قبل ساعات قليلة من كشف آبل عن الإصدار السابع عشر من هاتف آيفون، عاد إلى الواجهة مقطع قديم لمقابلة نادرة مع ستيف جوبز، المؤسس المشارك للشركة، ألقى خلالها الضوء على فلسفته الخاصة بابتكار منتجات غير تقليدية.
المقابلة، التي جرى تسجيلها في تسعينيات القرن الماضي وأعيد تداولها مؤخراً، توضح كيف ربط جوبز بين التفكير والعمل كشرط أساسي للابتكار.
وأوضح جوبز أن الابتكار يبدأ من القدرة على التفكير بشكل مغاير عن السائد، وأكد أن الإبداع ليس وليد التحليل وحده، بل ثمرة الجمع بين الحدس وربط الأفكار المتباعدة.
رؤيته كانت قائمة على أن المبدع الحقيقي لا يكتفي باتباع الخطوات التقليدية، بل يعيد صياغة الروابط بين المفاهيم ليخرج بنتيجة جديدة، هذا المبدأ هو ما ألهم حملة "Think Different" التي أطلقتها آبل عام 1997، واحتفت بشخصيات تركت بصمتها مثل آينشتاين وغاندي وبيكاسو.
ورغم تركيزه على الخيال والحدس، شدد جوبز على أن التفكير وحده لا يكفي، وفي أكثر من مناسبة، أشار إلى أن الفارق بين منتج جيد وآخر استثنائي يكمن في مستوى العناية بالتفاصيل.
اهتمامه بالتصميم الدقيق، حتى في شكل العلبة التي تغلف المنتج، كان انعكاساً لإيمانه بأن التنفيذ المتقن لا يقل أهمية عن الفكرة، وخلق داخل آبل، بيئة عمل قائمة على التجربة المتكررة والتطوير المستمر حتى الوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة.
ومن أبرز مبادئ جوبز أن البساطة أصعب من التعقيد، لكنها الطريق الأمثل لصناعة منتج ناجح، حيث أوضح في أكثر من حوار أن الوصول إلى أفكار واضحة ومباشرة يتطلب جهداً أكبر من إضافة مزيد من التعقيد.
هذا التوجه انعكس على أجهزة آبل، حيث تميزت بسهولة الاستخدام ووضوح الواجهة، ما جعلها قريبة من المستخدم العادي مهما كانت خبرته التقنية.
ولم يكن ستيف جوبز يرى التقنية كغاية منفصلة، بل كجزء من تجربة إنسانية شاملة، وشدد في أكثر من خطاب، على أن المنتج العظيم لا يولد من التكنولوجيا فقط، بل من دمجها مع الفنون والعلوم الإنسانية.
وفي خطابه الشهير بجامعة ستانفورد عام 2005، وجّه جوبز رسائل واضحة للطلاب حول قيمة الإصرار على الشغف الشخصي وعدم الخوف من التجربة، مشدداً على أن الاستقرار المبالغ فيه قد يعيق الإبداع، بينما المخاطرة المدروسة قادرة على فتح آفاق جديدة.











































