ماذا تعرف عن مرض حساسية القمح ؟

تعيش الأربعينية هازار، مع مرض حساسية القمح منذ سن العشرين، الأمر الذي جعلها تواجه العديد من التحديات كغيرها من الأشخاص الذين يعانون من ذات المرض والذين يصل عددهم إلى نحو 120 ألف مريض.

بدأت رحلة هازار بعد معاناة طويلة من الأعراض غير المفسرة، ليتم تشخيصها في وقت متأخر بأنها تعاني من حساسية القمح، الأمر الذي جعلها تتعايش مع هذا المرض الذي يتطلب تغييرات جذرية في نمط الحياة والتغذية.

هازار والتي تعمل معلمة في إحدى المدراس، تأثرت حياتها بشكل كبير بعد معرفتها بإصابتها بهذا المرض، حيث يتطلب الحفاظ على صحتها اتباع نظام خال من  مادة "الجلوتين" الموجودة في مادة الخبز، وفي العديد من المواد الغذائية، التي قد لا تتوقعها، مثل صلصة الصويا، ومعجون الطماطم، وبعض المعلبات والنقانق وغيرها.

هذا الأمر ليس سهلا، تصفه هازار ، حيث تجد نفسها تواجه صعوبات في العثور على بدائل صحية ومتوفرة بأسعار معقولة، مما يستدعي منها قراءة تسميات المنتجات بعناية لتجنب المكونات المحتملة المسببة للحساسية المفرطة.

على الرغم من التحديات، تحاول هازار التكيف مع واقعها والمضي قدما، وذلك بتعويض نقص الفيتامينات والعناصر الغذائية من خلال استخدام المكملات الغذائية، للحفاظ على صحتها ورفاهيتها، ومواجهة الأعراض التي تصفها بـ المزعجة، والتي  تؤثر على جودة حياتها اليومية.

 

الإصابة بالمرض بازدياد

تتنوع الأعراض التي تظهر على المصابين بهذا المرض ما بين الشحوب والاصفرار في الوجه، ومشاكل في الجهاز الهضمي، والشعور بالتعب المستمر، والإسهال، والقيء، وضعف النمو بشكل طبيعي.

ليست هازار وحدها التي تعاني من التحديات، فالأطفال المصابين بحساسية القمح يواجهون تحديات أكبر، حيث قد يكون من الصعب عليهم فهم أهمية اتباع نظام غذائي محدد والامتناع عن بعض الأطعمة المفضلة لديهم.

من المحتمل ظهور علامات وأعراض على الطفل أو البالغ المصاب بحساسية القمح في غضون دقائق إلى ساعات من تناول طعام يحتوي على القمح، منها التورم أو الحكة أو التهيج أو الطفح الجلدي المثير للحكة وصعوبة التنفس والإسهال ويمكن أن تسبب حساسية القمح لبعض الأشخاص تهديدا للحياة .

يعرف مرض حساسية القمح، بأحد أمراض المناعة الذاتية، يحدث نتيجة لردة فعل الجسم على مادة "الغلوتين"، وهو البروتين الموجود في مادة القمح والشعير ودقيق الجاودار.

تقديرات جمعية أصدقاء مرضى حساسية القمح الخيرية، تشير إلى وجود ما يزيد عن 120 ألف حالة مصابة بهذا المرض على مستوى المملكة، يمثل نسبة 1.5% من السكان، مما يجعل من الضروري توفير بدائل غذائية مناسبة لهم.

الحمية هي العلاج

يعد شهر أيار مخصص للتوعية بمرض حساسية القمح الذي يعرف " بالسيلياك " بهدف رفع مستوى الوعي بالمرض لدى فئات المجتمع المختلفة.

رئيسة الجمعية سهير عبد القادر، تشدد على أهمية التوعية  الدائمة بالمرض طوال العام، نظرا لزيادة حالات الإصابة والقلق المتزايد، وتؤكد على أن شهر التوعية يعزز التركيز على أهمية المرض وضرورة التصدي له بجدية.

تهدف الجمعية التي تعد أول جمعية في الأردن والوطن العربي، تعنى بمرضى حساسية القمح، إلى الوصول إلى مجتمع أردني صحي أمن إلى أقصى درجة من الوعي والتأهيل والتمكين والتعايش مع المرض.

وتشير عبدالقادر  إلى أن مادة الجلوتين موجود في العديد من الأطعمة والمنتجات الغذائية، وقد لا يكون المصابون بالمرض على علم بوجودها، وحتى الكميات الضئيلة قد تسبب ضررا صحيا لهؤلاء المرضى. 

وتوضح  أن أسعار المنتجات الخالية من الجلوتين مرتفعة جدا، مما يجعلها غير متاحة لبعض المرضى الذين لا يمكنهم تكلفتها، وتدعو الحكومة إلى توفير دعم غذائي لهؤلاء الأشخاص من خلال توفير حزم غذائية للأشد فقرا.

واستطاعت الجمعية أن توفر طحين خال من مادة الجلوتين، كبديل عن الطحين المستورد، بأسعار معقولة ومتاح في جميع فروع المؤسسات الاستهلاكية المدنية في مختلف المحافظات.

ومن أجل دعم المرضى، أطلقت الجمعية مبادرة غذائية علاجية تهدف إلى توزيع معونات غذائية للمصابين بالمرض في جميع أنحاء المملكة.

وتعمل الجمعية بالتعاون مع مؤسسة الغذاء والدواء لتوعية أصحاب المطاعم والمخابز ومصنعي الأغذية الخالية من الجلوتين، وضمان كيفية تصنيعها لحماية المرضى، وتوفير معلومات عن المنتجات على بطاقات البيانات.

 كما تتابع المؤسسة مختلف الجهات الغذائية للتأكيد على ذكر المواد التي تحتوي على القمح على بطاقات المعلومات، ليتمكن المرضى من التعرف عليها وتجنب استهلاكها وبدورها، تحرص على ذكر المواد المصنعة على منتجاتها.

أضف تعليقك