينار وهذا لا يكفي تكاليف العلاج الطويل .
وعن نفسه أوضح "أنا مرشح الطبقة الكادحة، فسكان الحي لم يعلموا عن ترشحي إلا من خلال عمي، ومنهم من أبلغني بأنهم لم ينتخب من قبل لكنه سينتخبني والسبب في ذلك السمعة الطيبة وتعامله مع أهل الحي فهو بالكاد يستطيع أن يدبر أمر عائلته وما أستطيع من عمل للخير أو مساعدة فلا أبخل فيها " .
هذا الترشيح أسعد سائقي التاكسي زملاءه في العمل والمهنة معلقين على ذلك "الحمد لله في نائب سوف يمثلنا في مجلس النواب وينقل مطالبنا واحتجاجاتنا إذ كان هذا الأمر مفروضا في المجالس النيابية السابقة، فسائق التاكسي هو الأقرب إلى المواطن ونبض الشارع، ومستمع جيد لركاب التاكسي لقضاياهم وقصصهم ومشاكلهم فهو الشخص الذي يفضفضون له عندما تغلق الأبواب أمام وجوه البعض ".
قال العتيبي "إن زوجته تفاجأت بقرار الترشيح لكنها اليوم تؤازره وتدعمه من خلال لقائها بالجارات وأقاربهن وكذلك زملائي ومن ليسوا في دائرتي الانتخابية أكدوا على طبيهم من أقارب لهم ممن يسكنون الدائرة الأولى في الزرقاء ترشيحي ".
أصدقاء العتيبي "أبو السعيد " الذين يلتقونه يوميا في مطعم أبو بكر في جبل الحسين وقت الغداء لا يشعرون بأن صديقهم المرشح سوف "يتعالى عليهم يوما ما "على حد قول العتيبي الذي يرى بهم الأصدقاء .
وعن موقفه من حكومة سمير الرفاعي قال "لو فزت بالنيباة سأعطي الثقة لحكومة الرفاعي وذلك لمحاولته الجاهدة في حل مشكلة الغلاء التي نعاني منها، فالتصريحات تشير إلى أن الغلاء عالمي وهنه المواد الغذائية مخزنة في المخازن ويتحكم بها التجار وهم مشكلة الغلاء .
وكان لإعلانه عن ترشيح نفسه أمام أصدقائه صدى واسع حتى أن الكثير لم يصدق ما يسمع وعن ذلك أوضح العتيبي " الذي يري أن من يخوض الانتخابات عليه أن يدفع أكثر من 200 ألف دينار وكل ما أملك هو مبلغ 1500 دينار دفعت من المبلغ رسوم التسجيل للانتخابات وأنا أقل المرشحين ماديا ".
أما فيما يتعلق بالناخبين الإسلاميين له فقال "إن أحد سكان الحي من الإسلاميين أكد له التزامهم بقرار حزب جبهة العمل الإسلامي وجماعة الاخوان المسلمين بالمقاطعة ومحاكمة كل من لا يلتزم باالقرار ".
العتيبي علق الفوز بالانتخابات أو الخسارة بيد الله قائلا "كل شي بيد ربنا الفوز أو الخسارة لكن إذا حالفني الحظ فإن أول ما سأقوم به هو المطالبة بوزارة التموين للحد من ارتفاع الأسعار، فهذه الوزارة ضرورية لنا ..نحن الطبقة المعدومة لتحافظ على سعر أبسط المواد الغذائية كسعر التونة والسردين والحمص والفول ..".
لم يتسن للعتيبي بعد تعليق اليافطات والصور فالمصور عندما علم بأنه مرشح طالبه بمبلغ 50 دينار للصورة الديجتال على الرغم من أن سعرها في السوق لا يتجاوز الدينارين . ومع هذا ما زال العتيبي يواصل عمله كسائق تاكسي في عمان كون المواطنين في عملهم في الصباح .
ويتوقع العتيبي أن يفتتح مقره الانتخابي يوم الجمعة المقبل للإعلان عن برنامجه الانتخابي ولقاء ناخبيه في ديوان أوشقة في ذات الحي الذي يقطن به وذلك لعدم توفر مساحة كافية لإقامة مقر انتخابي مشيرا إلى أن بعض المرشحين أخذوا من مواقف السيارات مقرات انتخابية لهم .
ويأمل العتيبي الذي مارس مهنته منذ 13 عاما بالفوز، فمبادرته شخصية ولم يطلب منه زملائه السواقين الترشح إلا أن همومهم دفعته للترشح .