بدات في عمان الثلاثاء فعاليات (مؤتمر الهندسة الكهربائية والإلكترونية الدولي السابع) الذي تنظمه نقابة المهندسين بالتعاون مع معهد المهندسين الكهربائيين البريطاني ومعهد المهندسين الكهربائيين والالكترونيين الأميركيين.

وقال وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور خالد طوقان في الافتتاح ان ارتفاع اسعار النفط والمشتقات النفطية في الاسواق العالمية كان له اثاره السلبية على الواقع الاقتصادي والاجتماعي في الاردن نتيجة للكلفة العالية لاستيراد النفط والمشتقات النفطية  وللدعم المالي الكبير للمشتقات النفطية المباعة في السوق المحلي.

وقال ان تكلفة الطاقة المستوردة في الاردن لعام 2010 قد تجاوزت 6ر3 مليار دولار تشكل ما نسبته 5ر13 بالمئة من قيمة الناتج المحلي الاجمالي لعام 2010 بالاضافة الى حجم الاستثمار اللازم في صناعة الطاقة ومنشاتها والمقدر بحوالي 280 مليون دولار سنويا.

ولمواجهة هذا الوضع وتاثيراته المباشرة على التنمية فقد تم تبني سياسة واستراتيجية واضحة في قطاع الطاقة تهدف اساسا الى تحقيق امن التزود بالطاقة من خلال التنوع في مصادر واشكال الطاقة المستوردة وتطوير مصادر الطاقة المحلية التقليدية والمتجددة واستغلالها وادخال التكنولوجيا النووية كاحد بدائل التزود بالطاقة الكهربائية واستغلال الصخر الزيتي.

واشار في هذا السياق الى موضوع تحرير اسواق الطاقة بما فيها سوق المشتقات النفطية والكهرباء وتهيئة الفرص للقطاع الخاص وتشجيعه للاستثمار في مشاريع البنى التحتية لقطاع الطاقة وكذلك تعزيز مشاريع الربط الاقليمي للطاقة وتعظيم الاستفادة منها وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة في كافة القطاعات. وهي سياسات تكاملية نعمل الان على تنفيذ محاورها ضمن برامج واليات عمل واضحة ومحدده.

وقال الوزير طوقان ان من اهم محاور سياسة الطاقة في الاردن دعم مشاريع الربط الاقليمي للطاقة كمشروع خط الغاز العربي ومشروع الربط الكهربائي وتعظيم الاستفادة منها وهي مشاريع تعتبر من الانجازات الهامة للتعاون العربي في مجال الطاقة.

وبهذا الخصوص قال ان الاردن عمل بالتعاون مع عدد من الدول العربية الشقيقة على تنفيذ مشروع خط الغاز العربي وعلى مراحل ابتداءً من مصر مرورا بالاردن الى سوريا وصولا الى الحدود السورية اللبنانية والحدود السورية التركية ليتم ربطه لاحقا مع الشبكة التركية للغاز وقد تم البدء بتزويد الغاز الطبيعي لمحطات توليد الكهرباء في المملكة اعتبارا من عام 2003 واصبح الان حوالي (80 بالمئة) من الطاقة الكهربائية المولدة في المملكة من الغاز الطبيعي.

كما يشارك الاردن كلا من مصر والعراق ولبنان وسوريا وتركيا وليبيا وفلسطين في مشروع الربط الكهربائي الثماني الذي يعتبر من اهم مشاريع الربط الكهربائي في المنطقة العربيةالذي يشكل النواة الاساسية لربط دول المشرق العربي بعضها ببعض وربطها في نفس الوقت بدول المغرب العربي عبر الربط الكهربائي الاردني المصري.

كما يشمل المشروع ربط الدول العربية باوروبا عبر الربط السوري التركي والربط المغربي الاسباني. مشيرا الى انه يجري حاليا تبادل الطاقة الكهربائية عبر الشبكة الاردنية المصرية والشبكة الاردنية السورية  وبشكل يومي وعلى مدار الساعة.

