فيسبوك تمضي قدما في سياستها لانتهاك خصوصية المستخدمين

فيسبوك تمضي قدما في سياستها لانتهاك خصوصية المستخدمين
الرابط المختصر

نشرت مجلة "وايرد" الأمريكية في نسختها البريطانية تقريرا، تحدثت من خلاله عن حصول شركة فيسبوك على براءة اختراع جديدة تمكنها من إثراء التجربة التفاعلية لمستخدميها، وذلك عن طريق تقنية جديدة خاصة بإضافة الأصدقاء على تطبيق فيسبوك.

وقالت المجلة في تقريرها، الذي ترجمته "عربي21"، إن شركة فيسبوك ابتكرت تقنية جديدة تسمح لمستخدمي التطبيق بكسب المزيد من الأصدقاء على موقع التواصل الاجتماعي، وذلك عن طريق استخدام إشارات اتصال لاسلكية بين هواتف المستخدمين.

وتندرج هذه التقنية الجديدة ضمن مهمة الشركة لجمع بيانات مستخدميها، على غرار جهات الاتصال على هواتفهم، والصور التي تحتوي على وسوم بأسمائهم، وهواياتهم المفضلة، لتسهيل التعارف بين مستخدمي التطبيق.

وأضافت المجلة أن شركة فيسبوك كانت قد وفرت ميزة "أشخاص قد تعرفهم" خلال سنة 2008 التي تعمل على تقديم اقتراحات لمستخدمي تطبيقها حول الأشخاص الذين قد يرغبون في أن يصبحوا أصدقاء معهم. لكن هذه الميزة واجهت انتقادات كبيرة حول البيانات التي اعتمدها هذا الموقع في اختيار قائمة الأشخاص، خاصة عندما لا يكون بين هؤلاء المستخدمين روابط مشتركة.

وأفادت المجلة بأن تطبيق فيسبوك سيطلق تقنية جديدة تعتمد على استخدام أجهزة الهاتف لتحديد إشارات اتصال لاسلكية، على غرار بلوتوث وموجات "زي" و"زيجبي"، التي تنبعث من هواتف مستخدمين آخرين.

 

وبفضل هذه الإشارات اللاسلكية، سيكون تطبيق فيسبوك قادرا على قياس مدى قرب جهازين اثنين من بعضهما البعض، ومدة هذا اللقاء. على إثر ذلك، سيقوم التطبيق بتحليل هذه البيانات لتحديد ما إذا كان المستخدمان قد سبق أن التقيا.

بالإضافة إلى ذلك، ستسمح هذه التقنية بتسجيل عدد المرات التي تكون فيها الأجهزة قريبة من بعضها البعض. كما أنها ستكون قادرة على استخدام الجيروسكوب ومقياس التسارع لتحليل أنماط الحركة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يكشف التطبيق عما إذا كان المستخدمان يمارسان رياضة العدو معا أو يركبان الحافلة.

وكشفت المجلة أن خوارزمية فيسبوك ستبني استنتاجاتها وفقا لهذه البيانات. وستحدد بذلك ما إذا كان المستخدمان قد سبق لهما أن التقيا، أو إن كان لقاؤهما "مهما بدرجة كافية" ليكونا صديقين محتملين، حتى في حال لم تكن تجمعهما علاقة صداقة سابقة على موقع فيسبوك.

من جهتها، تدعي الشركة أن هذه الميزة سيكون لها فوائد اجتماعية كبيرة، خاصة في تسهيل مهمة العثور على الأشخاص الذين سبق للمستخدمين لقاءهم في الماضي، ولكن لم تتوفر لديهم معلومات كافية عنهم. وعلى سبيل المثال، حين يجتمع بعض المستخدمين في مناسبة اجتماعية ما دون أن يتبادلوا بعض المعلومات الشخصية، على غرار الاسم الكامل، التي تسمح لهم بالبقاء على تواصل على المنصة الاجتماعية، ستكون هذه الميزة في خدمتهم.

وأشارت المجلة إلى أن حصول الشركة على براءة الاختراع هذه لا يعني أنها تعتزم طرح هذه الميزة أو اختبارها في وقت قريب. فهناك العديد من الأفكار التي مُنحت براءة اختراع، لكنها لم تُنفذ على أرض الواقع. في هذا الشأن، صرح متحدث باسم شركة فيسبوك قائلا: "لقد سعينا في كثير من الأحيان إلى الحصول على براءات اختراع في مجال التكنولوجيا، لكننا لم نطبقها أبدا. لذلك، ينبغي ألّا تؤخذ براءات الاختراع كمؤشر ثابت يحتم علينا تنفيذ هذه الأفكار في المستقبل". مع ذلك، لم يجب المتحدث بشكل مباشر عن الأسئلة المتعلقة بمدى احتمال تطبيق الشركة لهذه التقنية في المستقبل القريب.

وأوردت المجلة أن حصول الشركة على براءة الاختراع يعدّ دليلا على مساعيها لخلق طرق جديدة ومبتكرة لتعزيز فاعلية التواصل بين مستخدمي تطبيقها في العالمين، الواقعي والافتراضي. في المقابل، قد تواجه انتقادات لاذعة تتعلق بانتهاك خصوصية مستخدمي التطبيق. فقد يشكل ربط العالم الافتراضي بنبض الحياة الواقعية لبعض المستخدمين خطرا على حياتهم الخاصة.

ونوهت المجلة بأن براءة الاختراع قد تقدم هذه الميزة كخدمة اختيارية في المستقبل، كما يمكن إيقاف العمل بها في حال كانت هناك مخاوف تتعلق بخصوصية المستخدم. علاوة على ذلك، تنص براءة الاختراع على أن هذه التقنية "قد يكون لها العديد من الاستخدامات والتطبيقات أو أشكال مختلفة أخرى"، غير أنها لم توضح حقيقة هذه الاستخدامات المحتملة.

وفي الختام، ذكرت المجلة أن هذه التقنية ستكون طريقة جديدة لزيادة مداخيل شركة فيسبوك، فضلا عن كونها ستوفر كما هائلا من البيانات للشركات الإعلانية.