أحد أفضل ابتكارات 2025.. خدعة عالمية مضللة وقع في شباكها الكثيرون

الرابط المختصر

في موسم العروض والتسوق الذي يسبق احتفالات رأس السنة، ظهر إعلان شديد الإغراء على يوتيوب وعشرات المواقع والمنصات الرقمية، يَعِدُك بالحصول على "ألطف جرو روبوتي في العالم". مظهر مذهل، وحركات تكاد تكون حقيقية، وعرض خصم يصل إلى 70%، الأمر الذي قد يدفعك لإخراج بطاقتك البنكية فوراً؟

الإعلان الذي يروج لجرو روبوتي يحمل اسم "Wuffy- ووفي" مع تعدد مواقع البيع ونسخ المواقع، يدّعي أنه "الجرو الروبوت رقم 1 في أمريكا"، وأنه "حيوان المستقبل الأليف" الذي يتعلم ويلعب مع الأطفال بفضل الذكاء الاصطناعي، ويستجيب للمسات، ويركض بحركات واقعية، بل و"مصنوع يدوياً لإدخال البهجة إلى كل عائلة".

ويُظهر الموقع آلاف المراجعات المبهجة، وأكثر من 8 آلاف عميل راضٍ، ومقاطع فيديو فائقة الواقعية تُظهر الجرو الصغير وهو يتفاعل مع الأطفال… لكن الحقيقة كانت مختلفة بالكامل.

 الصدمة الكبرى: المنتج غير موجود أصلاً

وبعد التحرّى عن هذا "الروبوت الثوري"، الذي يُقدَّم على أنه واحد من أفضل ابتكارات 2025، ليتضح أنه خدعة عالمية وقع في شباكها الكثيرون.

الصور التي تبدو وكأنها مأخوذة من مختبرات متقدمة، والمقاطع التي تُظهر حركة روبوتية ذكية، اتضح أنها مجرد محتوى مُصنّع بالذكاء الاصطناعي.

وعند وصول "ووفي" إلى المشترين—في حال وصل الطرد أساساً—لم يجدوا سوى لعبة بلاستيكية رخيصة تنبح وتتحرك بشكل بدائي، من النوع الذي يباع في محلات ألعاب بسيطة، ولا علاقة لها بأي تكنولوجيا أو ذكاء اصطناعي أو حتى بطارية قابلة للشحن.

 مؤثر أمريكي يكشف الخدعة

المؤثر الأمريكي بليزنت غرين، الذي يتابعه أكثر من 1.5 مليون شخص، روى تجربته قائلاً إنه اشترى نسختين من الموقع بعد أن ادعى الإعلان حصوله على "أفضل جائزة ابتكار" وأن المنتج قادم من الولايات المتحدة، لكن المفاجأة جاءت خلال تتبع الشحنة، إذ تبيّن أن الطرد يشحن من الصين.

وبعد انتظار طويل، اكتشف غرين الحقيقة الصادمة: "لعبة بلاستيكية مغطاة بفراء نايلون رخيص، تعمل بالبطاريات، ولا تشبه الإعلان بأي شكل".

وعندما واجه البائع، جاء الرد الصادم: "الأمر مجرد اختلاف وجهات نظر".

الاحتيال يتوسع: صور جِراء حقيقية مُولّدة بالذكاء الاصطناعي

 إلى جانب خدعة "ووفي" تشير التحقيقات إلى أن المحتالين يستخدمون صوراً مُولّدة بالذكاء الاصطناعي لإنشاء قوائم بيع مزيفة لجِراء غير موجودة أساساً، مستغلين انتشار ثقافة الذكاء الاصطناعي وثقة المستخدمين في "التقنيات الجديدة".

وراء الجرو الظريف الذي تصفه الإعلانات بأنه "مستقبل الحيوانات الأليفة"، لا يوجد سوى خدعة رقمية متقنة تعتمد على الصور المزيفة، والمراجعات الوهمية، ومقاطع الفيديو المُولدة بالذكاء الاصطناعي، بهدف الإيقاع بالمتسوقين خلال موسم العروض.

"ووفي" ليس روبوتاً ذكياً… بل مجرد لعبة رخيصة تم تغليفها بإعلان مبهر وخدع رقمية احترافية.