من جانبه قال نقيب المهندسين عبدالله عبيدات ان المؤتمر الذي يعقد للعام السابع على التوالي يهدف الى رفع المستوى العلمي للمهندسين الأردنيين والارتقاء بمهنة الهندسة من خلال الالتقاء بنظرائهم من المهندسين والباحثين و والمتخصصين والإطلاع على التجارية العالمية والتطورات في مهنة الهندسة من خلال ورش العمل.

واضاف ان المؤتمر يشكل لبنة إضافية للجهود العلمية التي تضطلع بها نقابة المهندسين بهدف الارتقاء بالعمل الهندسي والمهني ووضع المهندس الأردني بصورة آخر ما يستجد من تقنيات وتطورات علمية وعملية للنهوض بالمستوى المهني للمهندسين الأردنيين و الذي ينعكس إيجابا على المجتمع الأردني تطورا و حداثة و مدنية.

وقال ان نقابة المهندسين الأردنيين التي تعد من النقابات الرائدة في المملكة في مجال تنظيم المهن وخدمة أعضائها وعددهم حوالي 89 الفا من مختلف التخصصات تلعب دوراً بارزاً في رفع مستوى المهندس والذي يعتبر عاملاً هاماً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، وتسعى النقابة بكافة السبل إلى تحسين الظروف المعيشية والاقتصادية والتعليمية والتدريبية للمهندس سعياً منها  إلى الارتقاء بمستوى المهندس ومهنة الهندسة .

واشار عبيدات الى إن قطاعات الهندسة الكهربائية والإلكترونية تشكل جانباً هاماً وأساسا في البنى التحتية اللازمة لتطوير قطاعات الوطن المختلفة الأمر الذي يحتم علينا مواكبة ما يستجد من مواضيع حساسة في هذا المجال وما يستجد من تقدم وتطور علمي وعملي.

من جهته قال رئيس شعبة الهندسة الكهربائية في النقابة المهندس عبدالمجيد البشايرة ان الكهرباء تشكل عنصرا مهما وحيويا في حياة الامم باعتبارها اساسا في نمو وتطور القطاعات الاقتصادية والاجتماعية .

واضاف ان التسارع الهائل في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وبرمجيات الحاسوب والانتشار المتنامي لاستخدام شبكة الانترنت قد ادت الى الى احداث تغيرات جذرية وقفزات نوعية في مختلف المجالات.

بدوره قال رئيس المؤتمر الدكتور ابراهيم غريب ان المؤتمر يعقد تحت عنوان (اعتلاء الموجة نحو تخصص ونوعية افضل) حيث جزأت اللجنة المنظمة المؤتمر الى اربعة محاور في ورش عمل متخصصة تغطي اطياف الهندسة الكهربائية من خلال 56 ورقة عمل علمية متخصصة من 26 دولة.

ويناقش المشاركون على مدى ثلاثة ايام ستة وخمسين ورقة علمية محكمه عالمياَ من أصل139 ورقة بحثية قدمت للمؤتمر، بالاضافة الى 8 محاضرات رئيسة متخصصة في احدث ما توصل اليه علم الكهرباء والالكترونيات يقدمها نخبه من العلماء والخبراء المعروفين عالمياً كما يعقد على هامش المؤتمر ورشات عمل متخصصة تغطي محاوره الرئيسية.

ويشارك في المؤتمر متخصصون من 20 دولة عربية واجنبية هي الجزائر ومصر والعراق والاردن وفلسطين وليبيا وقطر والسعودية وسوريا والامارات فيما يشارك من الدول الاجنبية استراليا وكندا والتشيك وفرنسا وايران وماليزيا وباكستان وتركيا وبريطانيا واميركا.

وافتتح الوزير طوقان على المعرض المقام على هامش المؤتمر بمشاركة35 شركة متخصصة تقدم احدث المنتجات في مجال الهندسة الكهربائية والالكترونية.